أفادت وكالة ”رويترز" للأنباء أن السعودية تعتزم إرسال رائدي فضاء إلى محطة الفضاء الدولية على متن كبسولة من شركة ”سبيس إكس"، المملوكة لإيلون ماسك.

وسوف تصبح المملكة بهذه الخطوة أحدث دولة خليجية تعزز العلاقات مع شركات الفضاء الأمريكية الخاصة.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر مطلعة اشترطت عدم الكشف عن هويتها لكي تتحدث عن طاقم المهمة قبل الإعلان الرسمي عنها، إن ”اتفاقا تم توقيعه دون إعلان في وقت سابق من هذا العام مع شركة ”أكسيوم سبيس" في هيوستون، التي تنظم وتدير مهمات خاصة إلى الفضاء على متن مركبة فضائية أمريكية للباحثين والسياح".

وذكرت المصادر أنه بموجب الاتفاق، سينطلق رائدا الفضاء السعوديان على متن الكبسولة ”كرو دراجون" من ”سبيس إكس" في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية لمدة أسبوع تقريبا في أوائل العام المقبل.

وسيكون الاثنان أول سعوديين يذهبان إلى الفضاء على متن مركبة فضائية خاصة.

ولم تعلق ”أكسيوم" حتى الآن، كما لم يتسن التواصل مع مسؤولين في الهيئة السعودية للفضاء، التي تأسست عام 2018، للحصول على تعليق.

ويتزايد قيام الشركات الأمريكية الخاصة بدور رئيسي في إرسال رواد فضاء إلى محطة الفضاء مع تطلع إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تركز الآن بشكل كبير على إعادة البشر إلى القمر، إلى إضفاء الطابع التجاري على رحلات الفضاء المأهولة، التي بدأتها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين.

وسيكون هذا الاتفاق هو الأحدث الذي يجعل شركات مثل ”أكسيوم" تضطلع بدور دبلوماسي فريد تهيمن عليه وكالات حكومية مثل ”ناسا" منذ وقت طويل.

ومحطة الفضاء الدولية عبارة عن مختبر بحجم ملعب كرة قدم على ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض، ويؤوي أطقما دولية من رواد الفضاء منذ أكثر من 20 عاما.

وقالت المصادر إن رائدي الفضاء السعوديين سينضمان إلى اثنين من الأمريكيين أُعلن اسماهما سابقا، وهما رائدة الفضاء المتقاعدة من ناسا بيجي ويتسون وقائد سيارات السباق والمستثمر جون شوفنر.

وستكون المهمة، المسماة ”إيه.إكس-2″، هي الرحلة الفضائية الثانية، التي تنظمها شركة ”أكسيوم".

وأفاد مسؤول أمريكي أن رواد الفضاء في الرحلة الخاصة على متن ”إيه.إكس-2" لم تتم الموافقة عليهم بعد من قبل لجنة ترأسها ”ناسا" من المعنيين والشركاء في محطة الفضاء، مثل روسيا وكندا واليابان ووكالة الفضاء الأوروبية.

وأضاف أن من المرجح أن تحصل البعثة على الموافقة.

وبالنسبة لـ"أكسيوم" وشركات الفضاء الأخرى، يُنظر إلى إبرام اتفاقات مع الحكومات الأجنبية على أنه أمر حيوي لاستمرار النشاط التجاري الذي يركز على إرسال الأفراد إلى الفضاء، وإرسال الناس في رحلات إلى الفضاء رفاهية لطالبي المغامرة الأثرياء ومصدر للفخر والإلهام بالنسبة لقوى فضائية طامحة مثل السعودية.

وأطلقت ”أكسيوم" أول مهمة خاصة لها إلى محطة الفضاء في شهر أبريل/نيسان الماضي، حين أرسلت طاقما مكونا من أربعة أفراد إلى المحطة على متن الكبسولة ”كرو دراجون" من ”سبيس إكس"، التي ضمت مستثمرا كنديا ورجل أعمال إسرائيليا.

ويوم أمس الإثنين، أعلنت الشركة اتفاقا مع تركيا لإرسال أول رائدي فضاء من البلاد إلى الفضاء في أواخر عام 2023، ومن المرجح أن يكون ذلك لمهمة ”إيه.إكس-3″، وفقا لمصدر مطلع.

ولم تتضح قيمة اتفاق ”أكسيوم" مع السعودية، وبيع المقعد الواحد في ”كرو دراجون" خلال أول مهمة لـ"أكسيوم" مقابل 55 مليون دولار.