قال تقرير كوري جنوبي حديث نُشر الأحد، إنه من المحتمل أن تشارك كوريا الشمالية في المناورات العسكرية المشتركة التي تنظمها الصين وروسيا، فيما يتصاعد التوتر بين الدول الثلاث والولايات المتحدة.

وجاء في التقرير الذي أنجزه معهد سيجونغ ونشرت مضامينه وكالة يونهاب الكورية، أنه من المتوقع أن تعمل الصين على إيجاد طريقة جديدة للتعاون العسكري والأمني مع الدول الصديقة القائمة مثل كوريا الشمالية وروسيا.

وأوضح التقرير أنه "لا يمكن استبعاد احتمال مشاركة كوريا الشمالية في التدريبات العسكرية المشتركة متعددة الجنسيات التي تستضيفها الصين وروسيا".

وبينما لم تشارك كوريا الشمالية في تدريبات عسكرية مع الصين وروسيا بشكل علني في السابق، فإن هذا الاحتمال بات قائماً بالنظر إلى أنها تسعى لتعزيز التعاون مع الصين وروسيا لمواجهة الولايات المتحدة، بحسب "يونهاب".

ولفتت الوكالة إلى أن كوريا الشمالية وقعت معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة في عام 1961 مع الصين والتي تنص على التدخل العسكري التلقائي بحيث إذا تم غزو دولة فإن الدولة الأخرى ستتدخل عسكرياً دون تأخير. كما وقعت كوريا الشمالية مع روسيا معاهدة الصداقة الودية والتعاون.

تقارب عسكري مع روسيا

يأتي ذلك بالتزامن مع تسريب تقارير استخباراتية عن صفقة تسلح أبرمتها روسيا مع كوريا الشمالية لشراء قذائف مدفعية وصواريخ، بحسب "نيويورك تايمز".

وبحسب الصحيفة، فإن "تقارير استخباراتية أميركية أكدت شراء موسكو ملايين من قذائف المدفعية والصواريخ من كوريا الشمالية"، وأرجعت ذلك إلى تعطل إمدادات الجيش الروسي بسبب العقوبات والقيود على الصادرات التي تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن قدمتّ تفاصيل محدودة من المعلومات الاستخباراتية التي رُفعت عنها السرية أخيراً، بشأن الأسلحة التي تسلّمتها موسكو، وموعد إبرام الصفقة أو حجم الشحنة.

ورجّح مسؤول أميركي أن تحاول روسيا شراء معدات كورية شمالية إضافية مستقبلاً، فضلاً عن الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية.

والجمعة الماضية، نقلت وسائل إعلام حكومية روسية عن وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث ببرقية تهنئة للزعيم الكوري بمناسبة حلول الذكرى 74 لتأسيس الجمهورية.

وقال بوتين في الرسالة إن الدولتين "تحافظان بشكل تقليدي على علاقات حسن الجوار الودية"، وإنه تراكمت في هذه العلاقات "خبرة كبيرة في التعاون المثمر بمختلف المجالات".

وعبر بوتين عن ثقته في مواصلة "تطوير النطاق الكامل" للعلاقات الثنائية لصالح "تعزيز الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا بشكل عام".

"انطلاقة جديدة"

وبينما نفت بكين مراراً "نظرية مسؤولية الصين" عن كوريا الشمالية، فإنها دعت العام الماضي علناً بيونج يانج إلى توسيع اتصالاتهما مع مواجهة البلدان "نقطة انطلاقة جديدة"، في إشارة إلى تطور الصراع الذي يخوضانه ضد الولايات المتحدة.

وفي العام ذاته، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، عن استعداد بلاده للعمل مع بيونج يانج "للحفاظ على السلام والاستقرار" في شبه الجزيرة الكورية.

وفي مايو الماضي، استخدمت الصين إلى جانب روسيا، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار أميركي لتشديد العقوبات على كوريا الشمالية بعد اختبارها صواريخاً باليستية، ما يعكس بشكل ما دعم بكين وموسكو الدبلوماسي الذي تستفيد منه بيونج يانج.

مناورات مشتركة

وتأتي التقارير عن احتمال تقارب عسكري علني لكوريا الشمالية مع روسيا والصين في وقت كثفت فيه موسكو وبكين بشكل متزايد علاقاتهما الدفاعية، بتنظيم مناورات عسكرية دورية، آخرها "فوستوك 2022" (شرق 2022) .

وشاركت الصين إلى جانب دول صديقة لروسيا في مناورات "فوستوك 2022"، التي انطلقت في 1 سبتمبر الجاري واستمرت 7 أيام.

كما حضر تلك المناورات الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس اللجنة الدائمة لمجس الشعب الصيني لي جانشو الذي يعد الشخصية الثالثة في هرم السلطة بالحكومة الصينية.

ونفذت روسيا والصين مناورات حربية مشتركة خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تدريبات بحرية ودوريات استُخدمت فيها قاذفات بعيدة المدى، فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي.

وفي العام الماضي، نُشرت قوات روسية للمرة الأولى في الأراضي الصينية، لتنفيذ مناورات مشتركة.

وتعكس التدريبات العلاقات الدفاعية المتزايدة بين موسكو وبكين، والتي تعززت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.

ورفضت الصين بشدة انتقاد الحرب، وحمّلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) مسؤولية استفزاز موسكو، منددة بالعقوبات التي فرضتها عليها.

وفي المقابل، ساندت روسيا بكين بقوة في ظلّ توتر مع الولايات المتحدة، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر.