بقلم: حسن علي
لطالما جذبتنا روائح المطابخ والمطاعم لأطباقها التى تستلذها الأعين قبل البطون، ولا سيما إن كان هذا الطبق هو طبقنا المفضل الذي نسعى جاهدين للتصوير معه والمنافسة على نشره على الملأ للقريب والبعيد، فهل فكرنا مرة بأننا سنحرم في يوم ما من هذه الأطعمة أو على أقل تقدير من طبقنا المفضل أو قهوتنا المفضلة؟!
هذا ما يخشاه العالم والقائمون على الأمن الغذائي اليوم، فالنزاعات الدولية وتغير المناخ والاحتباس الحراري والتصحر وقلة الرقعة المزروعة والتنافس على المياه مع شحتها والأمراض السارية وضعف سلسلة الإمدادات الغذائية وزيادة أسعار الطاقة والغلاء الفاحش كلها تضرب بيد من حديد على قبتنا الغذائية التي بدأت تصدعاتها تبرز يوماً بعد آخر.
ومما صدر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو": "إن عدد الجياع في ازدياد مضطرب حيث بلغ 820 مليوناً حول العالم، و45% من الأطفال دون سن الخامسة يموتون من سوء التغذية، وقد عجز أكثر من 3 مليار نسمه "أي قرابة 40% من سكان العالم" عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، إضافة إلى اضطرار 30 ألف شخص يومياً للهرب خارج منازلهم بسبب الصراعات والاضطهادات".
أما طاقة الإنتاج الزراعي العالمي القابل للأكل المباشر المقدم للناس فهو 55٪ فقط من جميع المزروعات، أما 36 % فيذهب علفاً للحيوانات، والبقية أما يستخدم كوقود أو يهدر، علماً بأن توقع عدد السكان في عام 2050 سيزداد 35٪ عن ما هو عليه الآن.
كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت ناقوس الخطر يدق بقوة في عواصم العالم وقاعات القرار الأممي في يوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، وشعار هذا العام الذي طرح من قبل منظمة "الفاو" هو "لا تتركوا أي أحد خلف الركب".
بمعنى تحركوا جميعاً حكومات وشعوباً وخبراء ومزارعين ومنتجين وباعة ومستهلكين فيجب العمل على تأمين الغذاء وتسهيل الوصول إليه عند الحاجة مع الوفرة والتنوع لكل شعوب الأرض بغض النظر عن المنطقة والجنس والعرق والعمر واللون والديانة والمستوى الاجتماعي والثقافي والمادي.
وهذا لا يكون إلا من خلال ما يلي:
- المحافظة على الرقعة الزراعية وتوسيعها بإدخال التكنولوجيا لزيادة المحصول وتنويعه وتقليل الهدر.
- زيادة الدعم المادي لتلبية الاحتياج اليومي من الغذاء.
- تشجيع المزارعين لاستزراع الأراضي الصالحة للزراعة، مع الدعم المادي والمعنوي.
- تشجيع المنتجات المحلية لدعم المزارع والبلد والوصول للاكتفاء الذاتي.
- زراعة المحاصيل التغذوية الأساسية، المقاومة للجفاف.
- تجريم تلوث البيئة والقطع الجائر لأشجار الغابات والمزروعات.
- تقليل الاحتباس الحراري واستعمال الطاقة النظيفة.
- السعي لإيقاف النزاعات والصراعات الدولية.
- فتح خطوط الإمداد الغذائي بين الدول، وتأمين الممرات وتسهيل التجارة البينية.
- تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال الإنتاج الزراعي.
- نشر ثقافة السلوك الغذائي الصحي، وتقليل الهدر والابتعاد عن الإسراف وجعلها جزءاً من المنهج الدراسي والسلوكي للشعوب.
- نشر ثقافة الأرض للجميع، ويجب المحافظة عليها.
