أطلق نشطاء إيرانيون حملة تحت عنوان "عفوا سوريا" لإدانة تورط نظام طهران في جرائم نظام بشار الأسد في سوريا. ولاقت الحملة رواجاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق هاشتاغ #sorrysyria الذي ندد من خلاله النشطاء بالدعم المالي والعسكري الذي تقدمها إيران للنظام السوري.وجاء في بيان حمل توقيع مئات الشخصيات السياسية وناشطي حقوق الانسان، أن "الحملة تدين الدور التخريبي والتدخل الإجرامي للنظام الإيراني في سوريا".وورد في البيان الذي تلقت "العربية.نت" نسخة عنه أن "العالم اليوم بأكمله يشهد المأساة في سوريا. فلا يمرُّ يوم إلا ونرى مشاهد للعثور على جثثٍ لللاجئين على الشواطئ أو نشهد كل يوم تفاقماً لمحنة الشعب السوري. مع الأسف، فإن وجود الآلاف من اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية ليس سوى جزء صغير من الوضع المأساوي لملايين السوريين الذين هربوا من الحرب الأهلية تاركين بيوتهم وبلادهم".وأضاف البيان: "ثبت أن بشار الأسد، الديكتاتور العنيف في سوريا وحلفائه الأجانب بما في ذلك نظام جمهورية إيران الإسلامية، أهم الأسباب الرئيسية للكارثة المأساوية. لهذا السبب، نحن - الموقعين - على النص أدناه بدأنا حملة لإدانة جرائم بشار الأسد ودعم الجمهورية الإسلامية له".وتابع البيان: "نعتقد بأنه من مسؤوليتنا الأساسية، في مواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا، أن نعبّر عن معارضتنا للتدخل المدمّر للحكومة الإيرانية، وخاصة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في سوريا".ودعا البيان الإيرانيين للتضامن مع الشعب السوري، واعتبر أنه "من الضروري للشعب الإيراني والناشطين السياسيين والمجتمع المدني المستقل أن يعبروا عن وجهات نظرهم المختلفة في هذا الصدد لدعم مطالب الشعب السوري في تحقيق السلام الدائم وكرامة الإنسان ورعاية مبادئ حقوق الإنسان".وأكد البيان أنه "من الواضح أن موقفنا هذا ليس بمعني تجاهل أو نسيان الجرائم البشعة التي ارتكبتها العصابات الإجرامية والبدائية، مثل داعش وجبهة النصرة والمتطرفين الآخرين. ومن الواضح أيضا أن هناك حكومات أخرى تُعتبر الجانب الآخر للمشاكل في سوريا ويجب عليها تغيير سياساتها السلبية في الحرب الأهلية في سوريا. ولكن هذه الحملة تركّز فقط على دور إيران في سوريا وتهدف إلى إيجاد الوعي بشأن الآثار السلبية لتدخلات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتأثيرها على استقرار الشرق الأوسط وعلي حياة الشعب السوري وعلي المصالح الوطنية الإيرانية وعلي العلاقة الطويلة الأمد بين إيران وسوريا".وجاء في خاتمة البيان: "نحن نريد تغيير نهج وسياسة إيران في سوريا مع رعاية حقوق الشعب السوري والتعامل المسؤول مع جميع الأطراف المعنية، ونطلب إنهاء الصراع الوحشي في هذا البلد. فمن الضروري أن تنهي الجمهورية الإسلامية في إيران دعمها العسكري والأمني والمالي للحكومة السورية وقبول حكومة انتقالية بدون بشار الأسد تمهّد الطريق لوقف العنف. كما ومن الضروري أن توفر الجمهورية الإسلامية الظروف اللازمة لقبول اللاجئين السوريين في إيران".كلمات للناشطين الموقعين على البيانونشرت صفحات الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كلمات للعديد من الناشطين الإيرانيين الموقعين على البيان ومنظمي الحملة.وعلق علي أفشاري، الناشط السياسي، في تعليقه على حملة "عفوا سوريا"، بالقول: "أخجل كإيراني من الأطفال والرجال والنساء السوريين لأن قادة بلدي رهنت حياة السوريين واستقرارهم لصالح الاحتفاظ بسوريا ولبنان كأداة ضغط إيرانية ضد إسرائيل.أريد أن يعلم السوريون أن الإيرانيين لا يفكرون كقادة بلدهم، لكنني أعرف أن تصديق هذا صعب جدا لشعب يعيش تحت الصواريخ وجرب بلحمه ودمه الجنايات الوحشية لنظام الأسد وقوات حزب الله اللبناني ومستشاريه من الحرس الثوري الإيراني. لكن هذا من واجبي أن أعارض الدعم الإيراني للطاغية السوري السفاح. من وجهة نظري مراعاة الحقوق الإنسانية للسوريين هو الشرط الأساسي للحفاظ على المصالح الإيرانية".ومن جهته، كتب أحمد رأفت، الكاتب والصحافي الإيراني: "أعتذر كإيراني من الشعب السوري للدعم الإيراني لنظام الأسد والتواجد العسكري للحرس الثوري الإيراني وعملاؤه على التراب السوري. يجب علينا كإيرانيين دعم الشعب السوري بينما يهاجمه الأسد وداعش الآن. أود أن يعرف أصدقاؤنا السوريون أن هناك الكثير من الإيرانيين الذين يعارضون سياسات النظام الإيراني في المنطقة".أما آرش سبحاني، الفنان والمغني في فريق "كيوسك"، فاعتبر أن "ما يحدث الآن في سوريا من انتهاكات يجرح الضمير الإنساني وسوف يؤثر على الأجيال القادمة.بدوري كمواطن حر أتضامن مع الشعب السوري واندد بالتدخل الإيراني في الشأن السوري ودعمه للأسد، وأطالب الحكومة الإيرانية بالتوقف فورا عن دعم أسد والتدخل في أمور تخص الشعب السوري نفسه. أطالب بأن لا نمهل الأسباب الجيوسياسية القمعية والإيديولوجيات السياسية المنحطة التي تزرع الكره والعداوة في صدور الأجيال القادمة في الشرق الأوسط".يذكر أن في داخل إيران أيضا بدأت أصوات بعض المثقفين الإيرانيين تتعالى، في الآونة الأخيرة، ضد تدخلات نظام الجمهورية الإسلامية في البلدان العربية، حيث دعا حشمة الله طبرزدي، الناشط الإيراني وأمين عام الجبهة الديمقراطية في إيران، المثقفين الإيرانيين إلى "إدانة تدخل نظام بلادهم في سوريا والعراق والبلدان العربية وعدم الصمت عن المجازر التي ترتكب بواسطة النظام ومرتزقته في سوريا"، على حد تعبيره.وبدوره، ناشد المفكر السياسي الإصلاحي والأستاذ الجامعي، الدكتور صادق زيبا كلام، حكومة بلاده لوقف الدعم لنظام بشار الأسد في سوريا والمتمردين الحوثيين في اليمن، والكف عن التدخل في الدول العربية، وذلك في رسالة مفتوحة وجهها، في أغسطس الماضي، لوزير الخارجية، محمد جواد ظريف.