بينما يتوفر بعض الطعام المعلب في عبوات معدنية تأتي مع حلقة في الغطاء، تجعل عملية فتح العلبة سهلة جداً، في أحيان أخرى قد تضطر لاستخدام فتاحة علب معدنية من نوع ما حتى تتمكن من فتح العلبة،
فما دامت الطريقة الأسهل موجودة، لماذا لا يتم تصنيع جميع معلبات الطعام بهذه الطريقة التي تجعل من تجربة المستهلك أسهل بكثير؟
نزهة عائلية كانت السبب وراء غطاء يُفتح بسهولة
حتى عام 1963، كانت كل أغطية المعلبات بحاجة لفتاحة علب حتى تتمكن من فتحها، لكن كل شيء تغيَّر في تلك السنة، بعد أن سجل مهندس أمريكي يدعى إيرني فريز، براءة اختراع "الغطاء سهل الفتح"، الذي لا يزال يُستخدم ليومنا هذا.
كانت البداية عام 1959، خلال نزهةٍ عائلية خرج فيها المهندس إيرني فريز، من دايتون في ولاية أوهايو، عندما أدرك فجأة أنه نسي إحضار "مفتاح الكنيسة"، ومفتاح الكنيسة هو شكلٌ قديم من أشكال فتاحة العلب، وكان يُستخدم لإحداث ثقبين في عبوات المشروبات المصنوعة من الصفيح.
حاول فريز البحث عن طريقة بديلة لفتح عبوة المشروب، لكن دون جدوى، وكان الحل الأخير له أن استخدم مصد سيارته لمحاولة فتح العلبة، ما أسفر عن تجربة فتح فوضوية، حينها قرر فريز أن يجد حلاً يلغي الحاجة لاستخدام مفتاح الكنيسة أو أي فتاحة علب تماماً.
بعد بحث وتجارب استمرت 4 سنوات توصل فريز إلى طريقة تصنيع غطاء سهل الفتح، عبارة عن تصميم غطاء علوي للعلب من الألومنيوم، محزز يتم سحبه للوراء بلسان السحب فيفتح العبوات المعدنية بسهولة، وسجل براءة اختراعه عام 1963.
لاحقاً استطاع فريز تسويق اختراعه لشركة Iron City Beer، في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، وسوَّقت الشركة الاختراع "الثوري" الجديد، تحت مسمى "الغطاء السريع"، وافتتح فريز شركته الخاصة DRT المتخصصة في صناعة الأغطية سهلة الفتح لعبوات الطعام والمشروبات.
غطاء المعلبات التي تفتح بسهولة لا تناسب جميع الأسواق
رغم مرور أكثر من 60 عاماً على اختراع فريز، لا تزال الكثير من الشركات تنتج علب الطعام المعدنية التي تحتاج إلى فتّاحة من نوع ما لتتمكن من فتحها، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أهمها التكلفة.
حيث تُعتبر الأغطية سهلة الفتح أعلى تكلفة في تصنيعها من الأغطية الاعتيادية التي تحتاج فتاحة علب، وهذا يعني زيادة على أسعار تلك المنتجات، وبينما لا يمانع بعض المستهلكين من دفع فارق السعر قد يتسبب هذا الأمر في انخفاض المبيعات في بلدان أخرى.
المعلبات
ولهذا من المرجح أن تعثر على أغطية السحب في المنتجات الشهيرة التي تُباع بسعرٍ أعلى، بينما قد لا تجد ذلك لدى الشركات الصغيرة التي تبيع منتجاتها بسعر أرخص.
وبحسب توم كروذرز، الذي يشغل منصب نائب رئيس المبيعات في DRT: "يرتبط قرار استخدام غطاء سهل الفتح بصورة العلامة التجارية في كثيرٍ من الأحيان. وإذا اخترت عبوة حساء من Progresso أو Campbells فستجدها بغطاء سهل الفتح، لكن إذا اخترت منتج علامة تجارية أصغر فستجده مجهزاً بغطاء نظيف تقليدي على الأرجح".
ويمكنك ملاحظة ذلك في أسواق الدول النامية، حيث تتخلى العلامات التجارية الكبيرة عن أغطية السحب سهلة الفتح، للحفاظ على أسعار منخفضة.
وهناك عامل آخر، وهو تقليل المخاطرة بتلف تلك العبوات أثناء النقل، إذ تكون الأغطية سهلة الفتح محزّزة؛ ما يجعلها أكثر عرضةً للثقوب أثناء نقلها على الطرق الوعرة، لهذا تكون الأغطية العادية "أكثر متانة" داخل الدول ذات البنية التحتية الأقل تطوراً.
