دار الحديث في جلسة حوارية إدارية مثمرة مع أحد الأصدقاء الأعزاء من أصحاب الخبرات والنضج الإداري حول صفات بعض أصناف الموظفين في محيط الأعمال، وكيف يمكن انتقاء الأفضل منهم للمناصب الإدارية المتقدمة أو لتلك المهام الطارئة التي تتطلب شخصيات إدارية ناضجة قادرة على العطاء وتقديم الأفضل في مجال عملها. ولعل الأهم في الموضوع كله تحديد الصورة المثلى لتلك الشخصية التي تنشدها بيئة العمل، والتي لربما لا يظهر أثرها الكبير في المقابلات الأولية التي لا تكشف عن كينونة هذا الموظف وبراعته في الأداء وقدرته على الانسجام مع بيئة العمل بصورة مثلى، فليست الشهادات مؤشراً على قوة الموظف، بل ما يمتلك من مهارات حياتية وإدارية وقدرة على إدارة الذات في مختلف المواقف، وأخلاق عالية تؤهله ليتبوأ مكانة مرموقة في محيط من يعمل معهم.
فهناك من يعتقد أن حرية الآراء وسياسة الأبواب المفتوحة قد تعطيه مجالاً للاستعلاء على الآخرين، أو إلغاء حواجز «الاحترام» المتبادل مع زملائه في العمل أو مع المسؤولين، وهو أمر أجزم أنه يتسبب في نشر الفوضى الإدارية وتسميم أجواء العمل.
أما من يعمل بمنأى عن بقية أصحابه، ويعتقد أن «الكرسي» يمتلكه لوحده ويعتزل المساحات الإدارية الأخرى التي تمثل الكيان المؤسسي، ويتصرف وكأن الدنيا يملكها وحده، فهو يتعامل وكأنه يتسيد الآفاق ويلغي مفاهيم العمل الفريقي والجماعي التي تفرز المزيد من الإنتاجية والإبداع في العمل.
أما الصنف البليد فهو لا يكلف نفسه عناء الدقة والإتقان في عمله، فكل الأمور لديه تسير على البركة «وكل شي ماشي»، فلا يهمه الإنجاز المتكامل، بقدر ما تهمه تلك التفاصيل المملة التي تهلهل الكيان الإداري. بليد في إنجاز مهامه، فلا يبالي إن أنجز غيره أكثر منه، بل تراه يتحرى ساعة الانصراف لمنزله.
وفيما يخص الصنف المهمل المتسيب، فلا يأبه بأوقات العمل التي لا تمثل له قيمة، فتراه يتفنن في التجول في حسابات التواصل الاجتماعي وإرسال الرسائل والجلوس مع زملائه في مجالس الغيبة والنميمة، ولا يحترم قدسية العمل وتلك الساعات المحاسب عليها والتي يستلم مقابلها أموالاً شهرية يسترزق بها في حياته. والنتيجة في نهاية المطاف بضع مهام لا تذكر أنجزها في تلك الساعات على حساب مصالح الناس.
الصنف الجميل الذي تفخر به المساحات المؤسسية هو ذلك المنجز المعطاء القادر على تحمّل المسؤولية، المتواصل والمحب لعمله، المبادر في طرح الأفكار، والذي لا يتأثر مع تغيرات الواقع ولا يشخصن المواقف، لأنه يبتغي رضا ربه أولاً وأخيراً، ويسعى لترك أجمل الأثر في محيط عمله، فهمه أن «يحلل لقمة عيشه» ويقيم نفسه في نهاية يومه. ماذا أنجزت في محيط عملي، وماذا أضفت من جديد، وكيف عالجت المشكلات، وهل كنت عبئاً ثقيلاً على الآخرين أم شامة يشار إليها بالبنان كلما أرادوا البحث عن سواعد تعمل في ميادين عمل جديدة. هو ذلك الذي يتحدث عن الإنجاز وعن المبادرات وعن العطاء، ولا يتحدث عن القيل والقال ولا يكثر من تبررات التقصير والتذمر من الواقع. هو من يعشق التحدي فلا يقبل دون القمة مكانة له، ويمد يده للجميع حتى يتحقق النجاح للكيان المؤسسي بالصورة المشرقة التي يتمناها. هو الشامخ كالجبل لا تتغير ملامحه ودائماً ما تراه في الصف الأول لكل مبادرة، وهو سعيد بما يقدم وينظر للأمور بمكبرات الإيجابية لا بسلبية المقام، إنه الموظف الأمين الذي ننشده والذي تخجل أن تحاسبه على أخطائه الصغيرة.
