أرم نيوز

سلطت أبرز الصحف العالمية في تغطيتها للأحداث، صباح الأحد، الضوء على آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن ”عجز روسي" في صد التقدم الأوكراني شمال شرق البلاد.

وربطت الصحف ”الانتكاسات" الروسية باحتمالية لجوء موسكو للخيار النووي، لكنها حذرت هذه المرة من أن مخاطر الحرب النووية تنذر بسيناريو يوم ”القيامة"، داعية إلى التحرك سريعاً لنزع فتيل أزمة السيناريو المرعب الذي تطال تداعياته العالم بأسره.

وفي الولايات المتحدة، كشفت الصحف عن شكوك من قبل الديمقراطيين حول فرص الرئيس، جو بايدن، في الحصول على فترة رئاسية ثانية.

عجز روسي وسلاح أوكراني معنوي

أشارت صحيفة ”الإندبندنت" البريطانية إلى ما اعتبرته ”عجزاً روسياً واضحاً" في مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد شمال وشرق البلاد، قائلة إنه قد لا يكون لدى روسيا احتياطيات كافية لمقاومة المزيد من الهجمات على أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن خبراء الدفاع قولهم إنه ليس من الواضح ما إذا كانت القوات الروسية في الخطوط الأمامية لديها ”احتياطيات كافية أو معنويات كافية" لتحمل هجوم منسق آخر في الأجزاء الشرقية من أوكرانيا.

وأضاف محللو المخابرات الدفاعية البريطانية أن موسكو أقامت ”خطاً دفاعياً" بين نهر ”أوسكيل" وبلدة ”سفاتوف" بعد هجوم مضاد أوكراني وصفوه بـ"الناجح"، مما أجبر الكرملين على التنازل عن مساحات شاسعة من الأراضي.

وتابع المحللون أنه ”يُنظر إلى المنطقة على أنها مهمة جزئيًا لأنها تقع على طول حدود منطقة لوغانسك، وهي جزء من منطقة دونباس الشرقية، التي سعت روسيا إلى تحريرها كأحد أهدافها الحربية الرئيسية". ورأوا أن ”أي خسارة كبيرة للأراضي هناك من شأنها أن ”تقوض بشكل لا لبس فيه" استراتيجية الروس للصراع".

يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه العثور على جثث في موقع دفن جماعي بالقرب من مدينة إيزيوم، في منطقة خاركيف، التي تم الاستيلاء عليها مؤخرًا من موسكو.

ونقلت الصحيفة عن النائبة الأوكرانية، ليسيا فاسيلينكو، قولها إن استعادة إيزيوم كانت ”مكسبًا استراتيجيًا ضخمًا"، من الناحية العسكرية.

وأضافت: ”تحرز أوكرانيا تقدمًا واضحاً في شمال شرق وجنوب شرق البلاد أيضًا، إننا نحقق تقدمًا ليس فقط من أجلنا، لكن أيضًا من أجل إعادة السلام الطويل الأمد إلى القارة".

وعندما سئلت عما تعتقد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يفعله بعد ذلك، قالت ”لا يمكن لأحد أن يفكر في ذلك القائد المجنون بالسلطة. يجب أن نكون مستعدين لذلك، لذلك يحتاج الأوكرانيون إلى امتلاك الأسلحة والذخيرة بالقدر الضروري لحماية أنفسهم".

روح معنوية ضد المرتزقة

في سياق متصل، قالت صحيفة ”الغارديان" البريطانية إن أوكرانيا تعتمد على ”الروح المعنوية" في حربها ضد روسيا، بينما تعتمد الأخيرة على ”المرتزقة".

وذكرت الصحيفة في تحليل إخباري: ”يشعر الجنود الأوكرانيون أنهم يقاتلون من أجل التحرير الوطني، بينما يبدو أن الروس يفتقرون إلى ذلك"، مشيرة إلى أن هذا التباين يعد حاسماً في الحرب وقد يقرر مصيرها.

