الحوكمة وتطوير القدرات البشرية والدعم المادي أبرز أدوات تطويره
خلفان بلهول: "الإعلام سيكون بين أكبر المستفيدين من الميتافيرس في تقديم محتوى إعلامي متطور يستقطب الكثيرين لمتابعته والاعتماد عليه"
فارس عقاد: "الميتافيرس استمرار لتطور تقني عالمي سينقلنا لمراحل جديدة لم يكن لبشر أن يتصورها"
دراسة عالمية تتوقع أن يصل حجم اقتصاد الميتافيرس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا سيصل خلال العقد المقبل إلى نحو 360 مليار دولار
مينا العريبي: فرصة كبيرة للصحافة للاستفادة من الميتافيرس بإيجاد طريقة جذابة لتقديم المعلومة"
حسام صالح: "التطورات التقنية جزء لا يتجزأ من نجاح أي مؤسسة ومنصة إعلامية.. والحديث عن عوائد مادية من وراء الميتافيرس سابق لأوانه"
تطرقت جلسة "مستقبل الإعلام في عصر الميتافيرس" التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة العشرين من "منتدى الإعلام العربي"، المقام في دبي خلال الفترة 4-5 أكتوبر الجاري، إلى كيفية الاستفادة من هذه التقنية، لتقديم محتوى إعلامي نوعي يتميز بالجاذبية، ويقدم المعلومات بطريقة سهلة ومؤثرة، ومدى قدرة المؤسسات الإعلامية على مواكبة هذه التطورات، فضلاً عن ضرورة وضع قوانين "تحوكم" المحتوى، بما يضمن عدم تحريفه وتقديمه لمعلومات حقيقية تعكس الواقع، بالإضافة إلى أهمية التمويل، وقدرته على تطوير الأدوات الخاصة بهذه التقنية، والتي تأتي في مقدمتها احتضان المواهب الشابة والابتكارات.
شارك في الجلسة سعادة خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وفارس عقاد، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة ميتا ( (MeTaالعالمية، ومينا العريبي، رئيسة تحرير صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، وحسام صالح، الرئيس التنفيذي للأعمال بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مصر، وأدارت النقاش ميساء القلا الإعلامية في قناة cnbc عربية.
تطور كبير
وبدأ سعادة خلفان بلهول حديثه مشيرا إلى أن قطاع الإعلام سيكون الأسهل مقارنة بغيره من القطاعات والمجالات الأخرى، فيما يخص مواكبة تقنية الميتافيرس والاستفادة منها، لتقديم محتوى إعلامي متطور ومتميز يستقطب الكثيرين لمتابعته والاعتماد عليه، مبيناً أن الإعلام بطبيعته سباق نحو اكتساب مختلف التحديثات ومواكبة التطورات التقنية لتطوير رسالته، وأنه سيستفيد كثيراً مما ستوفره تقنية الميتافيرس مستقبلاً لتطوير أدواته.
وقال بلهول إن "ملتقى دبي للميتافيرس"، الذي اختتم فعالياته قبل أيام قليلة كان حدثاً عالمياً جمع نخبة من الخبراء بالمنطقة والعالم، لاستشراف مستقبل هذا القطاع ودراسة إمكاناته وتطبيقاته الواعدة، من أجل توظيف هذه التكنولوجيا الثورية في مختلف القطاعات الحيوية من أجل مستقبل أفضل للبشرية، وتحسين جودة حياة المجتمعات حول العالم، مبيناً أن هذه الخطوة تعكس الرؤية المستقبلية للإمارات في احتضان التقنيات الجديدة واستشراف المستقبل المتسارعة خطواته بشكل كبير.
وأضاف سعادة خلفان بلهول أن الملتقى أوجد حلولاً لتطورات استخدام تقنية الميتافيرس، ووضع أساساً لما هو قادم في هذا الشأن رغم صعوبة البدايات، ومن أهمها احتضان المواهب والافكار، التي من شأنها دعم هذا التوجه مستقبلاً، واستمرار مواكبة المستجدات التي سوف يفرزها خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن هناك عوامل يجب الاهتمام بها، تشمل الإنسان كونه العنصر الأهم في هذه المنظومة، من حيث تدريبه وتوفير البيئة المناسبة له، لإنتاج أفكار نوعية لتطوير التقنية، فضلاً عن الاهتمام بالحوكمة التي تعد أساساً وضمانة لاستمراريته دون سلبيات، خاصة في ظل هذا العالم المتسارع الخطى ومخاطر القرصنة الالكترونية، حيث يجب وضع كل الضمانات لحماية البيانات والمعلومات التي سيوفرها هذا العالم الجديد.
وتابع أن الثورة الصناعية الرابعة بما تقدمه يومياً من تقنيات حديثة، يجب معها أن تتكاتف مجتمعاتنا لوضع أفكار والتباحث بشأنها ومناقشة ما يفيدنا، بالإضافة إلى تنظيم المنتديات والمؤتمرات باستمرار للوقوف على الجديد والمطلوب للاستعانة به، وصولاً لتوظيف التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة، بما يسهم في تطوير الإمكانات البشرية الكامنة وتعزيز التوازن بين العالمين الواقعي والرقمي.
