حسن الستري
أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالوهاب بدر خان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتوقع أن تحل مسالة أوكرانيا بينه وبين الرئيس الأوكراني، فهو يريد الحل مع الولايات المتحدة أولاً وبنفس السياق مع دول حلف الناتو، مبيناً أن هذه النقطة تعرقل التوجه نحو الحل، لأن دول أوروبا والولايات المتحدة تقول إن الرئيس الروسي عليه أن يعترف أولاً بدولة اسمها أوكرانيا وبوجودها وبحدودها السابقة ويقدم على التفاوض معها بجدية، لأن كل التفاوض الذي حصل سابقاً بين روسيا وأوكرانيا لم يكن هادفاً إلى التوصل إلى نتيجة، ولا حتى لوقف إطلاق نار مثلا.

وبخصوص التلويح بالتهديدات النووية، قال بدرخان لـ»الوطن»: هو نوع من التصعيد الذي كان متوقعاً لاستدراج التفاوض، والمؤسف أننا حتى الآن لا نرى توجهاً لطرح مبادرات للتفاوض، فلا توجد دولة تأخذ على عاتقها هذه المهمة، كأن تبادر الصين إلى ذلك؛ لأن الخطر النووي موجود، ولأن دخول روسيا في حرب يعني أنها تريد أن تنتصر، فهي دولة كبرى لا تستطيع قبول هزيمة.

وتابع: من ناحية أخرى أوكرانيا بلد موجود، ومعترف بحدوده ولديه خيارات بالنسبة لموقعه الدولي، فلا يمكن قبول منطق الغزو والاستيلاء على الأراضي بأي حجة كانت، هذه المسألة كان يمكن أن تتم بالتفاوض حتى لو طال التفاوض سنوات، فلم يكن هناك شيء داهم يستدعي مثل هذا النوع من التصعيد الذي تأثر به العالم كله، سواء في أزمات الطاقة أو أزمات الغذاء أو حتى بهذا الجو الدولي المسموم الذي يمنع معالجة قضايا مهمة مثل تغير المناخ أو حل النزاعات القائمة حالياً في الشرق الأوسط وغير الشرق الأوسط، لذلك لا بد من أخذ التهديد النووي على محمل الجد، وبالتالي نأمل أن يكون حافزاً لإطلاق تفاوض ما في وقت قريب.

وأضاف: هذا التهديد يريد استدراج حرب عالمية ثالثة أو على الأقل يريد استدراج حل دبلوماسي لمنع حصول حرب عالمية ثالثة، وواضح أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تريد الدخول في هذا الصراع، فهي تدفع أموالاً كثيرة وتقدم أسلحة إلى أوكرانيا لكي تنوب عنها في هذه الحرب، فالسيناريو تصعيد وصولاً إلى خطر وقوع مواجهة عالمية كبرى، فإما إن تتوجه الجهود نحو الدبلوماسية أو تستجيب الدول لتحد آخر، هناك سوابق بالعالم، والأمل ألا يكون هو المآل اليوم.

واردف: لا بد من إرضاء روسيا بشكل أو آخر بجزء من أراضي أوكرانيا، وهناك بوادر حل تظهر من الأوراق التي تقدم حالياً أو أفكار للحل، وهناك جهد دولي يمكن أن يبذل عبر الأمم المتحدة، وهي قناة مقبولة من الجميع، فإيطاليا سبق أن عملت مع الأمم المتحدة على خطة موجودة، وفرنسا أيضاً تريد أن تقوم بمثل هذا الدور، هناك إمكانية للقيام بجهد أوروبي شامل، وبهذه الطريقة لن تعترض الأمم المتحدة على مثل هذا التحرك، هناك إمكانية للجوء إلى الصداقات الجديدة التي تظهر بين العالم العربي وروسيا والصين من أجل إيجاد أي صيغة أو أي قناة دولية يمكن أن تطرح التفاوض من أجل وقف إطلاق النار أو إيجاد أي حل لأوكرانيا بشكل يوقف الحرب ليعود الناس إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.