ومضة أمل
كن في وظيفتك كرسام يبقي في لوحته أجمل الألوان.
فهناك من يعتقد أن حرية الآراء وسياسة الأبواب المفتوحة قد تعطيه مجالاً للاستعلاء على الآخرين، أو إلغاء حواجز «الاحترام» المتبادل مع زملائه في العمل أو مع المسؤولين، وهو أمر أجزم أنه يتسبب في نشر الفوضى الإدارية وتسميم أجواء العمل.
أما من يعمل بمنأى عن بقية أصحابه، ويعتقد أن «الكرسي» يمتلكه لوحده ويعتزل المساحات الإدارية الأخرى التي تمثل الكيان المؤسسي، ويتصرف وكأن الدنيا يملكها وحده، فهو يتعامل وكأنه يتسيد الآفاق ويلغي مفاهيم العمل الفريقي والجماعي التي تفرز المزيد من الإنتاجية والإبداع في العمل.
أما الصنف البليد فهو لا يكلف نفسه عناء الدقة والإتقان في عمله، فكل الأمور لديه تسير على البركة «وكل شي ماشي»، فلا يهمه الإنجاز المتكامل، بقدر ما تهمه تلك التفاصيل المملة التي تهلهل الكيان الإداري. بليد في إنجاز مهامه، فلا يبالي إن أنجز غيره أكثر منه، بل تراه يتحرى ساعة الانصراف لمنزله.
وفيما يخص الصنف المهمل المتسيب، فلا يأبه بأوقات العمل التي لا تمثل له قيمة، فتراه يتفنن في التجول في حسابات التواصل الاجتماعي وإرسال الرسائل والجلوس مع زملائه في مجالس الغيبة والنميمة، ولا يحترم قدسية العمل وتلك الساعات المحاسب عليها والتي يستلم مقابلها أموالاً شهرية يسترزق بها في حياته. والنتيجة في نهاية المطاف بضع مهام لا تذكر أنجزها في تلك الساعات على حساب مصالح الناس.
الصنف الجميل الذي تفخر به المساحات المؤسسية هو ذلك المنجز المعطاء القادر على تحمّل المسؤولية، المتواصل والمحب لعمله، المبادر في طرح الأفكار، والذي لا يتأثر مع تغيرات الواقع ولا يشخصن المواقف، لأنه يبتغي رضا ربه أولاً وأخيراً، ويسعى لترك أجمل الأثر في محيط عمله، فهمه أن «يحلل لقمة عيشه» ويقيم نفسه في نهاية يومه. ماذا أنجزت في محيط عملي، وماذا أضفت من جديد، وكيف عالجت المشكلات، وهل كنت عبئاً ثقيلاً على الآخرين أم شامة يشار إليها بالبنان كلما أرادوا البحث عن سواعد تعمل في ميادين عمل جديدة. هو ذلك الذي يتحدث عن الإنجاز وعن المبادرات وعن العطاء، ولا يتحدث عن القيل والقال ولا يكثر من تبررات التقصير والتذمر من الواقع. هو من يعشق التحدي فلا يقبل دون القمة مكانة له، ويمد يده للجميع حتى يتحقق النجاح للكيان المؤسسي بالصورة المشرقة التي يتمناها. هو الشامخ كالجبل لا تتغير ملامحه ودائماً ما تراه في الصف الأول لكل مبادرة، وهو سعيد بما يقدم وينظر للأمور بمكبرات الإيجابية لا بسلبية المقام، إنه الموظف الأمين الذي ننشده والذي تخجل أن تحاسبه على أخطائه الصغيرة.
ومضة أمل
كن في وظيفتك كرسام يبقي في لوحته أجمل الألوان.