كشفت دراسة بحثية جديدة أجراها باحثون بجامعة إيسيكس أن أقنعة الوجه للوقاية من كورونا أثرت سلبا على تواصل 90% من فاقدي السمع مع الآخرين، بينما 76% منهم لا يمكنهم الوصول إلى معلومات مهمة، و59% يشعرون بأنهم منعزلون عن العالم بسبب أغطية الوجوه الواقية، التي تحول دون قيامهم بقراءة حركة الشفاه ويصعب الحكم على ملامح الوجه.

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص من هم أكبر سنا من 55 عاما وقد أصيبوا بالصمم لتقدم العمر يواجهون صعوبات كبرى في التواصل أكثر من غيرهم، خاصة منذ تفشي جائحة كورونا.

وأشارت الدراسة إلى أن انتشار ارتداء الأشخاص لأقنعة الوجه منذ تفشي كورونا أصاب فاقدي السمع بحالة من الانفصال عن المجتمع وآثار سلبية على سلامتهم النفسية.

اعتمدت الدراسة الجديدة على عينة من فاقدي السمع، إلى جانب فريق من الباحثين ممن يتمتعون بالسمع بشكل طبيعي، وكان التواصل بينهم يجري بلغة الإشارة.

وكانت عينة الدراسة البحثية مكونة من 400 شخص، تم استقصاء آرائهم بشأن كيفية تأثير فيروس كورونا على تواصل مجتمع ”الصُم" مع العالم، وذلك بهدف تطوير السياسات العامة الخاصة بتقديم خدمات الطوارئ الصحية.

وأشارت الدكتورة إيفا جوتيريز، أحد القائمين على الدراسة، إلى أنه في الوقت الذي مثلت فيه أقنعة الوجه طوق نجاة لملايين حول العالم من كورونا، تم إغفال مجتمع المصابين بصعوبات السمع أو فقدانه بالكامل.

وقد كشفت الدراسة عن النتائج السلبية للتحركات العالمية الطارئة بشأن الأمور الصحية، وكيفية سقوط بعض فئات المجتمع في فجوات لا تتمكن تلك التحركات والاستراتيجيات السريعة من تدارك وتلبية احتياجاتهم الخاصة، وأشار الفريق البحثي إلى وجود اختلافات ثقافية تؤثر على مدى تأثر الأشخاص نفسيا بالإجراءات الاحترازية من كورونا، فعلى سبيل المثال أثبتت الدراسة أن البريطانيين يتأثرون أكثر من الإسبان، نظرا لأن إسبانيا اتخذت العديد من الأساليب والإجراءات لتسهيل التواصل باستخدام إشارات اليد والكتابة بدلا من التحدث.

وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام الأقنعة الشفافة التي تبرز ملامح الوجه والفم والأنف يعد وسيلة فعالة للتواصل مع فاقدي السمع، وفي الوقت نفسه توفر الحماية المطلوبة.