استقر حجاج بيت الله الحرام، اليوم الأربعاء، التاسع من ذي الحجة، في مشعر عرفات مؤدين الركن الأعظم للحج، وسط استعدادات متكاملة، وخدمات نوعية.واستنفرت السلطات السعودية 300 ألف عنصر حكومي، من مختلف الجهات الأمنية والخدمية في عرفات ومحيطها من المشاعر المقدسة، لضمان الوصول السلس، والآمن، لما يقارب مليوني حاج إلى عرفات، ووقوفهم على صعيدها.ولم تمنع درجة الحرارة المرتفعة، ولا حركة الرياح المثيرة للغبار والأتربة، الحجاج من إظهار سعادتهم، بما تهيأ لهم من فرصة الوقوف بصعيد عرفات الطاهر، الذي لا يكتمل الحج بدونه لقوله صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".وحرص الحجاج على الوقوف عند مسجد نمرة، اقتداءً بالرسول الكريم، واستعداداً للاستماع إلى خطبة يوم عرفة، وأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً.وشرع ضيوف الرحمن، منذ استقرارهم بالمشعر في الدعاء والتلبية وقراءة القرآن، فيما قصدت جموع أخرى من الحجيج جبل الرحمة، وانتشروا على سفحه وقمته، طالبين من الله المغفرة والقبول.ونشرت السلطات السعودية عناصر من الدفاع المدني، والهلال الأحمر، في محيط الجبل، تحسّباً لأي حالات سقوط، أو إصابات بضربات شمس، نتيجة لإصرار بعض الحجيج على تسلق الجبل، والتزاحم في المناطق المحيطة به.ونبهت سلطات الإفتاء الحجيج إلى أن التزاحم والتدافع لتسلق الجبل لا أصل له في الشرع، إضافة لما يترتب عليه من أضرار صحية وبدنية، كما أنه لا يصح استقبال جبل عرفات أثناء الدعاء والسنة، بل تُستقبل الكعبة عند الدعاء.وكثفت السلطات اللوحات الإرشادية في محيط عرفات، ليتأكد جميع الحجاج من نزولهم داخل حدود عرفة، ولا يلتبس عليهم المشعر، بالمناطق المحيطة به، التي لا يجوز الوقوف فيها، كوادي عرنة.وحرصت السلطات على توفير متاجر، ومباسط، يشتري منها الحجاج، احتياجاتهم الغذائية، وفرضت رقابة شديدة على هذه المتاجر، لضمان صلاحية ما يعرض فيها. كما نشرت جمعيات خيرية فرقها في عرفات لتوزيع الوجبات الغذائية على الحجاج.وأكدت السلطات الصحية نجاح الرقابة الوبائية المفروضة على مكة والمشاعر المقدسة، وأنه لم يصب أي حاج بعدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا".وجهزت السلطات الصحية مختبراً متنقّلاً في مستشفى شرق عرفات، ضمن خطتها لمحاربة فيروس "كورونا" كما أمّنت كواشف للكشف عن مرض إيبولا.وأعدت السلطات الصحية 46 مركزاً صحياً، في مشعر عرفات، ويوجد في كل مركز صحي 4 إلى 6 عيادات كشف، وغرفتا ملاحظة، وغرفتان للضماد، يتم فيها تقديم جميع ما يحتاجه ضيوف الرحمن من رعاية صحية أوليه ومتابعة الحالات الطارئة التي قد تحتاج إلى نقل إسعافي إلى إحدى المستشفيات بالمشاعر. كما جهزت ست نقاط طبية لتسريع الوصول في الحالات الطارئة.وكثفت السلطات أعمال الكشف الوقائي لجميع مخيمات الحجيج بعرفة لإزالة أي مسببات للخطورة، والتدخل السريع لمواجهة أي خطر يهدد سلامة الحجيج، ونشرت 37 فرقة لأعمال الإطفاء والإنقاذ في جميع أرجاء المشعر.وعلى الرغم من قدوم الحجاج من دول مختلفة اللغات، إلا أن هذا لم يمنع السلطات من توعيتها، عبر منشورات ورسائل (sms) متعددة اللغات، تتضمن عبارات وصور توعوية بسيطة تتعلق بأهمية العبادة وفق منظور صحيح، مثل أهمية النظافة والامتناع عن الافتراش والالتزام بالحلاقة في الأماكن المخصصة، وضرورة رمي النفايات في الأماكن الصحيحة، وتجنّب الذبح عشوائيا.
International
عرفات تجسد الوحدة الإسلامية بعد استقرار الحجاج فيها
23 سبتمبر 2015