هندسة دقيقة لصنع العبوات "سهلة الفتح"
رغم أنها تبدو طريقة بسيطة لفتح علبة معدنية، لكن في الواقع فإن تصميم وصناعة العبوات سهلة الفتح يتطلب هندسةً دقيقةً، يقول كروذرز إن قسم تعبئة الصفيح في DRT يقوم بتصميم وبيع آلات صناعية لإنتاج الأغطية سهلة الفتح. ووصف هذا القسم بأنه "أكثر دقة" من قسم الطيران والقسم الطبي في الشركة.
وأوضح كروذرز: "تُقاس درجة التفاوت التي نسمح بها في منتجات تغليف الصفيح لدينا بالميكرومتر (جزء من المليون من المتر)، ونتحدث هنا عن الاختلاف المسموح به في قياسات المنتجات".
وبينما تتشابه عبوات الصفيح من حيث المبدأ في التصميم فهي تتكون من جزئين:
– "العبوة" المصنوعة من الألومنيوم، بما في ذلك قاعدة العبوة.
– "الغطاء" المصنوع من قطعة ألومنيوم منفصلة يجري تثبيتها على العبوة بإحكام، عن طريق عملية التشبيك الثنائي أو القفل المزدوج.
لكن الاختلاف يكمن في تصميم وتصنيع الغطاء، وهو ما يفسر فارق التكلفة، حيث تُصمم الأغطية العادية لعبوات الصفيح عن طريق دمغ الغطاء من لوح معدني مسطح، ثم تشبيكه ثنائياً في العبوة، وليست هذه العملية معقدة على الإطلاق.
بينما العبوات سهلة الفتح ذات أغطية السحب تحتاج لخطوات أكثر، وصناعة أكثر تعقيداً، إذ يجب تحزيز جزء الغطاء بدقةٍ متناهية. ويجب أن يكون الغطاء المحزز قوياً بما يكفي لحفظ المحتويات في الداخل تحت الضغط، أو تحمل السقوط من أرفف المتاجر.
لكن في الوقت نفسه يجب أن يُفتح الغطاء بسهولةٍ عند سحب اللسان، ولهذا تستخدم آلات شركة DRT الميكرومتر في القياس.
ثم يأتي دور لسان السحب نفسه، الذي يُصنع من قطعة ألومنيوم منفصلة يجب قصها من لوح ألومنيوم وتثبيتها على الغطاء. وتكلف هذه المواد والأدوات الإضافية أموالاً أكثر، وهي التكلفة التي يتحملها المستهلكون في سعر العبوات سهلة الفتح.
فما دامت الطريقة الأسهل موجودة، لماذا لا يتم تصنيع جميع معلبات الطعام بهذه الطريقة التي تجعل من تجربة المستهلك أسهل بكثير؟
نزهة عائلية كانت السبب وراء غطاء يُفتح بسهولة
حتى عام 1963، كانت كل أغطية المعلبات بحاجة لفتاحة علب حتى تتمكن من فتحها، لكن كل شيء تغيَّر في تلك السنة، بعد أن سجل مهندس أمريكي يدعى إيرني فريز، براءة اختراع "الغطاء سهل الفتح"، الذي لا يزال يُستخدم ليومنا هذا.
كانت البداية عام 1959، خلال نزهةٍ عائلية خرج فيها المهندس إيرني فريز، من دايتون في ولاية أوهايو، عندما أدرك فجأة أنه نسي إحضار "مفتاح الكنيسة"، ومفتاح الكنيسة هو شكلٌ قديم من أشكال فتاحة العلب، وكان يُستخدم لإحداث ثقبين في عبوات المشروبات المصنوعة من الصفيح.
حاول فريز البحث عن طريقة بديلة لفتح عبوة المشروب، لكن دون جدوى، وكان الحل الأخير له أن استخدم مصد سيارته لمحاولة فتح العلبة، ما أسفر عن تجربة فتح فوضوية، حينها قرر فريز أن يجد حلاً يلغي الحاجة لاستخدام مفتاح الكنيسة أو أي فتاحة علب تماماً.
بعد بحث وتجارب استمرت 4 سنوات توصل فريز إلى طريقة تصنيع غطاء سهل الفتح، عبارة عن تصميم غطاء علوي للعلب من الألومنيوم، محزز يتم سحبه للوراء بلسان السحب فيفتح العبوات المعدنية بسهولة، وسجل براءة اختراعه عام 1963.
لاحقاً استطاع فريز تسويق اختراعه لشركة Iron City Beer، في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، وسوَّقت الشركة الاختراع "الثوري" الجديد، تحت مسمى "الغطاء السريع"، وافتتح فريز شركته الخاصة DRT المتخصصة في صناعة الأغطية سهلة الفتح لعبوات الطعام والمشروبات.
