«لا وقت للراحة، التاريخ يٌصنع» أغنية ألمانية شهيرة تعود لعام 1982، لكنها باتت ما يشبه الشعار لفريق أونيون برلين، متصدر الدوري الألماني «البوندسليغا».
الأغنية الحماسية التي تحث على المضي قدما وعدم التوقف من أجل صنع التاريخ، تلاقت مع حملة أونيون برلين الناجحة والتاريخية في الموسم الحالي من الدوري الألماني، إلى حد تصدره البطولة.
وأونيون برلين ليس الفريق الأساسي لقاطني العاصمة الألمانية، فمن سبق له زيارة برلين شاهد على الأرجح ولع غالبية قاطني المدينة بفريق آخر هو «هرتا برلين»، وسيطرة لونه الأزرق في الشوارع ووسائل المواصلات يوم مبارياته.
لكن أونيون برلين يصنع أجواءه الخاصة في بطولة هذا العام، فقبل المباريات على ملعبه تصدح أغنية «لا وقت للراحة، التاريخ يصنع» الشهيرة في أرجاء الملعب، لتحفيز اللاعبين على المضي قدما في صدارة الدوري.
وفي ترجمة فعلية لجملة أخرى في نفس الأغنية (نتقدم إلى الأمام)، حقق أونيون برلين، الأحد الماضي، فوزا مهما على بروسيا دورتموند بهدفين مقابل لا شئ، ليعزز صدارته في الدوري، ويتقدم خطوة أخرى على ملاحقيه.
وبهذا الفوز، قفز رصيد أونيون برلين، صاحب أقوى دفاع في المسابقة، لـ23 نقطة، بفارق 4 نقاط عن بايرن ميونخ ثاني الترتيب.
مسيرة أونيون برلين تشبه الحلم، فالفريق الذي صعد من الدرجة الثانية في موسم 2019/2020، قدم موسم ناجح أول بين الكبار وتأهل لدوري المؤتمرات الأوروبي، ثم تأهل للدوري الأوربي في الموسم الذي تلاه «2020/2021»، والآن يتصدر الدوري الألماني.
لكن صدارة الدوري هذا الموسم لم تأت من جمع نقاط من فرق صغيرة، بل أنه تعادل إيجابيا بهدف لمثله مع بايرن ميونخ في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، في مباراة حماسية للغاية، وهزم دورتموند أمس.
مسيرة قوية دفعت مجلة دير شبيجل ذائعة الصيت، للقول: «ربما لا يوجد فريق آخر في البوندسليغا يعمل بهذا الحماس أسبوعًا بعد أسبوع، شهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام».
وتابعت: «يأتيك انطباع بأن كل لاعب هنا على استعداد لدفع نفسه إلى الحد الأقصى لمدة 90 دقيقة، التفاني الذي تُلعب به كرة القدم في ملعب أونيون برلين يغطي أي عيب في الفريق».
هذا بالتحديد الانطباع الذي يخرج به من يشاهد مباريات الفريق الأحمر والأبيض، فاللاعبون يركضون بتفان كبير للغاية، ويزاحمون لاعبين يفوقنهم أجورا ومهارة، لكن كرة القدم «تلعب أحيانا بالقلب».
«لا نكون سلبيين أبدًا في الملعب» هذا هو تفسير المدرب أورس فيشر لعروض فريقه القوية، لكنها تخفي كثير من التفاصيل، إذ بنى فيشر فريقًا مرنًا للغاية يستطيع التكيف مع طرق لعب الخصوم، ولا يمنح أي مساحة للفرق الأقوى في المهارة.
كما أن تطور الفريق الذي ينتمي لبرلين الشرقية، مدهش ومنطقي في آن واحد، فالعمل الفني الكبير للمدرب، تلاقى مع سياسة انتقالات ذكية للغاية يتبعها المدير الرياضي أوليفر رونيرت، وحماس لا يقارن في المدرجات ويهز جنبات الملعب ويرعب الخصوم.
سياسة الانتقالات على وجه التحديد نقلت الفريق تدريجيا من فريق يتلمس خطاه في الدوري الألماني، إلى فريق صفوة في 3 سنوات، إذ لا يتواجد سوى 3 لاعبين فقط في التشكيلة الأساسية الحالية، من تشكيلة الفريق في أول أعوامه بـ»البوندسليجا»، هم القائد كريستوفر تريميل، وجوليان رايرسون، وشيرالدو بيكر.
وعلى مدار السنوات الماضية، عمد المدير الرياضي إلى استراتيجية شراء ناجحة، لم تفشل في أي صفقة، تستند بالأساس إلى سؤال رئيسي: «من يناسب طريقة اللعب؟» وتختار اللاعبين بناء على هذا السؤال.
وبهذه الطريقة، عمل فيشر والمدير الرياضي على وضع الحجر فوق الحجر لـ3 سنوات؛ يصطادون اللاعبين الجيدين والمناسبين من الفرق الأصغر وبأسعار زهيدة، حتى تمكنوا من بناء فريق صلد وقوي.
فالفريق تعاقد هذا العام، على سبيل المثال، مع 5 لاعبين في صيغة الانتقال الحر، ولاعب بصيغة الإعارة مقابل «نصف مليون يورو»، و3 لاعبين في صفقات شراء لم تتكلف إلا 13 مليون يورو مجتمعة.
وكانت الصفقة الأغلى هي انضمام المهاجم الأمريكي جوردن من فريق «يانج بويز» السويسري مقابل 6 مليون يورو، لكنها تؤتي أكلها في الوقت الحالي، إذ سجل اللاعب 3 أهداف وصنع 3 في 10 مباريات مع الفريق بالموسم الحالي.
هذا الأداء الكبير سواء في الإدارة أو الملعب، جماعيا كان أم فرديا، يدفع الجماهير المتحمسة للغناء بعد كل مباراة «بطولة ألمانيا لأونيون برلين فقط» بصخب غير اعتيادي، في ثقة كبيرة في القدرة على إكمال الطريق.
هذا الحلم كبير ومثالي لدرجة تقلق توماس تسمرمان، المشجع الذي تحول حديثا لتشجيع أونيون برلين، إذ قال لـ»العين الرياضية»: «كل ما أخشاه هو أن تضرب إصابات الفريق، وتعيقه عن تحقيق هذا الحلم.. سيكون إحباطا مروعا».
ويتابع: «حملتنا في بطولة هذا العام تشبه تجربة ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي قبل أعوام.. نملك لاعبين مغمورين لكن رائعين، وتفاني لا يضاهى، ومدرب ذو شخصية وفنيات كبيرة».
حماس المشجعين وفرحتهم بأداء الفريق في الوقت الحالي، دفعت إدارة الملعب لإضافة أغنية «لن ننسى هذه الأيام» إلى الأغاني التي يتم تشغيلها في أيام المباريات، لعل البهجة تستمر طويلا.. ربما حتى التتويج.
الأغنية الحماسية التي تحث على المضي قدما وعدم التوقف من أجل صنع التاريخ، تلاقت مع حملة أونيون برلين الناجحة والتاريخية في الموسم الحالي من الدوري الألماني، إلى حد تصدره البطولة.
وأونيون برلين ليس الفريق الأساسي لقاطني العاصمة الألمانية، فمن سبق له زيارة برلين شاهد على الأرجح ولع غالبية قاطني المدينة بفريق آخر هو «هرتا برلين»، وسيطرة لونه الأزرق في الشوارع ووسائل المواصلات يوم مبارياته.
لكن أونيون برلين يصنع أجواءه الخاصة في بطولة هذا العام، فقبل المباريات على ملعبه تصدح أغنية «لا وقت للراحة، التاريخ يصنع» الشهيرة في أرجاء الملعب، لتحفيز اللاعبين على المضي قدما في صدارة الدوري.
وفي ترجمة فعلية لجملة أخرى في نفس الأغنية (نتقدم إلى الأمام)، حقق أونيون برلين، الأحد الماضي، فوزا مهما على بروسيا دورتموند بهدفين مقابل لا شئ، ليعزز صدارته في الدوري، ويتقدم خطوة أخرى على ملاحقيه.
وبهذا الفوز، قفز رصيد أونيون برلين، صاحب أقوى دفاع في المسابقة، لـ23 نقطة، بفارق 4 نقاط عن بايرن ميونخ ثاني الترتيب.
مسيرة أونيون برلين تشبه الحلم، فالفريق الذي صعد من الدرجة الثانية في موسم 2019/2020، قدم موسم ناجح أول بين الكبار وتأهل لدوري المؤتمرات الأوروبي، ثم تأهل للدوري الأوربي في الموسم الذي تلاه «2020/2021»، والآن يتصدر الدوري الألماني.
لكن صدارة الدوري هذا الموسم لم تأت من جمع نقاط من فرق صغيرة، بل أنه تعادل إيجابيا بهدف لمثله مع بايرن ميونخ في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، في مباراة حماسية للغاية، وهزم دورتموند أمس.
