منذ اشتعال الاشتباكات العنيفة في العراق يوم الـ 29 من أغسطس الماضي عقب إعلان الزعيم الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، لم يصدر أي تعليق عن المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني.
إلا أن للرجل النادر الظهور أو التعليق أصلاً اليد الطولى على ما يبدو، في إطفاء حريق "القتال" الذي اندلع بين أنصار التيار الصدري الذين نزلوا في ذلك اليوم إلى وسط بغداد، وبين مسلحي الحشد والإطار التنسيقي.
وراء الكواليس
فقد أكد أكثر من 20 مسؤولاً حكومياً ومصادر شيعية مطلعة أن موقف السيستاني من وراء الكواليس نزع فتيل كارثة محدقة.
وأشاروا جميعا إلى تدخل حاسم للسيستاني، الذي لم يشغل قط منصبا سياسيا رسميا، لكنه يعتبر أكثر رجال الدين نفوذا في النجف، المركز الديني الشيعي بالعراق، بحسب ما نقلت رويترز.
تنديد بالاضطرابات
في التفاصيل، كشف المسؤولون أن مكتب السيستاني أوضح للصدر أنه ما لم يتوقف عنف أتباعه، فإنه سيندد بالاضطرابات.
وقال مسؤول بالحكومة العراقية "بعث السيستاني برسالة إلى الصدر، مفادها أنه إذا لم يوقف العنف فسيضطر إلى إصدار بيان يدعو إلى وقف القتال، وهذا من شأنه أن يجعل الصدر يبدو ضعيفا، وكأنه قد تسبب في إراقة الدماء بالعراق".
في حين لم تؤكد ثلاث شخصيات شيعية مقرها النجف ومقربة من السيستاني أن مكتبه بعث برسالة صريحة إلى الزعيم الصدري. لكنهم قالوا إنه كان من الواضح للصدر أن السيستاني سيتحدث قريبا ما لم يوقف الاضطرابات.
بدوره، رأى مسؤول موال لإيران في المنطقة أنه لولا مكتب السيستاني لما عقد مقتدى الصدر مؤتمره الصحافي الذي أوقف القتال.
عبر مكتب السيستاني
لكن مع احتدام المعارك المسلحة في وسط بغداد، والتزام الصدر الصمت قرابة 24 ساعة، حاولت شخصيات دينية شيعية من جميع أنحاء العراق إقناعه بالتهدئة. وقال مسؤولون في إيران ولبنان إن شخصيات شيعية في البلدين انضمت إلى تلك الجهود، وأضافوا أنه تم توجيه الضغوط على الصدر عبر مكتب السيستاني في النجف.
فيما أوضح مسؤول حكومي أن "الإيرانيين لم يتدخلوا بشكل مباشر، لأنهم يدركون رد الفعل القوي المناهض لنفوذهم في البلاد، لذا يحاولون التأثير على الأحداث من بعيد".
خيانة
إلى ذلك، أجمع بعض المراقبين على أن أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، أتت على خلفية اعتزال الصدر الذي كان غاضباً من "اعتزال رجل الدين كاظم الحائري، الذي يعيش في إيران الحياة العامة وإغلاق مكتبه بسبب تقدمه في السن"، في خطوة غير مسبوقة فعليا في تاريخ الشيعة.
وفي إعلانه عن اعتزال الحياة العامة، ندد الحائري بالصدر لتسببه في انقسامات بين الشيعة، ودعا أتباعه إلى إطاعة المرشد الإيراني، علي خامنئي.
ما دفع الزعيم الصدري إلى التلميح بأن استقالة الحائري جاءت بضغط من طهران.
تعليقا على تلك الجزئية، أوضح عضو بارز في التيار الصدري، أن الصدر كان غاضبا. وقال "الحائري كان المرشد الروحي له، لذا اعتبر بيانه خيانة تهدف إلى سلب شرعيته الدينية كزعيم شيعي، في وقت يصارع فيه الجماعات المدعومة من إيران على السلطة".
كما رأى مسؤولون في التيار الصدري في النجف أن هذه الخطوة تعني أنه كان على الصدر الاختيار بين طاعة الحائري، واتباع خامنئي، أو رفضه وربما إغضاب شخصيات أكبر سنا في حركته كانت مقربة من والد الصدر.
وبدلا من ذلك، أعلن انسحابه من الحياة السياسية تماما، وهي خطوة دفعت أتباعه إلى النزول إلى الشارع.
بدورهم أكد عدد من الخبراء في الشأن الشيعي أن تحرك الحائري بدا مريبا في السياق العراقي، حيث التلميحات إلى التدخل الإيراني شديدة الوضوح.
يشار إلى أنه رغم التهدئة التي حصلت قبل أيام، في العراق فلا تزال الأزمة السياسية التي انطلقت بعيد إجراء الانتخابات في العاشر من أكتوبر الماضي مستمرة، وسط تعثر انتخاب رئيس جديد للبلاد أو تشكيل حكومة.
