(( الثورة السورية تلد أمتنا من جديد!!!)((بلاد الشام بوابة التاريخ ومسرح الاحداث التاريخية الجسام))إن الذي يستقرء تاريخ بلاد الشام جيدا قبل التاريخ وبعد التاريخ وقبل الميلاد وبعد الميلاد وقبل الاسلام وبعد الاسلام,يجد أنها كانت ولا زالت(( بوابة التاريخ التي مرت منها جميع الحضارات التي نسجت تاريخ البشرية بجميع تناقضاته)) ومر منها صُناع هذه الحضارات وقادتها الذين صنعوا التاريخ,فكثير من هذه الحضارات وُلدت وانتهت على ثراها أو مرت من فوقها,والشام هي سُرة الجغرافية والعقدة الجغرافية التي تربط القارات الثلاث ببعضها,فالذي كان يسيطر عليها كان يتحكم بجميع الممرات والطرق التجارية ويتحكم ببوابة الجغرافية والتاريخ .إن بلاد الشام كانت المسرح الذي شهد صراع هذه الحضارات عبر التاريخ الذي صنعت منه الاحداث التاريخية الجسام التي تحكمت في مصير البشرية التي كانت تنتمي لها هذه الحضارات إلى أن جاءت((الحضارة الاسلامية))فورثت جميع تلك الحضارات,حيث أصبح أهل الشام مسلمون,ومنذ ذلك الحين شهدت بلاد الشام احداث جسام هي جزء أساسي من تاريخ المسلمين الممتد عبرألف وأربعمائة عام.(وهنا نقصد ببلاد الشام فلسطين والاردن وسوريا ولبنان,فمنذ الازل وبلاد الشام وحدة واحدة جغرافياً وديمغرافياً,فلم تعرف القسمة على أربعة إلا قبل تسعين عاماً فقط على يد الإنجليز والفرنسيين بما عُرفبإتفاقية سايكس بيكو).إننا سنذكرفيما يلي أهم الحضارات التي تعاقبت على بلاد الشام وأهم المعارك التي جرت بينها وبإختصار,والتي كانت فاصلة ومصيرية في تاريخ هذه الحضارات,لنعرف بأن((الشام حقا بوابة التاريخ ومسرح الآحداث ونقطة الآرتكاز والمركز)) .الحضارة الفرعونية والاشورية والكلدانية والفارسية والكنعانية والفينيقية والبيزنطينية واليونانية والبطالمة والرومانية ثم الحضارة الاسلامية وُجدت جميعها على أرض الشام المباركة,وكثير من احداث والقصص التي ذكرت في((القران الكريم))التي قصها الله علينا جرت على ارض الشام,والمسيح عيسى بن مريم عليه السلام ولد في الشام في فلسطين,والله سبحانه وتعالى نجى ابراهيم عليه السلام الى بلاد الشام,فهي مهبط الاديان. فعلى مسرحها حدثت معارك طاحنة بين الفراعنة والاشورين إنتهت بخروج الاشورين وإنتصار الفراعنة,وعلى أرض الشام جرت معارك بين الكلدانين بقيادة ملك البابليين المشهور نبوخذ نصر والعبرانين والتي عرفت بالتاريخ ب((السبي البابلي))عندما سبى((نبوخذ نصر))اليهود الى بابل,ومن ثم جاء اليونانيون بقيادة((الاسكندر الاكبر))فانتصرعلى الفرس في((معركة ايسوس))وهي من أهم احداث القرن الرابع الميلادي,حيث اصبحت بلاد الشام جزءا من الامبرطورية اليونانية الإغريقية,ثم جاء البطالمة الذين هزموا اليونانيين في غزة عام 321 ق م,ومن ثم جاء الرومان فهزموا البطالمة عام 65 ق م وهزموا الفراعنة في((معركة اكتيوم عام 32 ق م))لتصبح بلاد الشام تحت حكم الرومان الى منتصف القرن السابع الميلادي,حيث فتحها المسلمون في((معركة اليرموك))عام 634 وقبل معركة اليرموك كانت((معركة مؤتة))عام 629 م التي كانت بمثابة تدريب عملي للمسلمين تهيئة لفتح الشام ومقدمة لمعركة اليرموك الفاصلة,حيث استشهد في هذه المعركة ثلاثة من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم(( جعفر بن ابي طالب الملقب بالطيار وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة))والذين تحولوا إلى منارة يهتدي بها المجاهدون والمستشهدون الذين فتحوا الارض وإلى يومنا هذا وطوبوا بدمائهم الطاهرة الزكية ارض الشام,وقبل اليرموك أيضا جرت((معركة وادي عربة))جنوب البحر الميت عام 633 و((معركة اجنادين)) عام 634 .