عبّر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، عن انزعاجه من ازدياد حضور المسؤولين الأوروبيين في طهران عقب الاتفاق النووي، متهماً إياهم بـ"تنفيذ أجندة الأميركيين للتوغل في البلاد".وقالت وكالة " تسنيم" الإيرانية، إن سليماني أكد في كلمة له، الأربعاء، خلال اجتماع الحرس الثوري والذي حضره المرشد الأعلى، علي خامنئي، على أن "الأوروبيين يهدفون إلى إزالة حالة العداء والترويج لتطبيع العلاقات بين إيران والغرب".وقال قائد فيلق القدس إن "أحد أسباب الزيارات المكثفة للأوروبيين إلى طهران، والتي تجري بالتنسيق مع الأميركيين، هو خلق القطبية الثنائية في المجتمع الإيراني ورفع مستوى المطالب لدى الرأي العام وإزالة موضوع المواجهة الطويلة لأوروبا والغرب مع إيران".وأضاف سليماني أن "أميركا تتابع اليوم 4 سياسات أساسية ومهمة لاستعادة قدرتها، مثل الأمم المتحدة وآلياتها المختلفة التي تعد اليوم على الظاهر مشروعة مثل قضايا حقوق الإنسان بالمنطقة"، وفق تعبيره.وزعم أن "انتصار الثورة أدت إلى انهيار قوة أميركا في العالم"، لافتاً إلى أن "ما حدث خلال الأعوام العشرين الماضية بين طهران وواشنطن كقوة عظمى، هو أن الثورة الإسلامية في إيران قد أوجدت شرخاً حقيقياً في عناصر القوة لدى أميركا كقوة كبرى، حيث يمكن الإشارة في هذا الصدد إلى الكثير من الأمثلة الملموسة ". غير أن قائد فيلق القدس لم يذكر أمثلة تدل على ذلك.واعتبر سليماني أن "أميركا، بتحالفاتها التي أوجدتها، سعت لحذف حزب الله من الساحة اللبنانية، إلا أنها لم تمتلك القدرة على احتواء الحزب، كما أن أيّاً من التحالفات التي أحدثتها لم يؤد إلى ذلك، بل على العكس فقد أصبح حزب الله أكثر قوة"، على حد قوله.كذلك أكد أن "سياسة واشنطن الراهنة تتمثل في إضعاف واحتواء طهران عبر قوى إقليمية وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة".يذكر أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، قد شدد خلال الاجتماع مع قادة الحرس الثوري، الأربعاء، على خشيته من اختراق مراكز صنع القرار في بلاده، قائلاً إن "أكبر التهديدات خطراً على البلاد" هي محاولات من وصفهم بـ"الأعداء" و"مساعيهم التغلغل والنفوذ لمراكز صنع القرار".ودعا خامنئي استخبارات الحرس الثوري إلى "التصدي بكل قوة بوجه التوغل الأمني في طهران"، رافضاً التطبيع مع الغرب وفق مقولة "عبور إيران من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة".