عزيزي الناخب

ارتقِ بمعاييرك لشروط اختيار نائبك في الدائرة، حتى يرتقي من يرغب بالترشح نيابة عنك بعرضه لمهاراته وإمكانياته، بيدك ألا تجعل كل من أراد الاستفادة من صوتك أن يفكر ألف مرة قبل أن يطرح اسمه للترشح.

وبالمقابل ننتظر من السادة الذين ينوون ترشيح أنفسهم أن يتجاوزوا مرحلة استعراض قدراتهم وإمكانياتهم في «الفضفضة» نيابة عنا، نحن بانتظار من يقترح الحلول نيابة عنا، لفت النظر إلى وجود مشكلة الحديث عنها لا يزيد عن كونه فضفضة وحديث مجالس، فالفضفضة ما هي إلا مرحلة تنفيس الغضب أو على رأي اللبنانيين «فشة الخلق»، وتلك انتهينا منها بعد أن انتخبنا المفضفضين نيابة عنا، الآن نريد من لديه حلولاً واقتراحات للقضايا العالقة أن يتقدم للترشح، ومن ينتقد حل الحكومة عليه أن يقدم بديلاً عنها.

ومثلما ارتقى الناخب فتجاوز مرحلة المرشح المتدين هو الأفضل، إلى مرحلة الطيّب والذي يفتح مجلسه ليستمع لنا هو الأفضل، ووصل لمرحلة الجريء الذي يعجبني كلامه و«يبرّد القلب» هو الأفضل، ثم اكتشف أن كم من واحد «برّد قلبنا» في فيديوهاته التي يصورها لم نره يرتقي عتبةً واحدةً في أدائه كنائب، ظل هو الأكثر «تحلطماً»، تلك نماذج مرّت علينا وتعلمنا أنها لن تخدمنا حين نبحث عن حلول، تلك نماذج قادرة على التعبير عنا إنما عاجزة عن إيجاد حل لمشكلاتنا، وما تخطينا تلك المراحل إلا بعد عشرين عاماً من بدء التجربة الديمقراطية. علينا اليوم وبعد خمسة فصول تشريعية بعد خمسة اختيارات الكثير منها «انصمينا» فيها أن نصل للمرشح الذي يقدم لي حلولاً أفضل ممكن تطبيقها لتحسين مستوى معيشة المواطن، ورفع دخله وإيجاد فرص عمل، المرشح الذي يقدم حلولاً للنمو الاقتصادي، حلولاً لتسديد الدين العام، حلولاً للسوق المشوه والمعاق، حلولاً لمشكلة الأجانب واستنزافهم للموارد والثروات، حلولاً عجزت الحكومة عن تقديمها، ومن سيرشح نفسه لابد أن يكون عنده حلول أفضل منها، وعلى أثر حلوله سيستخدم أدواته النيابية من تشريع ومن رقابة ومن سلطة لإقرار البرنامج الحكومي وإقرار الميزانية لها.

وأي حل ستقدمه عزيزي المرشح أقنعني بأنه بالإمكان تطبيقه وتنفيذه، أعطني أرقاماً، أعطني إحصائيات، أعطني تجارب تاريخية أو معاصرة ناجحة، قدم لي دليلاً بأن حلولك ممكنة، فنحن نتعاطى مع إيرادات ومصروفات ومع فرص لزيادة تلك الإيرادات ومع فرص لتحسين الدخل ومع مشكلات العمالة الأجنبية التي غابت عن الحكومة ودورك أن تقدم لنا ولها البديل الممكن.

«مال أول» ذاك المرشح الذي تنحصر مهاراته في الجرأة على الحكومة ويخاطب الوزراء ويأمرهم بقولوا كذا ولا تقولوا كذا، «مال أول» المرشح الذي تنحصر مهاراته في جملة «البحريني يستاهل» أكيد يستاهل، إنما القصة في كيف في «اشلون يتعدّل الحال»؟

عزيزي الناخب

«صعبها عليهم شوي»، لا ترضَ بمن يضحك عليك ويستعرض جرأته حين ينتهي من تصويره أو من خطبته العصماء، اسأله، والحل؟