فعلى ثرى الشام الطاهر جرت هذه المعارك الفاصلة في تاريخنا وكانت((اليرموك)) أم هذه المعارك والتي توجت بالفتح المبين الذي جعل الشام موحدة لله رب العالمين ولتدخل((حضارة الاسلام))التاريخ من اوسع ابوابه,فاليرموك أنهت حضارة الروم وإمبراطوريتهم التي ورثت الحضارات التي سبقتها لتسود حضارة المسلمين ودولتهم,ولترث حضارتنا الإسلامية جميع الحضارات التي سبقتها,فكانت أعظم حضارة انسانية عرفتها البشرية عبر تاريخها,قامت على مفاهيم الإسلام العظيم التي تدعو الى كل طيب وتحرم كل خبيث وتدعو إلى كل فضيلة وتحرم كل رذيلة وإلى البر والاحسان والرحمة والهدى والعدل وعدم التفريق بين الالوان والاجناس وأمنت الناس على اموالهم وأنفسهم ومعابدهم,مما جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا من حدود الأندلس في الغرب على أطراف أوروبا إلى اطراف الصين شرقا وهي حدود دولة الاسلام,وصارت دمشق حاضرة الشام عاصمة هذه الدولة ونقطة ارتكازها .وعندما عاد الغرب الصليبي ليشن حرباً صليبية على الاسلام والمسلمين كانت مسرح هذه الحرب الصليبية بلاد الشام,فوقعت معظمها بأيديهم وفي مقدمتها فلسطين الارض المباركة وقلبها القدس وسادت دولتهم مائتي عام تقريباً,وعندما بدأت دولتهم بالإندحار والإنهياروالتراجع كانت الشام مسرح تلك المعارك الطاحنة مع الصليبيين وكانت أم هذه المعارك(معركة حطين)عام 1187 بقيادة البطل(( صلاح الدين الأيوبي))الذي إستعاد القدس وجزء كبير من بلاد الشام.وإستمرت المعارك بعد((معركة حطين))على أرض الشام ما يُقارب مائة عام إلى أن جاء(الخليل بن قلاوون وولده اشرف)فقضيا على الصليبيين قضاءاً مُبرماً ونهائياً في(معركة عكا) عام 1291. وعندما جاء التتار والمغول وإجتاحوا العالم الاسلامي كانت نهايتهم على أرض الشام في(معركة عين جالوت)عام 1259 في فلسطين بقيادة القائدين الهُمامين البطلين المملوكين((الظاهر بيبرس وقطز))وعندما جاء(نابليون)على رأس حملة صليبية في عام 1799 وإجتاح مصر وكثيراً من البلدان كانت نهايته في بلاد الشام في عكا التي حاصرها لمدة شهرين تقريبا ووقف عاجزاً أمام أسوارها وأمام صمود أهلها الأسطوري مما جعله يخسر خسائر فادحة فعاد من حيث أتى مخذولاً مدحوراً يجر أذيال الخيبة والانكسار,وعندما ورثت((الدولة العثمانية ))دولة المماليك دخلت من باب الشام وذلك بعد((معركة مرج دابق))بالقرب من حلب عام 1516 م,وعندما إنهارت((الدولة العثمانية))وخرجت من التاريخ خرجت من باب الشام من دمشق والقدس,فعندما سقطت القدس ودمشق بيد الصليبيين الجُدُد((قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى))كان ذلك بمثابة إعلان خروج الدولة الاسلامية من التاريخ أي من صناعة التاريخ لاول مرة منذ دولة الاسلام الأولى في المدينة المنورة بقيادة((رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم)).