إلا أن للرجل النادر الظهور أو التعليق أصلاً اليد الطولى على ما يبدو، في إطفاء حريق "القتال" الذي اندلع بين أنصار التيار الصدري الذين نزلوا في ذلك اليوم إلى وسط بغداد، وبين مسلحي الحشد والإطار التنسيقي.
وراء الكواليس
فقد أكد أكثر من 20 مسؤولاً حكومياً ومصادر شيعية مطلعة أن موقف السيستاني من وراء الكواليس نزع فتيل كارثة محدقة.
وأشاروا جميعا إلى تدخل حاسم للسيستاني، الذي لم يشغل قط منصبا سياسيا رسميا، لكنه يعتبر أكثر رجال الدين نفوذا في النجف، المركز الديني الشيعي بالعراق، بحسب ما نقلت رويترز.
تنديد بالاضطرابات
في التفاصيل، كشف المسؤولون أن مكتب السيستاني أوضح للصدر أنه ما لم يتوقف عنف أتباعه، فإنه سيندد بالاضطرابات.
وقال مسؤول بالحكومة العراقية "بعث السيستاني برسالة إلى الصدر، مفادها أنه إذا لم يوقف العنف فسيضطر إلى إصدار بيان يدعو إلى وقف القتال، وهذا من شأنه أن يجعل الصدر يبدو ضعيفا، وكأنه قد تسبب في إراقة الدماء بالعراق".
في حين لم تؤكد ثلاث شخصيات شيعية مقرها النجف ومقربة من السيستاني أن مكتبه بعث برسالة صريحة إلى الزعيم الصدري. لكنهم قالوا إنه كان من الواضح للصدر أن السيستاني سيتحدث قريبا ما لم يوقف الاضطرابات.
بدوره، رأى مسؤول موال لإيران في المنطقة أنه لولا مكتب السيستاني لما عقد مقتدى الصدر مؤتمره الصحافي الذي أوقف القتال.
عبر مكتب السيستاني
لكن مع احتدام المعارك المسلحة في وسط بغداد، والتزام الصدر الصمت قرابة 24 ساعة، حاولت شخصيات دينية شيعية من جميع أنحاء العراق إقناعه بالتهدئة. وقال مسؤولون في إيران ولبنان إن شخصيات شيعية في البلدين انضمت إلى تلك الجهود، وأضافوا أنه تم توجيه الضغوط على الصدر عبر مكتب السيستاني في النجف.
فيما أوضح مسؤول حكومي أن "الإيرانيين لم يتدخلوا بشكل مباشر، لأنهم يدركون رد الفعل القوي المناهض لنفوذهم في البلاد، لذا يحاولون التأثير على الأحداث من بعيد".
خيانة
إلى ذلك، أجمع بعض المراقبين على أن أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، أتت على خلفية اعتزال الصدر الذي كان غاضباً من "اعتزال رجل الدين كاظم الحائري، الذي يعيش في إيران الحياة العامة وإغلاق مكتبه بسبب تقدمه في السن"، في خطوة غير مسبوقة فعليا في تاريخ الشيعة.
وفي إعلانه عن اعتزال الحياة العامة، ندد الحائري بالصدر لتسببه في انقسامات بين الشيعة، ودعا أتباعه إلى إطاعة المرشد الإيراني، علي خامنئي.
ما دفع الزعيم الصدري إلى التلميح بأن استقالة الحائري جاءت بضغط من طهران.
تعليقا على تلك الجزئية، أوضح عضو بارز في التيار الصدري، أن الصدر كان غاضبا. وقال "الحائري كان المرشد الروحي له، لذا اعتبر بيانه خيانة تهدف إلى سلب شرعيته الدينية كزعيم شيعي، في وقت يصارع فيه الجماعات المدعومة من إيران على السلطة".
كما رأى مسؤولون في التيار الصدري في النجف أن هذه الخطوة تعني أنه كان على الصدر الاختيار بين طاعة الحائري، واتباع خامنئي، أو رفضه وربما إغضاب شخصيات أكبر سنا في حركته كانت مقربة من والد الصدر.
وبدلا من ذلك، أعلن انسحابه من الحياة السياسية تماما، وهي خطوة دفعت أتباعه إلى النزول إلى الشارع.
بدورهم أكد عدد من الخبراء في الشأن الشيعي أن تحرك الحائري بدا مريبا في السياق العراقي، حيث التلميحات إلى التدخل الإيراني شديدة الوضوح.
يشار إلى أنه رغم التهدئة التي حصلت قبل أيام، في العراق فلا تزال الأزمة السياسية التي انطلقت بعيد إجراء الانتخابات في العاشر من أكتوبر الماضي مستمرة، وسط تعثر انتخاب رئيس جديد للبلاد أو تشكيل حكومة.