وكالات
فيما تواصل إسرائيل محاولاتها لطمس هوية القدس العربية والفلسطينية، يشدد المقدسيون يوماً تلو آخر على تمسكهم بهويتهم ورفضهم للمحاولات الإسرائيلية ومقاومتها بكل السبل المتاحة.

وفي هذا السياق، يواجه أهالي مدينة القدس خطة جديدة للاحتلال، تهدف إلى فرض مناهج دراسية إسرائيلية، بدلاً من المناهج التي يتم تدريسها حالياً، حيث هددت سلطات الاحتلال المدارس بإغلاقها في حال عدم اعتمادها للمناهج المحرفة، وذلك وفقاً لتقرير أوردته قناة الجزيرة.

التهديدات الإسرائيلية قوبلت برفض فلسطيني واسع، حيث تولى أولياء أمور عشرات آلاف الطلبة زمام المبادرة، ونفذوا إضراباً شاملاً يوم أمس، الأمر الذي أدى إلى اختفاء حركة الطلبة في المدينة بشكل شبه كامل.

وفيما شرع ملثمون بتعليق ملصقات على أبواب المدارس في كافة أنحاء القدس، كُتب عليها «إضراب شامل.. نعم للمنهاج الفلسطيني، لا للمنهاج المُحرّف»، أعلنت لجان أولياء أمور الطلبة في عدة أحياء بالقدس التزامها بالإضراب، ودعت كافة الأهالي لامتناع عن إرسال أبنائهم إلى المدارس.

وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس عن خطوة الإضراب الشامل رفضا لمحاولات فرض منهاج مزيّف، وتصديا لسياسة الابتزاز المالي التي تمارسها وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس على إدارات المدارس، وللتهديد العلني والمبطن تجاهها، مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في اختيار المنهاج التعليمي المناسب.

وأكد ناشطون مقدسيون أن نسبة الالتزام بالإضراب بلغت 95%، في حين قال رئيس لجنة اتحاد أولياء أمور الطلبة في مدارس القدس زياد الشمالي، إن هذا الإضراب سيكون له ما بعده، مهدداً باستمرار خطوات أولياء الأمور التصعيدية حتى تتراجع سلطات الاحتلال، وتعترف أن التدخل بالمنهاج الذي يُدرس لأبناء القدس ليس من حقها.

من جانبه قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد المعلمين الفلسطينيين في القدس أحمد الصفدي، إن إضراب المدراس المقدسية بكل مرجعياتها حمل رسالة واضحة أنه لا للاعتداء المتواصل على الوعي والهوية الفلسطينية، كما أن جميع المرجعيات التزمت بالإضراب، ما يعبر عن الموقف الوطني الرافض لتعليم الطلبة المقدسيين المنهاج المحرف والمشوّه الذي تحاول سلطات الاحتلال فرضه على المدارس المقدسية.

وأضاف أن المنهاج المحرّف يعتبر خطيرًا؛ إذ يشطب الرموز المقدسية كالعلم الفلسطيني، ويحرف الحقائق مثل استخدام تسمية جبل الهيكل بديلا عن المسجد الأقصى المبارك، والاحتفال بعيد الاستقلال بديلا لفعاليات إحياء النكبة الفلسطينية.

ولم تتوقف محاولات استهداف التعليم في القدس منذ عام 1967، عبر إجراءات مختلفة منها العمل على تحريف أو تغيير المناهج التعليمية الفلسطينية، وكذلك الحد من بناء المدارس أو إضافة صفوف جديدة لمدارس قائمة وخاصة في البلدة القديمة للقدس.