إيران من ابتدعت معادلة «الثلث المعطل» في الدول العربية وبدأتها في لبنان كي يستخدمها وكلاؤه كحزب الله في عمليات التصويت لمنع أو تعطيل الحياة السياسية.
و«الثلث المعطل» أداة تُستخدم كما نعرف لمن لا يستطيع أن يحقق الأغلبية اللازمة لتمرير القوانين فإنه يكون كتلة واحدة تقف دون حصول القانون على العدد المطلوب في القرارات التي تحتاج أكثر من ثلثي العدد، لذلك سمي الثلث المعطل.
اعتمدت إيران على مقلدي الخامنئي من العرب ومن يتحالف معهم من المراجع الشيعية الأخرى على الدخول للبرلمانات وتشكيل ثلث أعداد الكراسي البرلمانية بهدف وقف أو تعطيل أي مشروع حكومي، أو حتى تعطيل تشكيل الحكومة لأنه قانون يحتاج لأكثر من ثلثي العدد للإقرار، هذا ما يفعله حزب الله في لبنان حيث باعتراض الكتلة الحزبية وكيلة إيران يتعطّل إقرار أي مشروع أو أي تشكيل حكومي لأنهم يشكلون الثلث المطلوب في التصويت للرفض.
اليوم في العراق تنقلب المعادلة على الساحر، إذ يقف الشعب العراقي كله مصطفين صفاً واحداً مشكلين معاً هذا الثلث المعطل بوجه الكتلة الإيرانية المسمّاة «الإطار التنسيقي» الذي يدعي الأغلبية.
اليوم إيران حتى اللحظة خسرت الرهان على تفرّق الفسيفساء العراقية في مكونات مجتمعة وعدم انسجامها واصطفافها معاً، راهنت إيران على اللا كتلة العراقية التي كانت مضمونة التقسيم والفرقة وعدم الاجتماع، فمن كان يظن أن جانباً كبيراً من شيعة العراق «الصدريين» سيتضامنون مع السنة والأكراد والمسيحيين ويشكلون كتلة الثلث المطلوب لتتصدى لوكلاء إيران بصوت واحد، ليعجز وكلاء إيران عن تشكيل الحكومة؟ نعم اليوم الشعب العراقي هو الثلث المعطل، والثلثان لأتباع إيران في البرلمان العراقي وعددهم 88 نائباً من المتحالفين مع الأكراد ويملكون معاً 130 صوتاً ويعطلهم التيار الصدري 77 و29 نائباً آخر من المتضامنين مع الصدريين.
يحاول الإطار التنسيقي وكيل إيران شق هذا الصف الآن واختراق الثلث وضعضعته بعد أن انسحب الصدريون ولكنهم فوجئوا بردة الفعل الشعبية الرافضة لتشكيل الحكومة من طرف واحد فقط.
وهكذا لم يبقَ أمام إيران سوى الرصاص لتوجهه لصدور الشيعة الرافضين لقراراتها، وهكذا وجد شيعة العراق الآن أنفسهم أمام صراع المرجعيات الدينية، مرجعيات تتبع الإمام الإيراني إيرانية الهوى والانتماء وتتصارع على النفوذ، مع مرجعيات تتبع مرجعيات عراقية عربية الهوى، فيا لها من ديمقراطية فرحت الولايات المتحدة الأمريكية بنقلها لدولة متفاخرة بأنها أنعمت عليها بأفضالها.
وللعودة للعراقيين الشيعة فإنهم يتصدون اليوم بصدورهم العارية أمام الرصاص الإيراني الذي فتحه حرسه الثوري عليهم دون اعتبار لشيعيتهم وولائهم لآل البيت ودون اعتبار لأي انتماءات مذهبية أو دينية أو إيمانية، سمّها ما شئت.
الإطار التنسيقي وكيل إيران يريد أن يفرض أسماء على العراقيين يوافق عليها خامنئي، ولا يهم أن يرفضها شعب العراق كله.
والسؤال لِم يا ترى يصرّ خامنئي على إذلال العراقيين بفرض أسماء يعلم الكل أنها سرقت ونهبت العراق أسماء فاسدة؟ لِم يختار الفاسدين من شيعته ويجبر العراقيين على قبولهم؟
ألا يوجد من بين اتباعه شريف نظيف سمعته طيبة يلتف حوله أهل العراق ويقبلونه رئيساً؟!!
فليتفكر مقلدو خامنئي في كل مكان بما فيهم البحرينيون ويتدبروا ويعوا مكانتهم الحقيقية ودورهم المطلوب، فدرس العراق أيما درس.عجبي.