استهجن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الأصوات التي حاولت استغلال حادث التدافع الذي تعرض له الحجاج بمنطقة منى، سياسيا، معتبرا إياها أصواتاً لا تعكس الجهود المقدرة التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن، وتعبئة كل الإمكانيات لتسهيل أدائهم فريضة الحج.وأشاد المجلس في بيان له عقب اجتماعه بمقر الأمم المتحدة بنيويورك بالوقفة التضامنية التي عبر عنها العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية إزاء هذا الحادث.وكان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قد عقد اجتماعا تشاورياً الليلة الماضية بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة الأمارات وبمشاركة وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية.وتم خلال الاجتماع الوزاري وفقا لبيان صادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، استعراض مجموعة من القضايا المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وسبل تنسيق المواقف العربية بشأنها، وفي مقدمة تلك القضايا ما يتعلق بالمشاورات والاتصالات الجارية بشأن تطورات القضية الفلسطينية والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة على حرمة المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس الشرقية واستمع المجلس في هذا الصدد إلى عرض مفصل قدمه وزير خارجية فلسطين رياض المالكي .كما استعرض المجلس الجهود المبذولة على المستوى العربي والدولي لمعالجة الأزمات والنزاعات الدائرة في كل من اليمن وليبيا وكذلك الأوضاع في سوريا، والتداعيات الناجمة عن تلك الأزمات بما فيها البحث في سبل توفير الدعم الإنساني للمتضررين والنازحين واللاجئين، والجهود الدولية المبذولة لمواجهة الإرهاب ومكافحة أنشطة المنظمات الإرهابية في المنطقة بما فيها أنشطة تنظيم "داعش" الإرهابي والتي تهدد، وعلى نحو مباشر، أمن واستقرار عدد من الدول العربية، والأمن العربي برمته.وأوضح البيان أن المجلس قرر مطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بصفة خاصة تحميل إسرائيل مسؤولية تعطيل مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بسبب تعنتها ومواصلة مخططها الاستيطاني في الأراضي المحتلة، وكذلك إدانة اعتداءاتها المستمرة على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، وتنصلها من تنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين الطرفين.ودعا الشعب الفلسطيني بكل فئاته إلى توحيد صفوفه من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات العامة، معبرا عن دعمه للقيادة الفلسطينية في موقفها المطالب بحل سياسي عادل على أساس تحقيق استقلال دولة فلسطين ذات السيادة على ترابها الوطني.كما أكد المجلس وبشدة على إبقاء خيار استئناف الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة قائما بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، واللجوء إلى هذا الخيار إذا لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية فورا على الأماكن المقدسة في القدس الشريف.كما جرى التوافق على تنسيق خطوات الموقف العربي الذي سيتم عرضه في الاجتماع الوزاري الموسع الذي سيعقد مع اللجنة الرباعية الدولية في نيويورك اليوم والذي سيشارك فيه وزراء خارجية كل من السعودية, والأردن، ومصر والمغرب والأمين العام للجامعة العربية.وقرر المجلس إعادة تقييم الموقف العربي في ضوء نتائج التصويت على القرار العربي حول القدرات النووية الإسرائيلية الذي جري بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم 21 سبتمبر الحالي.ووافق المجلس على مقترح الأمين العام للجامعة بأن يتم عقد اجتماعات تشاورية مكثفة لوزراء الخارجية خلال الفترة المقبلة للتداول في سبل معالجة الأزمات والتحديات المطروحة في المنطقة العربية وتبني آليات محددة لتنسيق خطوات التحرك العربي خلال الفترة المقبلة إزاء تلك القضايا بما في ذلك تعزيز الحضور ومستوى المشاركة العربية في المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية.وجرى الاتفاق على أن يتم التشاور بين رئاسة القمة العربية الحالية-مصر، ورئاسة المجلس الوزاري -الإمارات، الأردن-العضو العربي بمجلس الأمن، المغرب - رئيس القمة العربية المقبلة، والأمانة العامة للجامعة العربية لإعداد أوراق العمل وتبني الآليات المناسبة لإنجاح هذا الجهد العربي المشترك.وأكد المجلس مجددا على قرار الجامعة العربية الصادر في دورته العادية (144) بتاريخ 13 سبتمبر 2015 بشأن تدخل إيران في الشئون الداخلية للدول العربية، ومطالبتها بالالتزام بمبدأ حسن الجوار وقواعد القانون الدولي.