تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، نظم مجلس الشارقة للتعليم، بالتعاون مع المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، مؤتمر ركائز الثالث، الذي حمل شعار (التعليم المستدام هو المستقبل)، وذلك بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وبمشاركة الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، وعدد من الوزراء والمسؤولين عن قطاع التعليم من مختلف الدول العربية، وعدد من الخبراء والمختصين.
وقدّم الوزير عرضاً في الجلسة الرئيسية للمؤتمر، تحدث خلاله عن مفهوم التعليم المستدام، وهو نهج تعليمي متوازن متكامل للتنمية المستدامة، يستهدف إعداد أجيال الحاضر والمستقبل بأقل التكاليف البشرية والمادية والطبيعية، عن طريق تزويدهم بالمعارف والمهارات والقيم والسلوكيات التي تساعدهم على مواكبة التطورات ومواجهة التحديات، وعلى المشاركة الفاعلة في تلبية الآمال والطموحات، والإسهام الفاعل في مسيرة الحضارة الإنسانية.
كما تطرّق الوزير إلى أبرز التطورات التي يجب أن يواكبها التعليم المستدام، ومنها تنوّع المعارف والعلوم وتداخلها، وتقلّب عالم الاقتصاد والأعمال، وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، إلى جانب أهم التحديات التي يواجهها، مثل التلوث البيئي والتغير المناخي، والكوارث الطبيعية والأزمات الصحية، ونفاد الموارد الطبيعية، وآثار الحروب والنزاعات المسلحة، مشيراً إلى المهارات التي يستهدف هذا النوع من التعليم تنميتها، ومن أمثلتها التمكّن اللغوي والتكنولوجي، والتفكير الناقد وحل المشكلات، والتواصل والعمل الجماعي، والاستقصاء والبحث العلمي، ومهارات الحياة، والإبداع والابتكار، والقيادة وصنع القرار.
وعرض الوزير نموذجاً لمواصفات المعلم القادر على النهوض بواجبات التعليم المستدام، من خلال امتلاكه لعدد من المهارات التعليمية، مثل التعليم التفاعلي، والتعليم المتمايز، والتعليم الإلهامي، والتعليم الابتكاري، ومهارات استخدام التكنولوجيا الرقمية والبحث العلمي، كما استعرض الوزير نموذج المدرسة المناسبة للتعليم المستدام مستقبلًا، والتي تتميز بكونها صديقة للبيئة، ومعززة للصحة وللمواطنة وحقوق الإنسان، ومشجعة على الابتكار والإنتاج، أما بالنسبة لنموذج الجامعة المناسبة للتعليم المستدام، فإنها تتميز باحتوائها على حدائق علمية وتكنولوجية، ومراكز للبحث والتطوير، وبرامج للابتكار وريادة الأعمال.
وتطرق الوزير إلى أهم المهارات التي يستهدف التعليم المستدام تنميتها، ومنها التمكين للقرائية اللغوية والعددية والصحية والبيئية والتكنولوجية، والاهتمام ببرامج التعليم المبكر، وربط مناهج المواد الدراسية في مراحل التعليم اللاحقة بمهارات القرن الحادي والعشرين، والعناية بتعليم مواد ستيم (STEAM) المتمثلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، والاهتمام المتزايد بمناهج ذوي الاحتياجات الخاصة وطرائق تدريسهم وأساليب تقويمهم، وطرح مقررات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والابتكار وريادة الأعمال، والإلكترونيات الرقمية، والنانو تكنولوجي والطاقة البديلة، وهندسة الجينات، والتربية البيئية والأخلاقية، إضافةً إلى طرح تخصصات جديدة في برامج التعليم العالي الأكاديمي والتطبيقي.
كما استعرض الوزير الإنجازات التي حققتها مملكة البحرين، والتي أكدت عليها التقارير الإقليمية والدولية، وذلك بفضل الدعم والمساندة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مشيراً إلى تجربة مملكة البحرين في دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وما توليه لهم من اهتمام ورعاية، كما بيّن الدور المطلوب من المعلم في ظل التعليم المستدام، وما قامت به وزارة التربية والتعليم من تأسيس كلية البحرين للمعلمين وبرامجها الأكاديمية والتدريبية. كما تطرق الوزير إلى دور المنظومة الإلكترونية في الوزارة، والتي عززها بشكل كبير وبارز مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والتمكين الرقمي، وما قدمته بوابة الوزارة التعليمية الإلكترونية من خدمات ساهمت في استدامة التعليم خلال فترة جائحة كورونا كوفيد-19، حيث بلغ عدد الزيارات لها منذ بدء الجائحة أكثر من 134 مليون زيارة.
هذا، وشهد المؤتمر تنظيم أربع جلسات حول التعليم المستدام، تحدث فيها عدد من الخبراء والمسؤولين، حيث تم تخصيص الجلسة الأولى لمحور (التعليم لخلق مستقبل مستدام)، والجلسة الثانية لمحور (مستقبل التعليم القائم على المهارات)، والجلسة الثالثة لمحور (أنظمة تعليمية محفزة للإبداع)، والجلسة الرابعة لمحور (التقنية الرقمية والتعليم).