أمراض القلب تعتبر السبب الأول والرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث يتخطى عدد الوفيات السنوية الناتجة عن تلك الأمراض أي مرض آخر يسبب الوفاة، حيث توفى 17.3 مليون شخص في العالم بسبب أمراض شرايين القلب، وهو ما يمثل 30% من إجمالي عدد الوفيات في العالم، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تظل أمراض القلب والشرايين محتفظة بمكانتها على تلك القائمة السوداء حتى عام 2030 على الأقل، ما لم تتخذ تدابير وإجراءات جذرية على صعيد الوقاية من عوامل الخطر.ويحتفل العالم في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر باليوم العالمي للقلب، منذ أن تم إحياؤه عام 2011 بهدف رفع مستوى وعي المجتمع لخطورة أمراض القلب والأوعية الدموية وكيفية الوقاية منها.وأوضح الدكتور ناصر طه، مدير وحدة أمراض القلب والرعاية المركزة بكلية طب جامعة المنيا، أن 80 % من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية يمكن تجنبها إذا تم التحكم في عوامل الخطر الرئيسة، التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلة النشاط البدني.وأكد طه أن معدلات الإصابة بقصور عضلة القلب تتزايد في مصر نتيجة انتشار عوامل الخطورة على نطاق واسع، وتشمل تلك العوامل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكر، لذا يعد رفع وعي المرضى أمراً ضرورياً، مشيراً إلى لأن حوالي 23 مليون شخص على مستوى العالم يعانون من قصور عضلة القلب، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع زيادة أعمار السكان، حيث يعد قصور عضلة القلب سبباً معروفاً لإقامة المرضى فوق سن 65 عاماً في المستشفيات لتلقي العلاج.أمراض الشريان التاجيأمراض الشريان التاجي هى مشكلة صحية تصيب الشرايين التي تغذي القلب بالدم، حيث يضيق الشريان أو يصاب بالانسداد متأثراً بالترسبات المتكونة على جداره الداخلي، وتتكون هذه الترسبات من الدهون والكوليسترول والكالسيوم ومواد أخرى تتجمع على جدار الشريان الداخلي.وبمرور الوقت، تتسبب تلك الترسبات في ضيق الشرايين وضعف مرونتها وتصلبها، مما يقلل تدفق الدم المحمل بالأكسجين والمتجه لعضلة القلب، كما يمكن أن تتفجر هذه الترسبات وتنشأ جلطة دموية على سطحها، ومع ضعف تدفق الدم في الشريان نتيجة ضيقه أو انسداده، تبدأ آلام الصدر في الظهور وقد تحدث أزمة قلبية.وتزداد مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية عندما تجتمع العديد من عوامل الخطر المؤدية للمرض لدى الشخص، وبعض عوامل الخطر يمكن التحكم فيها من خلال النظام الغذائي والتمارين الرياضية وتغيير نمط الحياة، وتتمثل في ارتفاع الكولسترول وضغط الدم والسمنة والتدخين ومرض السكر.أما العوامل الأخرى التي لا يمكن التحكم فيها التقدم في العمر، الجنس والتاريخ المرضي للعائلة، وبشكل عام يتعرض الرجال لأمراض الشرايين التاجية أكثر من السيدات، ولكن تزداد مخاطر إصابة السيدات بالمرض بعد سن اليأس (توقف الطمث).علامات الذبحة الصدريةوأوضح طه أن هناك بعض الأعراض الشائعة لأمراض الشرايين التاجية تنشأ نتيجة نقص إمدادات الدم التي تصل للقلب، ومن هذه الأعراض:- الشعور بثقل أو الامتلاء أو الضغط أو الضيق أو عدم الراحة في الصدر.- ينتشر الألم إلى الرقبة أو الفكين أو الظهر أو أعلى البطن أو الذراع الأيسر أكثر من الذراع الأيمن.- تعرق وغثيان وقيء.- ضيق فى التنفس ودوخة والشعور بالاغماء.- شعور بالقلق وسوء الهضم أو الانتفاخ.عوامل الخطورةهناك مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد من ارتفاع الإصابة بأمراض القلب تعرف عليها:- التدخين، يزيد من قابلية الإصابة بمرض الشرايين التاجية وقد يكون مرتبطاً بشكل مباشر بحوالي 20% من الوفيات الناتجة عن هذا المرض، فالإقلاع عن التدخين هدية تقدمها لقلبك.- مستوى الكولستيرول المرتفع، كلما ارتفع مستوى الكوليسترول الضار في الدم، كلما زادت نسبة الإصابة بمرض الشرايين التاجية، وأول خطوة في خفض مستوى الكولستيرول هى تناول طعاماً منخفض الدهون والإقلال من الأطعمة حيوانية المصدر.- ضغط الدم المرتفع، كلما ازداد ضغط الدم، زاد خطر الإصابة بمرض الشرايين التاجية والسكتات الدماغية. فالمحافظة على مستوى مناسب من ضغط الدم له أهمية كبرى.- الخمول الجسماني، لذا يجب ممارسة الرياضة بانتظام تخفض من احتمال الإصابة بالنوبة القلبية بمقدار يتراوح بين الثلث والنصف.- السمنة، زيادة الوزن بنسبة تزيد عن 20% فوق الوزن المثالي تفتح الباب أمام عدد من عوامل الخطورة الأخرى المسببة لمرض الشرايين التاجية، وتشمل ارتفاع ضغط الدم والسكر وارتفاع مستويات دهنيات الدم ونمط الحياة.- مرض السكر، مريض السكر يكون أكثر عرضة بمقدار ثلاثة إلى سبعة أضعاف للوفاة بسبب المرض القلبي الوعائي، لذا يجب إتباع أسلوب مكثف للسيطرة على مرض السكر و غيره من عوامل الخطورة قد يقلل احتمالات الإصابة بالمضاعفات القلبية الوعائية.احمي قلبكهناك علاقة بين كمية ونوع الغذاء والإصابة بأمراض القلب والشرايين، ولحماية قلبك:- تناول الأغذية الغنية بالخضراوات والفاكھة الطازجة، والأغذية النباتية والحبوب.- الابتعاد عن دھون الألبان وأن تكون اللحوم خالية الدھن (قليلة الدھون المشبعة).- الابتعاد عن الوجبات السريعة (تيك أوي ).-تناول الأسماك (الغنية بأوميجا 3 مثل السلمون ،الماكريل ،التونة).-تناول البقوليات (الفول ، فول الصويا، اللوز، الجوز).- تناول اللبن خالي الدسم، التوت، التفاح، البرتقال، الجزر، الطماطم، السبانخ.