عواصم - (وكالات): أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تناولت تسوية الأزمة السورية، والحرب ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، فيما اقترح بوتين تشكيل تحالف جديد في سوريا لمحاربة «داعش» وإنقاذ حليفه الرئيس بشار الأسد، وذلك عشية اجتماع حاسم في نيويورك مع نظيره الأمريكي باراك اوباما. وبدأت روسيا هجوماً دبلوماسياً وعسكرياً على المسار السوري، وهي استراتيجية سيعمل زعيم الكرملين على توضيحها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم. والمبادرات الروسية في الشرق الأوسط تثير قلق وانزعاج الولايات المتحدة التي يبدو على نحو متزايد أنها باتت أمام أمر واقع تحدده موسكو خصوصاً بعد تعثر استراتيجيتها بشان التنظيم المتطرف. في غضون ذلك، اتفق العراق وكل من روسيا وايران وسوريا على تشكيل لجنة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف ملاحقة «داعش» للحد من نشاطاته الإرهابية. وفي تطور آخر، شنت فرنسا أولى «ضرباتها الجوية» على مواقع التنظيم المتطرف في سوريا باسم «الدفاع المشروع عن النفس» وبعد اسبوعين من عمليات التحليق الاستطلاعية فوق الأراضي السورية.ميدانياً، شن طيران النظام السوري هجوماً بالبراميل المتفجرة على بلدة تفتناز المجاورة لقرية الفوعا بريف إدلب شمال غرب البلاد، في أول خرق للهدنة، خاصة أن الفوعا شملها الاتفاق بين ثوار الزبداني ونظام الأسد الذي مثله في المفاوضات وفد إيراني.وأوضحت الرئاسة الروسية في بيان أن الاتصال الهاتفي بين خادم الحرمين وبوتين جرى بـ«مبادرة من روسيا». وأضاف البيان أن الزعيمين تطرقا إلى «البحث عن حل للوضع في سوريا وحصول تنسيق دولي فعال من أجل التصدي لتنظيم «داعش»».وسوف يلقي بوتين كلمة اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك من أجل دفع خطة حول سوريا، خصوصاً قيام تحالف موسع لدحر تنظيم «داعش».وسوف يلتقي بوتين في نفس اليوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمرة الأولى رسمياً منذ أكثر من عامين.ووصف بوتين الدعم الأمريكي لجماعات المعارضة في سوريا بأنه غير مشروع وليس له تأثير قائلا إن مقاتلي المعارضة الذين دربتهم الولايات المتحدة ينضمون لـ «داعش» بالأسلحة التي أمدتهم بها واشنطن.من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن من الضروري تنسيق كل الجهود في مواجهة تنظيم الدولة في الشرق الأوسط ولكن ذلك لم يحدث بعد.وقد بحث كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف التدخل العسكري الروسي في سوريا والسبل نحو «عدم التعارض» واحتمال الوصول لانتقال سياسي في البلاد التي تمزقها الحرب.في السياق ذاته، اتفق العراق وكل من روسيا وإيران وسوريا على تشكيل لجنة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف ملاحقة «داعش» للحد من نشاطاته الإرهابية، حسبما أفاد متحدث رسمي.وقال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «هناك لجنة مشتركة ستشكل بين ممثلي الدول الأربع وسيكون هناك ممثل عن الاستخبارات العسكرية العراقية ممثلاً فيها وتقوم بعملها على أساس متابعة خيوط الإرهاب ومتابعة الإرهابيين».وأوضح أن المركز المعلوماتي عبارة عن «لجنة تنسيقية مشتركة بين الدول الأربع، من خلال ممثلين لهذه الدول على المستوى الاستخباري العسكري، لتداول المعلومة وتبادلها وتحليلها بشكل مشترك».وفي إطار التعاون ذاته، يتلقى العراق الدعم المباشر من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، الذي يوجه ضربات جوية يومية للمتطرفين في مناطق متفرقة شمال وغرب البلاد.ونقل بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية، أن الاتفاق جاء لـ «تزايد القلق الروسي من تواجد آلاف الارهابيين من روسيا الذين يقومون بأعمال إجرامية مع داعش».