بدأنا نسمع كثيراً ونرى تزايد محاولات خروج بعض المعماريين عن مألوف ومفهوم العمارة لدينا، لنرى منهم من تحرر من كثير من القيود ليضع حلولاً معمارية اتسمت بالطلاقة الإبداعية مصحوبةً بحلول إنشائية مبدعة ومبتكرة لتنفيذ تلك الأفكار، مستعينين بالاستخدامات المتقدمة لتكنولوجيا العصر كعون لهؤلاء المبدعين، حيث إن استخدام بعض البرمجيات أصبح وسيلةَ تصميم وليس للرسم فقط كونها تتسم بتشكيل الأشكال وتعديلها بسهولة ومرونة كبيرتين، إضافة إلى استخدام أحدث خامات مواد البناء، كما تزود مستخدمها بالحلول الإنشائية، فضلاً عن سير عمليات تنفيذ العمل بالكامل.

وعلى الضفة الأخرى من الخروج عن المألوف هناك من المصممين المعماريين المحليين من وقع في فخ ثورة العصر لمساحيق التجميل لينقل هذه العدوى إلى التصميم المعماري ظناً منه أنه يخرج عن مألوف العمارة التقليدية ليقدم لنا نموذجاً مترهلاً، قبيحاً كما امرأة ذات هوس بمساحيق التجميل تلطخ وجهها بالمساحيق والمعاجين لكي تداوي عيوباً أو تخفي تجاعيدَ، كذلك المصمم المعماري يحاول إضفاء ذلك الهوس ليخفي قبحاً أو عيوباً في التصميم.

التصميم المبدع والخلاق حتى بخروجه عن المألوف في شكله ومضمونه لا يحتاج إلى إضافات تجميلية ومبالغات لونية وبهرجات بصرية، فالعمارة الجميلة لا تحتاج كل هذا لإثبات جمالها.

يبدو أن المشكلة هي في كيفية فهم الجمال المعماري التي أصبحت غير واضحة لدى بعض المعماريين لربما بسبب الخلط بينه وبين الجمال الفني، فالفرق بينهما كبير وسحيق!

فالجمال المعماري، له أسبابه ومبرراته وحلوله على عكس الجمال الفني في معظم الفنون والذي يمكن أن يكون خاطرةً، أو نزوةً، أو انفعالاً، أو وربما يكون جنوناً أحياناً!.