وأضافت: ”هناك تناقض صارخ من جهة الروس. ففي مواجهة هجوم أوكراني خاطئ قطع مدينة إيزيوم الاستراتيجية قبل أسبوع، غادر البعض على عجل، تاركين الدبابات والذخائر الأخرى لنظرائهم الأوكرانيين، في المقابل، يوجد جيش يعتبر نفسه يقاتل من أجل قضية الجيش الأوكراني بعد أن تغلب على الروس من كييف ودفعهم إلى الوراء في خاركيف، وتعتقد أوكرانيا بشكل متزايد أنها ستنتصر يومًا ما في الحرب، بمساعدة المخابرات الغربية والتمويل وقبل كل شيء المدفعية والذخائر الجديدة الأخرى".

ونقلت الصحيفة عن جاك واتلينغ، خبير الحرب البرية في مركز الأبحاث العسكري التابع لـ"المعهد الملكي للخدمات المتحدة"، قوله إن ”المعنويات هي أهم عامل للقوات البرية، الأمر لا يتعلق فقط بما يشعر به الجنود تجاه آفاقهم بالنسبة إلى العدو، بل يتعلق أيضًا بالتجارب التي مروا بها مؤخرًا وكيف يتوقعون المستقبل".

وأضاف واتلينغ: ”لا يمكن فصل الروح المعنوية عن السياق العسكري والسياسي الأوسع، لكنها أيضًا عنصر مهم لكليهما، على سبيل المثال، الروس لديهم معنويات سيئة، صداقة فقيرة، عدم ثقة في قيادتهم منذ البداية".

العالم وتجنب سيناريو يوم القيامة

تساءلت مجلة ”ناشيونال إنترست" الأمريكية حول ما إذا كان العالم قادراً على نزع فتيل خطر حرب نووية تلوح بالأفق في ضوء الانتكاسات الروسية الأخيرة في أوكرانيا، معتبرة أن التهديد النووي هو أخطر مخاوف الأمن القومي لأي دولة.

وقالت المجلة إنه ”مع اشتداد الحرب الروسية في أوكرانيا وتصاعد المنافسة بين القوى العظمى، فمن الضروري إعادة النظر في افتراضاتنا حول احتمال نشوب صراع نووي"، مشيرة إلى أن ”الطريقة الوحيدة للحماية بشكل فعال من سيناريو يوم القيامة هي تعزيز نظام الأسلحة النووية الدولي الحالي".

وذكرت المجلة أنه ”في حين أن خطر قيام روسيا بشن هجمات نووية قد ازداد، فمن المؤكد أنها ليست مصدر القلق الوحيد على هذه الجبهة، وأنه في الآونة الأخيرة، وفي أعقاب التوترات المتصاعدة بشأن تايوان، زادت مخاطر نشوب حرب بين الولايات المتحدة والصين، ونظرًا لأن القدرات العسكرية التقليدية لبكين أضعف بكثير من قدرات واشنطن، فإن المنطق يفرض نفسه في هذه الحالة. لذلك، وفي محاولة لتجنب الهزيمة التي يمكن أن تترجم أيضًا إلى إضعاف النظام، قرر الصينيون التحول إلى قوة نووية".

وأردفت: ”ليست القوى العظمى هي الوحيدة التي يمكن أن تلجأ لاستخدام الأسلحة النووية في مواقف معينة. في الشهر الماضي فقط، هدد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، بأن بلاده مستعدة لنشر قواتها النووية إذا قررت كوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة شن ضربات استباقية ضد بيونغ يانغ".

واستطردت أنه ”نظرًا لحالة الجغرافيا السياسية لجنوب آسيا، فإن مخاطر التبادل النووي في المنطقة آخذة في الارتفاع. ونظرًا لتفاوتها التقليدي الطويل الأمد مع خصمها اللدود الهند، فقد احتفظت باكستان بسياسة الاستخدام النووي لأول مرة".

واستدركت: ”لكن الآن، ومع دخول اقتصاد إسلام أباد تاريخيًا أضعف لحظاته وسط التحديات الأمنية المتزايدة، لا سيما من المتطرفين، وصعود النظام القومي الهندوسي اليميني المتطرف في الهند المجاورة، فإن مخاطر الصراع النووي في شبه القارة الهندية أكبر بكثير من ذي قبل".

وعن المخاطر النووية في المنطقة، أفادت بأنه بغض النظر عما إذا كان هناك اتفاق نووي إيراني جديد أم لا، يمكن توقع استمرار طهران في السعي للحصول على أسلحة نووية، خاصة أن النظام يضعف داخليًا مع الحفاظ على سياسة خارجية عدوانية.