مسيرة قوية دفعت مجلة دير شبيجل ذائعة الصيت، للقول: «ربما لا يوجد فريق آخر في البوندسليغا يعمل بهذا الحماس أسبوعًا بعد أسبوع، شهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام».
وتابعت: «يأتيك انطباع بأن كل لاعب هنا على استعداد لدفع نفسه إلى الحد الأقصى لمدة 90 دقيقة، التفاني الذي تُلعب به كرة القدم في ملعب أونيون برلين يغطي أي عيب في الفريق».
هذا بالتحديد الانطباع الذي يخرج به من يشاهد مباريات الفريق الأحمر والأبيض، فاللاعبون يركضون بتفان كبير للغاية، ويزاحمون لاعبين يفوقنهم أجورا ومهارة، لكن كرة القدم «تلعب أحيانا بالقلب».
«لا نكون سلبيين أبدًا في الملعب» هذا هو تفسير المدرب أورس فيشر لعروض فريقه القوية، لكنها تخفي كثير من التفاصيل، إذ بنى فيشر فريقًا مرنًا للغاية يستطيع التكيف مع طرق لعب الخصوم، ولا يمنح أي مساحة للفرق الأقوى في المهارة.
كما أن تطور الفريق الذي ينتمي لبرلين الشرقية، مدهش ومنطقي في آن واحد، فالعمل الفني الكبير للمدرب، تلاقى مع سياسة انتقالات ذكية للغاية يتبعها المدير الرياضي أوليفر رونيرت، وحماس لا يقارن في المدرجات ويهز جنبات الملعب ويرعب الخصوم.
سياسة الانتقالات على وجه التحديد نقلت الفريق تدريجيا من فريق يتلمس خطاه في الدوري الألماني، إلى فريق صفوة في 3 سنوات، إذ لا يتواجد سوى 3 لاعبين فقط في التشكيلة الأساسية الحالية، من تشكيلة الفريق في أول أعوامه بـ»البوندسليجا»، هم القائد كريستوفر تريميل، وجوليان رايرسون، وشيرالدو بيكر.
وعلى مدار السنوات الماضية، عمد المدير الرياضي إلى استراتيجية شراء ناجحة، لم تفشل في أي صفقة، تستند بالأساس إلى سؤال رئيسي: «من يناسب طريقة اللعب؟» وتختار اللاعبين بناء على هذا السؤال.
وبهذه الطريقة، عمل فيشر والمدير الرياضي على وضع الحجر فوق الحجر لـ3 سنوات؛ يصطادون اللاعبين الجيدين والمناسبين من الفرق الأصغر وبأسعار زهيدة، حتى تمكنوا من بناء فريق صلد وقوي.
فالفريق تعاقد هذا العام، على سبيل المثال، مع 5 لاعبين في صيغة الانتقال الحر، ولاعب بصيغة الإعارة مقابل «نصف مليون يورو»، و3 لاعبين في صفقات شراء لم تتكلف إلا 13 مليون يورو مجتمعة.
وكانت الصفقة الأغلى هي انضمام المهاجم الأمريكي جوردن من فريق «يانج بويز» السويسري مقابل 6 مليون يورو، لكنها تؤتي أكلها في الوقت الحالي، إذ سجل اللاعب 3 أهداف وصنع 3 في 10 مباريات مع الفريق بالموسم الحالي.
هذا الأداء الكبير سواء في الإدارة أو الملعب، جماعيا كان أم فرديا، يدفع الجماهير المتحمسة للغناء بعد كل مباراة «بطولة ألمانيا لأونيون برلين فقط» بصخب غير اعتيادي، في ثقة كبيرة في القدرة على إكمال الطريق.
هذا الحلم كبير ومثالي لدرجة تقلق توماس تسمرمان، المشجع الذي تحول حديثا لتشجيع أونيون برلين، إذ قال لـ»العين الرياضية»: «كل ما أخشاه هو أن تضرب إصابات الفريق، وتعيقه عن تحقيق هذا الحلم.. سيكون إحباطا مروعا».
ويتابع: «حملتنا في بطولة هذا العام تشبه تجربة ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي قبل أعوام.. نملك لاعبين مغمورين لكن رائعين، وتفاني لا يضاهى، ومدرب ذو شخصية وفنيات كبيرة».
حماس المشجعين وفرحتهم بأداء الفريق في الوقت الحالي، دفعت إدارة الملعب لإضافة أغنية «لن ننسى هذه الأيام» إلى الأغاني التي يتم تشغيلها في أيام المباريات، لعل البهجة تستمر طويلا.. ربما حتى التتويج.