فمن دمشق أعلن الصليبيون الانجليز والفرنسيون انتهاء الحرب واستسلام الدولة العثمانية,فعندما دخل((الجنرال اللينبي))قائد قوات الحلفاء الصليبيين القدس في عام 1918 صرح وهو على ظهر جواده في باب الخليل وهو أحد ابواب القدس تصريحاً مدوياً فيه إذلال لكل مسلم قال فيه((الأن إنتهت الحروب الصليبية))يعني أنه إعتبر أن الحرب الصليبية الأولى منذ ((صلاح الدين الايوبي))لم تتوقف وأنها الأن إنتهت بإنتصار الصليبيين على الدولة العثمانية وبدخولهم للقدس التي حررها منهم صلاح الدين .وعندما ذهب الجنرال الفرنسي((غورو)) إلى سوريا ودخل دمشق بعد ((معركة ميسلون))وهي من ضواحي دمشق ذهب إلى قبر(( صلاح الدين الأيوبي)) في المسجد الاموي ووكزه بسيفه وهو يقول بكل حقد صليبي أعمى وبتحدي لكل المسلمين((قم يا صلاح الدين ها قد عُدنا أخيراً)).إن الصليبين عندما أرادوا أن يُفتتوا بلاد المسلمين ويُمزقوا أمة الإسلام قاموا بتمزيق بلاد الشام وإقتسامها في ما بينهم وكأنهم يقتسمون قطعة من الجبنة أو الزبدة فمزقوها إلى ثلاثة دول ورابعها كلبها والتي عُرفت بما يُسمى(إسرائيل- الكيان اليهودي الغاصب)وكانت زراعة الكيان اليهودي في فلسطين في قلب بلاد الشام من أجل أن يفصلوا مشرق العالم الإسلامي عن غربه وشماله عن جنوبه فلا يلتقي من جديد,ومن أجل أن تكون خنجراً في قلبه وفي ظهره,وهذا يدل على أن بلاد الشام هي قلب العالم الإسلامي,فإضعاف هذا القلب بغرس جسم غريب فيه هو إضعاف لكل الجسم,ومن أجل تأمين هذا الجسم الغريب وتوفير الحماية له من أي خطر يُهدده كان لا بد من إنتزاع أخطر جزء من بلاد الشام المعروف ب(سوريا)من أيدي المسلمين الذين يُشكلون الخطر الحقيقي على الكيان اليهودي في فلسطين وإعطائها إلى طائفة تحمل عقيدة معادية للإسلام والمسلمين وأقرب عقائدياً لليهود,قرر الصليبيون اقامة((دولة علوية غير مُعلنة وتحت غطاء القومية العربية))في سوريا لتكون رديفا للكيان اليهودي والوجه الاخر له والحارس الامين عليه,لان العلوين يحملون عقيدة مناقضة لعقيدة النسبة الساحقة من أهل الشام ويحقدون حقداً أسوداً عليهم وتاريخهم يؤكد على هذه الحقيقة,فهم عبر التاريخ قد تحالفوا((مع الصليبين والتتار والمغول والصفويين ضد المسلمين))وكانوا جزءا من دولة(الحشاشين والقرامطة)الذين ارتكبوا المذابح والمجازر ضد المسلمين والقيام بعمليات الاغتيال وأثاروا الرعب والذعر في الدولة العباسية وسرقوا الحجر الاسود من الكعبة في القرن الرابع الهجري,فأعطيت سوريا للعلوين الذين عملوا على سحق كرامة الشعب السوري وسحق إنسانيته والتنكيل به وإرتكاب المذابح والمجازر من أجل أن تبقى(إسرائيل)أمنة مطمئنة,ومن أجل أن يمنعوا نهوض الأمة ووحدتها من جديد والحفاظ على الواقع الذي فرضته إتفاقية(سايكس بيكو) وهذا ما يفسر تسليم حافظ الاسد للجولان عام 1967 دون قتال أو إطلاق رصاصة واحدة بل أعلن عن سقوطها قبل أن تسقط بيومين,لذلك فإن العلوين الذين يختطفون سوريا منذ خمسين عاما هم إمتداد طبيعي للغزو الصليبي لبلاد الشام ولكن ويمكرون ويمكروا والله خير الماكرين.