كتب - علي محمد: كشفت المشاعر المتطرفة لجماهير فريق برشلونة التي حاولوا أن يظهروها بعد خروج الغريم ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا بضربات الترجيح ( الحظ ) عن مدى الحالة النفسية السيئة وعمق الصدمة التي يعانونها ، بعد الصفعات الثلاث المتوالية التي تلقاها الفريق الكتلوني خلال أسبوع واحد فقط وضربت جماهيره في مقتل . وكانت الجماهير الكتلونية تعيش مرحلة حساسة ودقيقة لأهم بطولتين ، وتصورت أن فريقها أصبح مثالياً ، ولكن الواقع بدد كل هذه الأحلام وأوجد مكانها ( كوابيس ) ستظل تطاردهم طوال سنة كاملة أوأكثر بحسب آراء المحليين الرياضيين». وإذا كان الكتلونيين قد فرحوا بأول ألقاب دوري أبطال في موسم 1992/1991 فإن جماهير البرنابيو قد أصابهم التشبع بعد أن حقق المرينغي 6 بطولات من تلك البطولة آنذاك الوقت !، وأما على صعيد الليغا فإن برشلونة بعد تحقيقه أول ألقابها في موسم 1929 / 1928م انتظر 40 عاماً حتى يحقق لقبه الثاني! إن الحديث عن المقارنة بين ريال مدريد وبرشلونة قد تكون مجحفة بحق الأول لأن الكتالونيين بحاجة إلى عقود طويلة حتى يصبحوا قريبين من الأرقام الكبيرة التي حققها نادي ريال مدريد (31 بطولة ليغا و9 دوري أبطال) وهو ما يجعل القارة العجوز تطلق عليه «نادي القرن» ليس على مستوى الليغا فحسب بل أوروبا بأكملها وعراقة كبارها كالميلان ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ..الخ. عاجلاً أم آجلاً فإن الصفعة الرابعة واستمرار الكوابيس قادمة لا محال للكتلونيين بعد أن يحقق ريال مدريد لقب الليغا رقم 32 وربما تأتي الصفعة قبل 3 جولات من النهاية على غرار أن الفوز الملكي في الكامب نو كان بمثابة رصاصة الرحمة. كما وتكفي إشارة رونالدو لجماهير برشلونة عند تسجيله الهدف الثاني، عندما أخرسهم وأخرس الكتالونيين في الوقت الذي رددت فيه تلك الجماهير عبارة « اسحقوهم» بعد تحقيق فريقها التعادل، وهي عبارة دنيئة ليست بغريبة على من يعشق البلوغرانا. إن هذه العبارات والألفاظ غير الأخلاقية كثيرا ما تكشف سياسة التعصب العرقي لدى الكتلونيين، وإلاّ لما شاهدنا وشاهد العالم احتراق أعصاب جماهير بخسارتهم لقبين في أسبوع واحد وهم مقبلون على أزمة نفسية وكوابيس ستستمر معهم طويلاً، في الوقت الذي بدأ «الأصل» يعيش مشروعه المستقبلي الكبير بفريق يبلغ معدل أعماره 23 عاماً، بينما دخل برشلونة نهاية فترته بجيل يصل معدل أعماره 28 عاماً. إن نادي ريال مدريد يمثل مؤسسة تربوية قبل أن تكون رياضية شامخة، ولعل كونه أكثر فريق في أوروبا يوجد به لاعبون مسلمون (7 لاعبين) يدل على السياسة اليافعة التي يتمتع بها بعيداً عن الأعراق والديانات.. كما ولا ننسى دعم لاعبي ريال مدريد للقضية الفلسطينية وكان آخرهم اللاعب البرازيلي مارسيلو عبر صفحته على الفيسبوك، وعلى النقيض من ذلك تجد بيكيه يقف أمام حائط البراق «المبكى» للكيان الصهيوني، علماً بأن المدرب جوارديولا واللاعب ماسكيرانو ينتميان إلى عائلة يهودية. جوارديولا الذي لم يتحمل صفعة مورينيو الأخيرة في الكامب نو طبق السياسة العنصرية داخل ناديه، وهو أمر ذكره لاعب الفريق السابق هيليب بقوله أن بيب كان يعقد اجتماعاً خاصاً للاعبين الكتلونيين ويبعد الآخرين الأجانب، ما يعني أن التمييز لا يزال يعيش بين جدران النادي الكتلوني. في السابق كانت جماهير برشلونة تتناسى الأرقام الكبيرة التي حققها ريال مدريد، لكنها أصبحت مجبرة اليوم على ادراك زمن الأرقام ومن الممكن أن يحق لكل كتلوني أن يتباهى حين يصل برشلونه إلى معادلة الارقام الملكي، وذلك حتماً يتطلب ما لايقل عن عقدين بحساب المنطق.
Watan Sports
مشاعر الكتلونيين بخروج «الملكي» محاولة يائسة لنسيان الصفعات الثلاث
٢٧ مايو ٢٠١٢