د. علي أحمد عبدالله - * أستاذ الإعلام المساعد بجامعة البحرين


هل تؤثر وسائل الإعلام على الطفل؟ وإذا كانت تؤثر فهل هذا التأثير إيجابي أم سلبي، أم كلاهما معاً؟ وما التأثيرات الإيجابية والتأثيرات السلبية لوسائل الإعلام؟ وكيف نبرز التأثيرات الإيجابية ونطوِّرها، ونَحُدُّ من التأثيرات السلبية ونقللها؟ في هذه المقالة نحاول مناقشة التأثيرات الإيجابية لوسائل الإعلام على الطفل.

لقد زادت أهمية وسائل الإعلام للطفل كونها تتمتع بجاذبية تشدُّه إليها، وبالتالي بفضل ما تقدمه من برامج وأفلام تكون أكثر تأثيراً في الغالب على تشكيل سلوك الطفل وقِيَمِه. وهذه الوسائل الاتصالية في حاجة دائمة إلى توجيهها تربوياً؛ لأنه إذا أُحسِن توجيه وسائل الاتصال فإنها تستطيع أن تسمو بالطفل وتُخرِج أحسن ما به من تفكير. وهي كما تدل تسميتها مجرد وسائل تصبح خيِّرَة إذا أُحسِن توجيهها، وشريرة إذا أسيء استخدامها، إلا أننا نستطيع أن نحدد بعض الأدوار الإيجابية التي يمكن أن تؤديَها وسائل الاتصال، من قبيل:

- تنمية الفكر الإبداعي: تستطيع وسائل الاتصال تدريب الأطفال على الطرائق الصحيحة المنظَّمة في التفكير، كما تستطيع أن تواجه الأطفال بمشكلات عقلية تتناسب ومستوى نموهم العقلي لتنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال.

- تنمية الثروة اللغوية: نظراً إلى ما للغة من علاقة بالتفكير، فإن وسائل الاتصال تستطيع إنماء ثروة الطفل اللغوية، إذ إن الحصيلة اللغوية تنمِّي لديهم إدراكاً وفهماً أدق، كما تمهد لتزويدهم بإمكانية التعبير عن أفكارهم وأحكامهم بشكل أكثر سلامة ودقة.

- تنمية القيم الأخلاقية الإيجابية: تستطيع وسائل الاتصال بما تقدمه من أعمال للأطفال إكسابهم القيم الأخلاقية بحسب ما حدَّده علماء النفس والتربية، وخصوصاً أنها تستطيع تحقيق ذلك بسهولة من خلال ما تصَوِّره مـن مفاهيم خلقية إيجابية.

- تنمية الخبرات الاجتماعية: بقدر ما يتحقق من اهتمام بالنمو الاجتماعي للأطفال يمكن التنبؤ بما سوف يكونون عليه في المستقبل، وعن طريق مـا تقدمه وسائل الاتصال يمكن التأثير في الجانب الاجتماعي للطفل إذ إنه يتعلم كيف يتصرف في المواقف المختلفة، كما تُكسِبه خبرات اجتماعية متعددة مثل النظافة الشخصية، وآداب المرور، وآداب الحديث، وأهمية التعاون في حياة الفرد والمجتمع.

- متعة وراحة نفسية: تحقق وسائل الاتصال كثيراً من الحاجات للطفل، وعلى رأسها الترفيه إذا حققت مشاهدة بعض البرامج التي يحبها متعة وراحة نفسية كبيرة لديه.

إن استفادة الطفل من وسائل الاتصال تتوقف على عدة عوامل، منها: دافعية الطفل وهدفه من التعرض لوسائل الاتصال، ومحتوى البرنامج وما يتضمنه من معلومات، ومستوى نضْج الفرد، وقدرته العقلية، ومستواه المعرفي. فإذا ما كان المشاهد غير مهتم بالدرجة الكافية بما يشاهده، أو أن المحتوى الذي يقدَّم إليه غير مناسب لقدراته ومستواه المعرفي والعقلي سواءً كان ما يقدَّم أبسط كثيراً من مستواه أو أعقد كثيراً؛ فإن المشاهدة ستكون سلبية، وسيكون أثرها على التَّعَلُّم قليلاً ومحدوداً.