حسين الدرازي
الجماهير الصفراء تُطلق العنان لأحلامها في المنافسة

يبدو أن الموسم الحالي سيكون مختلفاً بشكل كبير بالنسبة للفريق الأهلاوي لكرة القدم الذي حقق حتى الآن مابين مسابقتي كأس جلالة الملك المُعظم ودوري ناصر بن حمد الممتاز ربما ماعجز عنه في السنوات الأخيرة، إذ حصد العلامة الكاملة مُحققاً الفوز في مبارياته الثلاث التي خاضها حتى الآن دون أن تتلقى شباك حارسه إبراهيم لطف الله أي هدف، إذ في كأس الملك حقق الفريق الفوز على الشباب برباعية نظيفة، بينما الأمر الأبرز كان في الدوري وهو ليس مجرد تحقيق الانتصار في مباراتين وحصد النقاط الثلاث، بل الأمر يتعدى ذلك وهو الفوز على فريقين من أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب على الإطلاق وهما الخالدية حامل لقب كأس جلالة الملك للموسم الماضي، والرفاع حامل لقب الدوري، وبالتالي هو أزاح البطلين، دون أن يتلقى منهما أي هدف وهذا بحد ذاته يُعد أمراً لافتاً للغاية ونجاحاً آخر غير حصد العلامة الكاملة.

بعد إجراء قرعة دورينا واتضاح الجدول بأن الفريق الأهلاوي سيلاقي الخالدية والرفاع في الجولة الأولى، لم يتوقع أشد المتفائلين من الجماهير الأهلاوية أن يفوز فريقهم في هاتين المباراتين بل ودون تلقي أي هدف، بل كان هنالك تخوفاً بعض الشيء، ولكن الفوز في المباراة الأولى على الخالدية منح الفريق ثقة كبيرة للغاية ومساحة تفاؤل أكبر، وفعلاً في مباراة الشباب في الكأس ظهر الفريق بشكل أفضل وبأداء هجومي رائع تمكن من خلاله من هز شباك الماروني أربع مرات، علماً بأن مباريات الكؤوس لاتحمل في العادة هذا الكم من الأهداف بالذات إذا ماكان التكافؤ حاضراً، لتأتي مباراة الرفاع أمس الأول لتُكمل البداية الناجحة للفريق الأصفر الذي ظهر متماسكاً وواثقاً ومميزاً ولذلك استحق الفوز في الدقائق الأخيرة.

الجماهير الأهلاوية التي حضرت المباراة أبدت إعجابها بالنتيجة والمستوى الذي كان عليه الفريق، وهي كانت تُمني النفس كثيراً في السنوات الماضية بأن تجد فريقها يُجاري الرفاع والمحرق والخالدية الذي ظهر قبل سنتين، لأنها ترى في نفسها أن الأهلي نادٍ كبير وأحد أقطاب كرة القدم البحرينية (وهو كذلك) وبالتالي لابد أن يكون بين الكبار ويُنافس على تحقيق البطولات وليس المنافسة من أجل البقاء بين أندية الكبار فقط والابتعاد عن شبح الهبوط، وهي الآن بدأت تلامس هذا الواقع، والفوز على الخالدية والرفاع يُعطي اللاعبين الثقة بأنهم قادرون على التغلب على أي فريق، ومباريات الجولات القادمة ستمثل تحدياً للفريق من أجل مواصلة المشوار، والمؤشرات توحي بالنجاح، فهل يواصل النسور المسيرة أم تبدأ الانتكاسات التي لايتمناها عشاق النسور؟!.