غطاء المعلبات التي تفتح بسهولة لا تناسب جميع الأسواق
رغم مرور أكثر من 60 عاماً على اختراع فريز، لا تزال الكثير من الشركات تنتج علب الطعام المعدنية التي تحتاج إلى فتّاحة من نوع ما لتتمكن من فتحها، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أهمها التكلفة.
حيث تُعتبر الأغطية سهلة الفتح أعلى تكلفة في تصنيعها من الأغطية الاعتيادية التي تحتاج فتاحة علب، وهذا يعني زيادة على أسعار تلك المنتجات، وبينما لا يمانع بعض المستهلكين من دفع فارق السعر قد يتسبب هذا الأمر في انخفاض المبيعات في بلدان أخرى.
المعلبات
ولهذا من المرجح أن تعثر على أغطية السحب في المنتجات الشهيرة التي تُباع بسعرٍ أعلى، بينما قد لا تجد ذلك لدى الشركات الصغيرة التي تبيع منتجاتها بسعر أرخص.
وبحسب توم كروذرز، الذي يشغل منصب نائب رئيس المبيعات في DRT: "يرتبط قرار استخدام غطاء سهل الفتح بصورة العلامة التجارية في كثيرٍ من الأحيان. وإذا اخترت عبوة حساء من Progresso أو Campbells فستجدها بغطاء سهل الفتح، لكن إذا اخترت منتج علامة تجارية أصغر فستجده مجهزاً بغطاء نظيف تقليدي على الأرجح".
ويمكنك ملاحظة ذلك في أسواق الدول النامية، حيث تتخلى العلامات التجارية الكبيرة عن أغطية السحب سهلة الفتح، للحفاظ على أسعار منخفضة.
وهناك عامل آخر، وهو تقليل المخاطرة بتلف تلك العبوات أثناء النقل، إذ تكون الأغطية سهلة الفتح محزّزة؛ ما يجعلها أكثر عرضةً للثقوب أثناء نقلها على الطرق الوعرة، لهذا تكون الأغطية العادية "أكثر متانة" داخل الدول ذات البنية التحتية الأقل تطوراً.
هندسة دقيقة لصنع العبوات "سهلة الفتح"
رغم أنها تبدو طريقة بسيطة لفتح علبة معدنية، لكن في الواقع فإن تصميم وصناعة العبوات سهلة الفتح يتطلب هندسةً دقيقةً، يقول كروذرز إن قسم تعبئة الصفيح في DRT يقوم بتصميم وبيع آلات صناعية لإنتاج الأغطية سهلة الفتح. ووصف هذا القسم بأنه "أكثر دقة" من قسم الطيران والقسم الطبي في الشركة.
وأوضح كروذرز: "تُقاس درجة التفاوت التي نسمح بها في منتجات تغليف الصفيح لدينا بالميكرومتر (جزء من المليون من المتر)، ونتحدث هنا عن الاختلاف المسموح به في قياسات المنتجات".
وبينما تتشابه عبوات الصفيح من حيث المبدأ في التصميم فهي تتكون من جزئين:
– "العبوة" المصنوعة من الألومنيوم، بما في ذلك قاعدة العبوة.
– "الغطاء" المصنوع من قطعة ألومنيوم منفصلة يجري تثبيتها على العبوة بإحكام، عن طريق عملية التشبيك الثنائي أو القفل المزدوج.
لكن الاختلاف يكمن في تصميم وتصنيع الغطاء، وهو ما يفسر فارق التكلفة، حيث تُصمم الأغطية العادية لعبوات الصفيح عن طريق دمغ الغطاء من لوح معدني مسطح، ثم تشبيكه ثنائياً في العبوة، وليست هذه العملية معقدة على الإطلاق.
بينما العبوات سهلة الفتح ذات أغطية السحب تحتاج لخطوات أكثر، وصناعة أكثر تعقيداً، إذ يجب تحزيز جزء الغطاء بدقةٍ متناهية. ويجب أن يكون الغطاء المحزز قوياً بما يكفي لحفظ المحتويات في الداخل تحت الضغط، أو تحمل السقوط من أرفف المتاجر.
لكن في الوقت نفسه يجب أن يُفتح الغطاء بسهولةٍ عند سحب اللسان، ولهذا تستخدم آلات شركة DRT الميكرومتر في القياس.
ثم يأتي دور لسان السحب نفسه، الذي يُصنع من قطعة ألومنيوم منفصلة يجب قصها من لوح ألومنيوم وتثبيتها على الغطاء. وتكلف هذه المواد والأدوات الإضافية أموالاً أكثر، وهي التكلفة التي يتحملها المستهلكون في سعر العبوات سهلة الفتح.