وتزامنت خطوة موسكو مع تعزيز وجودها العسكري في سوريا، ونشر المزيد من القوات والطائرات الحربية إضافة إلى إرسالها شحنات أسلحة إلى قوات النظام السوري.في غضون ذلك، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تنفيذ برنامج خصص له الكونغرس 500 مليون دولار لتدريب مقاتلين من المتمردين ضد نظام الأسد، بهدف القتال حصراً ضد «داعش».كما تتولى واشنطن قيادة ائتلاف دولي بمشاركة 60 دولة، لتوجيه ضربات ضد المتطرفين في العراق وسوريا إضافة إلى إشراك مستشارين عسكريين لتدريب قوات عراقية لمحاربة «داعش».واقترح بوتين تشكيل تحالف جديد في سوريا لمحاربة «داعش» وإنقاذ حليفه الرئيس بشار الأسد، وذلك عشية اجتماع حاسم في نيويورك مع نظيره الأمريكي باراك أوباما. وبدأت روسيا هجوماً دبلوماسياً وعسكرياً على المسار السوري، وهي استراتيجية سيعمل زعيم الكرملين على توضيحها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. والمبادرات الروسية في الشرق الأوسط تثير قلق وانزعاج الولايات المتحدة التي يبدو على نحو متزايد انها باتت أمام أمر واقع تحدده موسكو خصوصاً بعد تعثر استراتيجيتها بشأن التنظيم المتطرف. وفي مقابلة مع قناة سي بي اس الأمريكية، قال بوتين «اقترحنا التعاون مع دول المنطقة. نحاول التوصل إلى نوع من التنسيق». وقال بوتين الذي يستعيد زمام المبادرة في سوريا، انه «أبلغ شخصيا» العاهلين السعودي والأردني باقتراحه، وكذلك الولايات المتحدة. بدوره، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه مستعد لمناقشة «خطة عمل» حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب عقب هزيمة تنظيم «داعش».وفي تطور آخر، شنت فرنسا أولى «ضرباتها الجوية» على مواقع «داعش» في سوريا باسم «الدفاع المشروع عن النفس» وبعد أسبوعين من عمليات التحليق الاستطلاعية فوق الأراضي السورية. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في نيويورك أن بلاده قامت بأول ضربة جوية في سوريا ضد معسكر تدريب لـ «داعش» قرب دير الزور شرق البلاد.من جهة اخرى، قالت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مستعد لتقبل فكرة بقاء الأسد في السلطة في الأجل القصير ريثما يتم تشكيل حكومة وحدة في البلاد. واضافت الصحيفة نقلا عن مصدر حكومي إن وجهة نظر كاميرون هي «لا يوجد في الأمد البعيد مستقبل تنعم فيه سوريا بالاستقرار والسلام حيث يمكن للشعب السوري أن يعود إلى وطن يكون الرئيس الأسد هو زعيمه». واوضح المصدر عندما سئل إن كان الأسد سيبقى خلال فترة انتقالية إن كاميرون لن يطالب بتنحي الأسد على الفور. ونسب إليه القول «كانت هناك دوما فكرة أن يكون هناك انتقال سياسي».في السياق ذاته، قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين ان روسيا وغيرها من الدول يمكن ان تغرق في «حرب بالوكالة» في سوريا اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي للازمة في البلد الذي تمزقه الحرب. ميدانيا، وفي أول خرق للهدنة، شن طيران النظام السوري هجوماً بالبراميل المتفجرة على بلدة تفتناز بريف إدلب، المجاورة لقرية الفوعا، التي شملها الاتفاق بين ثوار الزبداني ونظام الأسد الذي مثله في المفاوضات وفد إيراني.ومن طرفه، سارع «جيش الفتح» بالرد من خلال قصف على قريتي كفريا والفوعة المحاصرتين دون أن يعلن عن فشل الهدنة، وإنما رداً على ما قام به النظام من قصف. وكان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله أكد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لفترة طويلة، يتضمن انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني مقابل إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا.