إرم نيوز
دفع اليأس بشاب عراقي يسكن مع والده في مخيم اللاجئين بهولندا منذ أكثر من سبع سنوات، إلى الانتحار، بسبب إصرار السلطات على رفضه كلاجئ.

وتحولت حياة مقتدى إلى ”سجن حقيقي" منذ وصوله إلى هولندا، حيث حُرم من الدراسة وتعلم اللغة، كما مُنع من مغادرة المخيم، الأمر الذي أفقده الأمل وعرّض حياته للخطر.

ويقول مقتدى: ”لا ذنب لي في أن أعيش مثل هذه الظروف الصعبة، وأن أُحرم من حقي في الإقامة دون مبرر مقنع".

ويروي والد مقتدى وصديقه سعد تفاصيل محاولة انتحار هذا المراهق في حديثه لقناة black box على موقع يوتيوب، الذي شعر أنه ”منبوذ أمام أقرانه لمجرد أنه عراقي ويسعى للجوء".

ويسرد الوالد: ”عاش ابني طيلة سنوات في سجن الكامب، ما ذنبه؟ مازال طفلا، لقد تعرض لظلم كبير".

ويعتقد أنه ”من الطبيعي في ظل الظروف الصعبة في الكامب الذي لا نستطيع مغادرته، وأننا ممنوعون من تبادل الزيارات، أن يفكر كل مَن هو في سن مقتدى بالانتحار أو دخول عالم الجريمة".

ويتابع: ”دخلت إلى الغرفة فوجدت مقتدى مرميا وقام بتشريح عروق يده، أصبت بذعر كبير".

ويلفت إلى أنه لولا تهديده لموظفي الاستقبال بالاتصال بالشرطة، لما وصل الطبيب لإنقاذ مقتدى في اللحظات الأخيرة".

وأبدى والد مقتدى حزنه بسبب الحالة النفسية السيئة لابنه، متسائلا عن سبب إصرار دائرة الهجرة على رفضه رغم صغر سنه، كما أنه يحرم من ممارسة أبسط حقوقه مثل التعليم.

وأردف: ”خسرت ابني الأكبر في العراق في حادثة تفجير، لا أريد أن أخسر ابني الأصغر أيضا هنا في هذا السجن".

ويشير والد مقتدى إلى ”حجم الاستهزاء والإهانة التي يتعرض له ابنه من قبل أقرانه بسبب رفضه كلاجئ".

ويعلق: ”أطالب بمنح ابني إقامة، لا أريده أن يشعر بالنقص، ما ذنب ابني أنه عراقي".

ودعا والد مقتدى دائرة الهجرة إلى الأخذ بالاعتبار صحة مقتدى النفسية، وأن يقدموا له المساعدة ولا يتركوا فكرة الانتحار تتسلل إليه مرة أخرى.

ورأى أن رفض ملف لجوئه وابنه طيلة سبع سنوات بسبب تصنيف العراق بلدا آمنا غير مقنع بالنسبة إليه، كما يعد مغالطا لحقيقة الأوضاع الأمنية المتدهورة في بلده، معربا عن قلقه من مصير مقتدى، خاصة أنه لم يعد يتحمل ظروف الكامب القاسية.