واوضحت أنه ”في الوقت الذي توجد فيه العديد من نقاط الاشتعال النووي، من الأهمية أن ننظر إلى الوراء إلى نجاحات نزع السلاح النووي السابقة. بالطبع لا يوجد سوى عدد قليل من هذه الحالات، التي تشمل كازاخستان وبيلاروسيا وأوكرانيا وجنوب إفريقيا، ومع ذلك، تقدم كل من هذه الحالات دروسًا مهمة يمكن أن تساعد في تعزيز الجهود نحو الأمن النووي الدولي. لا يوجد تهديد للأمن الدولي أكبر من احتمال اندلاع حرب نووية، لأنه في بيئة عالمية متعددة الأقطاب بشكل متزايد، خاصة وسط التدهور الخطير للنظام الدولي القائم على القواعد، فإن الخطر يتزايد فقط".

واختتمت ”ناشيونال إنترست" تحليلها بالقول إن ”جائزة نوبل للسلام في حد ذاتها هي اعتراف بالجهود التي يبذلها الأفراد والمؤسسات لتعزيز السلام الدولي والأهم من ذلك بكثير هي المعايير التي تشكلها الجائزة في هذه الجهود.. من الأهمية الآن أن تساعد لجنة جائزة نوبل في مواجهة التهديدات المتصاعدة للصراع النووي".

قلق ”ديمقراطي" تجاه بايدن

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة ”ذا هيل" الأمريكية أنه في الوقت الذي يصر فيه الرئيس، جو بايدن، على خوض السباق الرئاسي المقبل، يشعر معظم الديمقراطيين بالقلق من فرص مرشح حزبهم لنيل فترة ولاية ثانية، وذلك قبل نحو 50 يومًا على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

ونقلت الصحيفة عن سيدريك ريتشموند، وهو نائب ديمقراطي سابق ومسؤول حالي في البيت الأبيض، قوله إنه ”بشكل قاطع، سيخوض بايدن سباق الرئاسة في 2024. نؤهل أنفسنا إلى ذلك ونقوم ببناء بنية تحتية له من أجل خوض السباق والفوز به. نحن الآن في مرحلة الاستثمار المبكر لتحقيق ذلك".

وتحت عنوان ”لا يزال لدى الديمقراطيين شكوكهم"، قالت الصحيفة إنه ”على الرغم من هذه التصريحات، فإن الكثير من الديمقراطيين لديهم شكوكهم حتى مع ارتفاع تفاؤلهم العام بانتخابات التجديد النصفي خاصة مع ارتفاع معدلات قبول بايدن، وبالرغم من ذلك، تقدم استطلاعات الرأي وأرقام تسجيل الناخبين دليلاً على غضب الناخبين على سبيل المثال من قرار المحكمة العليا بالإجهاض، وارتفاع أسعار الطاقة".

وتساءلت أنه ”إذا ساءت الأمور أكثر وخسر الديمقراطيون مجلس النواب ومجلس الشيوخ المنقسم الآن بالتساوي، كما يتوقع معظمهم، فهل سيكون ذلك نوعا الضربة السياسية التي تغير رأي بايدن بشأن الترشح للرئاسة، وعلى الرغم من إصراره، هل سيصبح العمر عاملاً، في النهاية سيكون بايدن في الـ83 من عمره في نوفمبر 2023، وإذا خاض الرئيس السابق، دونالد ترامب، السباق مرة أخرى وبدا وكأنه مرشح مرجح للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، فهل يضع بايدن كل شيء جانبًا ليترشح مرة أخرى، وأنه من بين أمور أخرى، يبقى عامل السن هو مصدر القلق الأكبر لدى بعض الديمقراطيين وناخبيهم".

ونقلت ”ذا هيل" عن محلل استراتيجي ديمقراطي قوله: ”أنا أحب بايدن حقاً. أعتقد أنه قام بعمل جيد كرئيس، لكنني أيضًا لا أستطيع أن أرى احتمالية ترشح رجل في الثمانينيات من عمره مرة أخرى. شئنا أم أبينا، إنه عجوز، وإنه من النادر ألا يترشح رئيس في منصبه لإعادة انتخابه، وإن آخر مرة حدث فيها ذلك كانت مع ليندون جونسون، في ذروة حرب فيتنام".