* أخصائي الغذاء والتغذية
لطالما جذبتنا روائح المطابخ والمطاعم لأطباقها التى تستلذها الأعين قبل البطون، ولا سيما إن كان هذا الطبق هو طبقنا المفضل الذي نسعى جاهدين للتصوير معه والمنافسة على نشره على الملأ للقريب والبعيد، فهل فكرنا مرة بأننا سنحرم في يوم ما من هذه الأطعمة أو على أقل تقدير من طبقنا المفضل أو قهوتنا المفضلة؟!
هذا ما يخشاه العالم والقائمون على الأمن الغذائي اليوم، فالنزاعات الدولية وتغير المناخ والاحتباس الحراري والتصحر وقلة الرقعة المزروعة والتنافس على المياه مع شحتها والأمراض السارية وضعف سلسلة الإمدادات الغذائية وزيادة أسعار الطاقة والغلاء الفاحش كلها تضرب بيد من حديد على قبتنا الغذائية التي بدأت تصدعاتها تبرز يوماً بعد آخر.
ومما صدر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو": "إن عدد الجياع في ازدياد مضطرب حيث بلغ 820 مليوناً حول العالم، و45% من الأطفال دون سن الخامسة يموتون من سوء التغذية، وقد عجز أكثر من 3 مليار نسمه "أي قرابة 40% من سكان العالم" عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، إضافة إلى اضطرار 30 ألف شخص يومياً للهرب خارج منازلهم بسبب الصراعات والاضطهادات".
أما طاقة الإنتاج الزراعي العالمي القابل للأكل المباشر المقدم للناس فهو 55٪ فقط من جميع المزروعات، أما 36 % فيذهب علفاً للحيوانات، والبقية أما يستخدم كوقود أو يهدر، علماً بأن توقع عدد السكان في عام 2050 سيزداد 35٪ عن ما هو عليه الآن.
كل هذه الأسباب مجتمعة جعلت ناقوس الخطر يدق بقوة في عواصم العالم وقاعات القرار الأممي في يوم الغذاء العالمي الذي يصادف 16 أكتوبر من كل عام، وشعار هذا العام الذي طرح من قبل منظمة "الفاو" هو "لا تتركوا أي أحد خلف الركب".
بمعنى تحركوا جميعاً حكومات وشعوباً وخبراء ومزارعين ومنتجين وباعة ومستهلكين فيجب العمل على تأمين الغذاء وتسهيل الوصول إليه عند الحاجة مع الوفرة والتنوع لكل شعوب الأرض بغض النظر عن المنطقة والجنس والعرق والعمر واللون والديانة والمستوى الاجتماعي والثقافي والمادي.
وهذا لا يكون إلا من خلال ما يلي:
- المحافظة على الرقعة الزراعية وتوسيعها بإدخال التكنولوجيا لزيادة المحصول وتنويعه وتقليل الهدر.
- زيادة الدعم المادي لتلبية الاحتياج اليومي من الغذاء.
- تشجيع المزارعين لاستزراع الأراضي الصالحة للزراعة، مع الدعم المادي والمعنوي.
- تشجيع المنتجات المحلية لدعم المزارع والبلد والوصول للاكتفاء الذاتي.
- زراعة المحاصيل التغذوية الأساسية، المقاومة للجفاف.
- تجريم تلوث البيئة والقطع الجائر لأشجار الغابات والمزروعات.
- تقليل الاحتباس الحراري واستعمال الطاقة النظيفة.
- السعي لإيقاف النزاعات والصراعات الدولية.
- فتح خطوط الإمداد الغذائي بين الدول، وتأمين الممرات وتسهيل التجارة البينية.
- تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال الإنتاج الزراعي.
- نشر ثقافة السلوك الغذائي الصحي، وتقليل الهدر والابتعاد عن الإسراف وجعلها جزءاً من المنهج الدراسي والسلوكي للشعوب.
- نشر ثقافة الأرض للجميع، ويجب المحافظة عليها.
* أخصائي الغذاء والتغذية