دعماً للاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية منذ نحو 4 أسابيع، تنديدا بوفاة الشابة مهسا أميني منتصف الشهر الماضي، بدأ عمال البتروكيماويات في ميناء عسلوية بمحافظة بوشهر جنوبي إيران بإضراب عام.
فقد امتنع ما لا يقل عن 1000 عامل في منشآت بوشهر ودماوند وهنكام للبتروكيماويات في عسلوية عن العمل، وتجمعوا بالقرب من المنشآت مغلقين الطرق المؤدية إليها استعدادا لمواجهة قوات الأمن.
"الموت للديكتاتور" ثانية
كما هتف العمال بشعارات سياسية مختلفة تجاوزت الشعارات المطلبية بما في ذلك "الموت للديكتاتور" و"هذا العام هو عام الدم فليسقط سيد علي،" في إشارة إلى المرشد علي خامنئي.
وانضم أيضا عمال العديد من الشركات الأخرى إلى الإضراب، بما في ذلك المخازن الخضراء بالقرب من بوشهر، في حين تمركزت قوات الأمن في المنطقة وأغلقت مداخلها.
وأظهرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تجمّع العمال بمنطقة عسلوية مغلقين الطريق بالقرب من المنشآت في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
وهتف المحتجون معلنين دعمهم للاحتجاجات في سائر المدن الإيرانية.
البداية فقط
يذكر أن ميناء عسلوية ذات الأغلبية العربية في محافظة بوشهر جنوبي إيران، تعتبر واحدة من أهم حقول ومنشآت الغاز في إيران.
بدوره، أصدر مجلس تنظيم الاحتجاجات العمالية الإيراني لصناعة النفط بيانا حذّر فيه من التزام الصمت حيال ما يجري من قمع للمحتجين. وخاطب جميع العمال في صناعات النفط مؤكدا أن الوقت قد حان للاحتجاج على نطاق واسع والاستعداد للإضرابات، مؤكداً أن ما يجري ما هو إلا بداية طريق.
أيقونة الاحتجاجات
يشار إلى أنه منذ وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما، في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد.
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
في حين عمدت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين.
كما تمسك المسؤولون السياسيون بسيناريو "التخوين"، واصفين المتظاهرين تارة بالخونة وتارة بمثيري الشغب و"الذباب" التابع للخارج.