سماهر سيف اليزل
البعض يتخذها وظيفة «بارت تايم»
أكد خبراء، أن انتشار ظاهرة التسول يؤثر سلباً على السياحة وبالتالي على الاقتصاد الوطني، مشيرين إلى أن تلك الظاهرة أصبحت تسبب اشمئزازاً لأفراد المجتمع وتساهم في تنفير السواح وتقلل من رغبتهم في زيارة البلد.
وأضافوا لـ«الوطن»، أن البعض يتخذ من التسول وظيفة «بارت تايم» يمارسها بعد الانتهاء من عملة الأساسي، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هناك حاجة ماسة للبحث عن حلول مجدية، من خلال بحث مدى حاجة هؤلاء المتسولين، خصوصاً وأنهم يتخذون الأماكن الحيوية التي يزداد بها السواح مقراً لأنشطتهم.
وأكد عضو لجنة الضيافة والسياحة في غرفة تجارة وصناعة البحرين إبراهيم الكوهجي، أن التسول أصبح ظاهرة تسبب اشمئزازاً لأفراد المجتمع خصوصاً وأن المتسول يلجأ إلى عدة حيل للإقناع، مبيناً أن هذه الظاهرة تسيء لواجهة البلد وتنفر السواح ومرتادي الأماكن السياحية من مقيمين ومواطنين خصوصاً وأن المتسولين يقتنصون السواح.
وأضاف، أن هذه الظاهرة لا تشبه البحرين، حث إن وجود متسولين في الأماكن السياحية يعكس رسالة ويشكل واجهه غير حضارية، الأمر الذي يستدعي مع إيجاد الحلول والتحرك الفوري من كافة الجهات المعنية، لافتاً إلى أن ازدياد الظاهرة يعود إلى كثرة العمالة السائبة التي لا تمتلك قوت يومها حيث تلجأ للتسول كونه الوسيلة الأسرع والأسهل.
بينما أكد، رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب أحمد السلوم، أن هناك العديد من الدعوم التي تحرص عليها الحكومة وتسعى لتقديمها لذوي الدخل المحدود، وهذا ما يتأتى بصورة واضحة من خلال طرحها في برنامج عمل الحكومة والموازنة العامة للدولة بشكل مستمر.
ونوه بأن الإجراءات التي تتبعها الحكومة ممثلةً في وزارة التنمية الاجتماعية والتي تبذل جهودًا مستمرةً في دراسة كافة الطلبات المرفوعة لها، وتقديم الدعم الحكومي للمستحقين، يحمي الأسر البحرينية من دائرة العوز والحاجة، ويقدم لها مختلف الدعم والحصول عليه بكل يسر وسهولة.
وأشار إلى أن ظاهرة التسول لها العديد من الآثار السلبية سواء على المجتمع نفسه أو تأثيراتها الاقتصادية على السياحة، مبينًا أن هذه الظاهرة تكاد تتلاشى، في ظل الجهود الأخرى والمساندة التي تبذلها الجمعيات الخيرية والتي تقدم العديد من المبادرات والدعم كذلك للأسر المحتاجة.
وشدد السلوم على أنه يجب إيجاد المعالجة الحقيقية بالنسبة إلى العمالة الوافدة والتي تلجأ بعض الأحيان إلى استخدام التسول كأسلوب لكسب الرزق، من خلال القنوات الرسمية التي تحميهم وتجعلهم قادرين على العمل، بالإضافة إلى معالجات تداعيات الفيزا المرنة.
وذكر، أن التعاون الوثيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية كان واضحاً، وهو ما أثمر عن تحقيق المزيد من المكتسبات والتي من بينها تحقيق وفرًا بالميزانية العامة لأول مرة منذ العام 2008، مبينًا أن الفترة القادمة ستكون استكمالاً لتحقيق هذه الإنجازات بما يعود بالنفع على المواطنين الكرام.
ذكر رئيس لجنة العقار والإنشاء في جمعية رجال الأعمال البحرينية ناصر الأهلي، أن انتشار ظاهرة التسول يؤثر سلباً على السياحة المحلية وبالتالي على الاقتصاد المحلي، حيث تساهم هذه الظاهرة بشكل كبير في تنفير السواح، وتقلل من رغبتهم في زيارة البلد التي تزداد فيها هذه الظاهرة.
وأضاف أن هذه الظاهرة تزيد من الاتكالية، وعدم بذل الجهد وعليه يؤدي إلى ضياع وإهدار طاقات الشباب والتي ينبغي الاستفادة منها لتنمية وتطوير المجتمع وخصوصاً بين الفئة الشابة والقادرة على الانخراط في سوق العمل أو القادرة على الإنتاج في أي من القطاعات.
وقال الأهلي:«كلما زاد التسول زادت الاتكالية وقلت الإنتاجية، بالإضافة إلى أن الأموال التي تجمع من التسول يتم تحويلها في الغالب إلى الخارج بسبب أن غالبية المتسولين هم من الأجانب مما يشكل نزفاً للمال». ولفت إلى أن هناك من يتخذ من التسول وظيفة «بارت تايم» يمارسها بعد الانتهاء من عملة الأساسي صباحاً، كمصدر ثان للدخل، خصوصا أنها لا تحتاج لبذل جهد بدني أو ذهني، مشيراً إلى أن مجموعات التسول تصل إلى مئات الأفراد.
وأشار الأهلي إلى أن البحرين ليست من الدول الفقيرة التي ينتشر فيها الفقر لكي تظهر بها هذه الفئات، مبيناً أن هذه الظاهرة بحاجة لتشديد في تنفيذ القوانين الرادعة، خصوصاً بعد أن بات المتسولين يصلون إلى داخل المجمعات التجارية وأسواق الذهب وداخل الفرجان.
وشدد الأهلي على وجوب نشر الوعي المجتمعي ووقف إعطاء الأموال لمن لا يحتاجها، لبتر هذه الظاهرة التي تعتبر غير حضارية، وتثير انزعاج المواطنين البحرينيين.
الخبيرة زهراء طاهر، أكدت أنه يجب الوقوف على ظاهرة التسول خصوصاً وأن البحرين بلد إسلامي، وأن الحكومة والشعب تقوم بمساعدة ودعم المحتاجين من خلال عدد من الجهات والجمعيات، مبينة أن الشعب البحريني يحرص على إخراج الصدقات، الأمر الذي يضع تساؤلات عدة حول ظهور هذه الحالات. وأضافت أن التوسل ظاهرة عالمية منتشرة في أكبر وأغلب الدول، وبأشكال مشينة، لذلك فهي بحاجة لدراسة والبحث حول مدى حاجة هؤلاء المتسولين، وهل هم فعلا يعانون من الفقر أم أنهم يتخذون التسول كوسيلة للنصب، لاستجداء العطف والشفقة، مشيرة إلى أنه في بعض الحالات يكون هناك استغلال للأشخاص والأطفال من أجل التسول وهو أمر يحتاج لحل فوري.