توفي صباح اليوم الأحد، الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، عن عمر ناهز الثمانين عاما، بعد صراع مع المرض.
ويعد شمس الدين من رواد الشعر اللبناني المعاصر، كما ويعتبر من طليعة شعراء الجنوب اللبناني، ومعه شوقي بزيغ وإلياس لحود، وغيرهم من الشعراء اللبنانيين الذين تناولوا من خلال شعرهم الحروب الإسرائيلية على جنوب لبنان خلال العقود الماضية.
ولم يكن الجنوب اللبناني مجرد مكان عند الشاعر، فهو الأرض التي كان يعشقها، ويمجدها، وتتغلغل في شرايينه، وقد بين هذا الحب الكبير لأرضه، عبر توصيف طبيعتها الجبلية الخلابة، والخضار الذي يكسو مرتفعاتها، والورق الخريفي الذي يعبر عن أصالة الطبيعة في لبنان وحوارها المستمر مع الإنسان، وتميز الشاعر الراحل في شعر المقاومة وشد الأزر للإنسان هنالك.
النشأة
ونشأ الشاعر شمس الدين في بلدة ”بيت ياحون"، العام 1942، والتي لطالما تحدث عنها في كافة المحافل، وتذكر من خلال تفاصيلها الخلابة، طفولته وبدايات الوعي، والأسئلة الأولى التي ألهمته إياها الطبيعة هناك.
وتأثر الشاعر بالموشحات الدينية والأثر الموروث من أجداده في تلك المنطقة، وبين في كثير من كتاباته حبه لجده من أبيه، الذي كان يؤذن في الناس للصلاة، وحفظ على يده الموشحات الدينية، وأشعار الشعراء العظام كالمتنبي والمعري، ومن خلال جده التفت للقراءة والقيمة المعرفية الموجودة في الكتب.
قال الشاعر شمس الدين في إحدى مقابلاته الصحفية: ”قرأت باكرا لزوميات المعرّي وأشعار الشريف الرضي وكتب أبي حيان التوحيدي. ثم قرأت في خمسينيات القرن الماضي كتاب الغريب لألبير كامو، فتشكّلَت لدي من هذه العناصر رغبة في الكتابة، بدأت بتحقيقها في الرابعة عشرة من عمري بكتابة بعض الشذرات والبروق، حول موت صديق، وحبي الأول، والمطر، والله".
مؤلفاته
باشر شمس الدين تعليمه في بيروت، وتدرج حتى حصل على إجازة الحقوق من ”الجامعة اللبنانية" العام 1963، وعمل من بعدها، مديرا للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اللبناني، ثم توجه من بعد ذلك إلى دراسة التاريخ حتى حصل على درجة الدكتوراه.
وقدم الشاعر إرثا كبيرا، من خلال مؤلفاته، مثل: مجموعات ”قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا" سنة 1975، ”غيم لأحلام الملك المخلوع" (1977)، و"أناديك يا ملكي وحبيبي" (1979)، و"الشوكة البنفسجيّة" (1981)، و"طيور إلى الشمس المرة" (1988).
ومن مؤلفاته الأخرى: مجموعة ”أما آن للرقص أن ينتهي؟" (1992)، و"يحرث في الآبار" (1997)، و"منازل النرد" (1999)، و"ممالك عالية" (2003)، و"شيرازيات" (2005)، و"اليأس من الوردة" (2009)، و"النّازلونَ على الرّيح" (2013)، و"كرسيٌّ على الزّبد" (2018)، وللشاعر دراسة تاريخية بعنوان ”الإصلاح الهادئ" (1985).
فلسفة الطبيعة
وتأثر الشاعر بالجانب الفلسفي للطبيعة، وكان عازما على تفسيره، خاصة حول طريقة الكون وأحداثه اليومية، فبدا متأملا على طريقته الخاصة، يفسر الأشياء ويؤنسنها، حتى يستخرج القيمة الجمالية التي تحدث من خلالها الأشياء.
تنويعات
وشهدت قصائد الشاعر تنويعات ما بين قصيدة التفعيلة والقصيدة النثرية، بعدما انطلق مع درب ما بعد الحداثة الشعرية، لكنه بقي محافظا على هويته الخاصة خلال الشعر، عبر الدمج ما بين الشكلين، مع الحفاظ على الإيقاع الفني خلال شعره.
وقد اهتم الشاعر شمس الدين بالأسئلة الوجودية خلال قصائده واهتم بالصوت الذاتي حول الموت والحياة، متقافزا ما بين الظواهر التي تأتي بينهما.
واشتغل شمس الدين على التفسيرات الميتافيزيقية الخاصة للكون والغيبيات التي رافقت الأحداث الإنسانية منذ بدء الكون.
جوائزه
حاز شمس الدين في العام 2012 على جائزة العويس الشعرية، وترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة منها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية.
وتناولت قصائده الكثير من النقاد العرب والغرب، ومن بينهم المستشرق الإسباني بدرو مونتابيس.
وتناول مونتابيس ”قصيدة غرناطة"، وقال عن شمس الدين: ”يبدو لي أن محمد علي شمس الدين هو الاسم الأكثر أهمية، والأكثر وعدا في آخر ما كتب من الشعر اللبناني الحديث".
وأضاف: ”في هذا الشاعر شيء من المجازفة مكثف وصعب، لا سيما أنه عرضة لكل الإشراك. شيء ما يبعث على المجرد المطلق، المتحد الجوهر، اللاصق بالشعر في أثر شمس الدين، وقلة هم الشعراء الذين ينتصرون على مغامرة التخيل، ويتجاوزون إطار ما هو عام وعادي، وهؤلاء يعرفون أن مغامرتهم مجازفة كبرى، ولكنهم يتقدمون في طريقها".