مستقبل كبير
من جهته، قال فارس عقاد إن المستقبل هو لتقنية الميتافيرس، وأنه لم يكن أي شخص في بداية التسعينيات يتصور أن شبكة الانترنت، ستكون هي محور حياتنا وأنه لا يمكننا الاستغناء عنه، ولذلك فإن ما يحدث الآن هو استمرار للتطور التقني العالمي، الذي سينقلنا لمراحل جديدة لم يكن لبشر أن يتصورها في يوم من الأيام، وهو ما ينعكس بجلاء حالياً، من خلال انتشاره في الألعاب الإلكترونية التي يقبل عليها الشباب بقوة، مشيراً إلى أن ( (MeTa يتطلعون بقوة لاحتضان هذا المستقبل وتطويره والانتقال به لخدمة البشرية.
وذكر أنه ومن خلال دراسة أُجريت تبين أنه وخلال العقد المقبل سيكون اقتصاد الميتافيرس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا مقدراً بنحو 360 مليار دولار، وأنهم قرروا الاستثمار في هذا التقنية من خلال توفير 150 مليون دولار سنوياً، تخصص لدعم الابتكارات والمشاريع للتطوير، موضحاً أنه في منطقتنا العربية لا يوجد ابتكارات نوعية تعزز تطور الميتافيرس، ولذلك فإنه من الأهمية بمكان تعزيز هذا الجانب ضمن رؤيتهم، مفيداً أنه ورغم التحديات الاقتصادية العالمية، فإنهم يسعون بكل قوة للاستثمار في هذه التقنية، وأكد أنه استثمار يدر أرباحاً لكن ليست وقتية بعكس البورصات والتداول فيها.
منافسة كبيرة
وأشارت مينا العريبي إلى أن الصحافة تستطيع الاستفادة من تقنيات الميتافيرس بشكل كبير خلال السنوات المقبلة، حيث أن المعلومة واحدة في كل الأوقات، لكن ما يميزها هو طريقة إيصالها والتي يقبل عليها القراء، معتبرة أن الفارق الذي سيحدث هو في إيجاد الطريقة الجذابة لتقديم هذه المعلومة، وبينت أن الصحافة لا يجب على الإطلاق أن تخشى التغيير، فيما تعتقد أن هناك منافسة كبيرة ستكون أطرافها المؤسسات الاعلامية، بينما الذي سيحسم تفوقها هو توفير التمويل اللازم لضمان قدرتها على الاستمرار.
واعتبرت أن الميتافيرس يعتمد في نجاحه في قطاع الإعلام على 3 أعمدة تتضمن الجمهور ومدى الإقبال، وهو ما يعكسه تسارع الشباب على استخدامه في الألعاب الالكترونية التي يستمتعون بممارستها، فضلاً عن التمويل وما يمثله من أهمية كبيرة لتطوير هذه التقنية والاستثمار فيها، وصولاً للقصص التي تُنتج من الميتافيرس، حيث بدأت تتواجد مثل هذه النوعية وتنشرها الصحف، مثل مجلة "تايم" التي تحقق عائدا يصل لنحو 10 مليارات دولار من خلال استخدام NFTS الرموز غير قابلة للاستبدال، وهو ما يؤكد على نجاح التجربة على مستوى القطاع الاعلامي.
عائد مادي
من جانبه يتفق حسام صالح أن قطاع الإعلام سيكون من أكثر المجالات استفادة من استخدام تقنية الميتافيرس، خاصة بما له من تأثير على المجتمعات والتي تعتمد عليه في الحصول على المعلومات والبيانات، وأن السنوات الماضية أكدت أن التطورات التقنية جزء لا يتجزأ من نجاح أي مؤسسة ومنصة إعلامية، ولذلك فإن هذه التقنية ستكون مؤثرة مستقبلاً لتعزيز نجاحات هذا القطاع الحيوي.
وأضاف ان الحديث عن عوائد مادية حالياً من استخدام الميتافيرس هو أمر سابق لأوانه، معتبراً أن هناك تحدياً في هذا الأمر كونه لا يوجد نموذج يمكن الاعتماد عليه فيما يخص الانفاق والاستثمار فيها، خاصة لدى القطاع الإعلامي، وأكد أن الاستثمار في القدرات البشرية وإمكاناتها وقدراتها، هو الأهم خلال هذه المرحلة، وهو الأمر الذي سيكون له الأثر الكبير مستقبلاً.
يُذكر أن "منتدى الإعلام العربي"، يحتفل هذا العام بمرور 20 عاماً على انطلاقه، ويحظى في هذه الدورة بمشاركة أكثر من 3000 من المسؤولين الحكوميين، وقيادات المؤسسات الإعلامية الإماراتية والعربية والعالمية، ورؤساء تحرير الصحف وكبار الكُتّاب والمفكرين والمعنيين بقطاع الإعلام على امتداد العالم العربي، ضمن الحدث الإعلامي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة .
للمزيد من الصور والبيانات الصحافية حول منتدى الإعلام العربي يرجى زيارة https://bit.ly/3M1ledy