ويعد شمس الدين من رواد الشعر اللبناني المعاصر، كما ويعتبر من طليعة شعراء الجنوب اللبناني، ومعه شوقي بزيغ وإلياس لحود، وغيرهم من الشعراء اللبنانيين الذين تناولوا من خلال شعرهم الحروب الإسرائيلية على جنوب لبنان خلال العقود الماضية.
ولم يكن الجنوب اللبناني مجرد مكان عند الشاعر، فهو الأرض التي كان يعشقها، ويمجدها، وتتغلغل في شرايينه، وقد بين هذا الحب الكبير لأرضه، عبر توصيف طبيعتها الجبلية الخلابة، والخضار الذي يكسو مرتفعاتها، والورق الخريفي الذي يعبر عن أصالة الطبيعة في لبنان وحوارها المستمر مع الإنسان، وتميز الشاعر الراحل في شعر المقاومة وشد الأزر للإنسان هنالك.
النشأة
ونشأ الشاعر شمس الدين في بلدة ”بيت ياحون"، العام 1942، والتي لطالما تحدث عنها في كافة المحافل، وتذكر من خلال تفاصيلها الخلابة، طفولته وبدايات الوعي، والأسئلة الأولى التي ألهمته إياها الطبيعة هناك.
وتأثر الشاعر بالموشحات الدينية والأثر الموروث من أجداده في تلك المنطقة، وبين في كثير من كتاباته حبه لجده من أبيه، الذي كان يؤذن في الناس للصلاة، وحفظ على يده الموشحات الدينية، وأشعار الشعراء العظام كالمتنبي والمعري، ومن خلال جده التفت للقراءة والقيمة المعرفية الموجودة في الكتب.
قال الشاعر شمس الدين في إحدى مقابلاته الصحفية: ”قرأت باكرا لزوميات المعرّي وأشعار الشريف الرضي وكتب أبي حيان التوحيدي. ثم قرأت في خمسينيات القرن الماضي كتاب الغريب لألبير كامو، فتشكّلَت لدي من هذه العناصر رغبة في الكتابة، بدأت بتحقيقها في الرابعة عشرة من عمري بكتابة بعض الشذرات والبروق، حول موت صديق، وحبي الأول، والمطر، والله".
مؤلفاته
باشر شمس الدين تعليمه في بيروت، وتدرج حتى حصل على إجازة الحقوق من ”الجامعة اللبنانية" العام 1963، وعمل من بعدها، مديرا للتفتيش والمراقبة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اللبناني، ثم توجه من بعد ذلك إلى دراسة التاريخ حتى حصل على درجة الدكتوراه.
وقدم الشاعر إرثا كبيرا، من خلال مؤلفاته، مثل: مجموعات ”قصائد مهرّبة إلى حبيبتي آسيا" سنة 1975، ”غيم لأحلام الملك المخلوع" (1977)، و"أناديك يا ملكي وحبيبي" (1979)، و"الشوكة البنفسجيّة" (1981)، و"طيور إلى الشمس المرة" (1988).
ومن مؤلفاته الأخرى: مجموعة ”أما آن للرقص أن ينتهي؟" (1992)، و"يحرث في الآبار" (1997)، و"منازل النرد" (1999)، و"ممالك عالية" (2003)، و"شيرازيات" (2005)، و"اليأس من الوردة" (2009)، و"النّازلونَ على الرّيح" (2013)، و"كرسيٌّ على الزّبد" (2018)، وللشاعر دراسة تاريخية بعنوان ”الإصلاح الهادئ" (1985).
فلسفة الطبيعة
وتأثر الشاعر بالجانب الفلسفي للطبيعة، وكان عازما على تفسيره، خاصة حول طريقة الكون وأحداثه اليومية، فبدا متأملا على طريقته الخاصة، يفسر الأشياء ويؤنسنها، حتى يستخرج القيمة الجمالية التي تحدث من خلالها الأشياء.
تنويعات
وشهدت قصائد الشاعر تنويعات ما بين قصيدة التفعيلة والقصيدة النثرية، بعدما انطلق مع درب ما بعد الحداثة الشعرية، لكنه بقي محافظا على هويته الخاصة خلال الشعر، عبر الدمج ما بين الشكلين، مع الحفاظ على الإيقاع الفني خلال شعره.
وقد اهتم الشاعر شمس الدين بالأسئلة الوجودية خلال قصائده واهتم بالصوت الذاتي حول الموت والحياة، متقافزا ما بين الظواهر التي تأتي بينهما.
واشتغل شمس الدين على التفسيرات الميتافيزيقية الخاصة للكون والغيبيات التي رافقت الأحداث الإنسانية منذ بدء الكون.
جوائزه
حاز شمس الدين في العام 2012 على جائزة العويس الشعرية، وترجمت أشعاره إلى أكثر من لغة منها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية.
وتناولت قصائده الكثير من النقاد العرب والغرب، ومن بينهم المستشرق الإسباني بدرو مونتابيس.
وتناول مونتابيس ”قصيدة غرناطة"، وقال عن شمس الدين: ”يبدو لي أن محمد علي شمس الدين هو الاسم الأكثر أهمية، والأكثر وعدا في آخر ما كتب من الشعر اللبناني الحديث".
وأضاف: ”في هذا الشاعر شيء من المجازفة مكثف وصعب، لا سيما أنه عرضة لكل الإشراك. شيء ما يبعث على المجرد المطلق، المتحد الجوهر، اللاصق بالشعر في أثر شمس الدين، وقلة هم الشعراء الذين ينتصرون على مغامرة التخيل، ويتجاوزون إطار ما هو عام وعادي، وهؤلاء يعرفون أن مغامرتهم مجازفة كبرى، ولكنهم يتقدمون في طريقها".