تُشكِّل دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، لبابا الفاتيكان المحطة الرابعة في تاريخ العلاقة المسيحية الكاثوليكية مع الحكم الخليفي.
وتُعتبر الدعوة هي المحطة الرابعة التي دشنها حمد بن عيسى الكبير، فالأُولى كانت عام 1939 حين بُنيت أول كنيسة كاثوليكية في عهد حمد بن عيسى الكبير وأُقيم أول قدّاس كاثوليكي لرأس السنة المسيحية في الجزيرة العربية عام 1940.
ثم كانت الثانية بتبادل العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والفاتيكان بعد أن تولّى جلالة الملك المعظم الحكم من بعد وفاة أبيه المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان عام 1999، والمحطة الثالثة هي انتقال الكرسي الرسولي من الكويت إلى البحرين ليمنح جلالة الملك المعظم قطعة الأرض في العوالي ليُبنى عليها أكبر مجمّع كنسي كاثوليكي في المنطقة بمساحة 9 آلاف متر مربع باسم سيدة العرب، أما دعوة جلالة الملك المعظم للبابا فرانسيس التي سيلبيها في الثالث من نوفمبر إلى السادس منه فهي المحطة الرابعة مع الكنيسة الكاثوليكية، ولتلك الزيارة دلالاتها.
إذ تعود علاقة الحُكم الخليفي ببقية الطوائف المسيحية إلى عام 1809 حين سَمَحَ الشيخ عيسى بن علي ببناء المبشرين الأطباء بمستشفى الإرسالية الأمريكية ومنحهم قطعة أرض ثم بعد 14 عاماً منحهم أرضاً لبناء أول كنيسة بروتستانية في منطقة الجزيرة العربية عام 1906. وهناك اليوم 30 كنيسة مسجَّلة رسمياً إنما 19 منها فقط من يملك مباني رسمية، ويبلغ عدد المسيحيين في البحرين ربع مليون نسمة.
ومن المعروف أن تاريخ المسيحية في الجزيرة العربية والبحرين ممتد من القرن الرابع الميلادي أي منذ ما قبل الإسلام، وقرى مثل الدير وسماهيح تشهد على الأديرة الرهبانية، بل كانت سماهيج مركزاً رئيساً للمسيحية النسطورية.
العلاقة التاريخية بين حكام آل خليفة المتعاقبين مع أبناء الديانة المسيحية ما هي إلا امتداد للمظلة الخليفية التي شملت تحت ظلها العديد من أبناء الديانات المتعددة، ووضعت أُسس التسامح والتعايش والسلام في هذه الدولة بين البحرينيين وبين الإنسانية باختلاف تنوعاتها الدينية والعرقية، وجعلت من العيش المشترك سمةً رئيسة لهذا البلد وسكانه.
ليكن الحديث عن التعايش والتسامح والسلام الإنساني في مملكة البحرين ليس حديثاً مستحدثاً تتطلّبه الظروف الحالية بل حديثاً له عمقه التاريخي المتأصّل المُمتد إلى أكثر من مائة عام، وتشهد منطقة المنامة على ذلك حيث تجتمع الديانات الإبراهيمية الثلاث واقعياً تكون شاهداً على ذلك الإرث الذي يبلغ عمره أكثر من مائة عام، بمساحة جغرافية صغيرة بُنيت عليها كنيسة مسيحية ومسجد إسلامي وكنيس يهودي، فلا يوجد مثل هذا المثلث للديانات الثلاث في المنطقة بشكل متقارب مسافياً كما يوجد في البحرين.
لهذا، نتمنى وننتهز فرصة زيارة البابا فرانسيس للبحرين للتأكيد على أهمية هذا الموقع في وسط المنامة الذي لابد أن يُعنى به ويُسجَّل في الأمم المتحدة، لأصغر مساحة على وجه الأرض تُجمَع عليها الأديان السماوية الثلاثة بسلام وتعايش منذ مائة عام إلى يومنا هذا حيث لا صراع ولا تقاتل بل أمن وسلام واحترام متبادل يعكس حقيقة هذا الوطن ومظلة حكمه التاريخية في التعامل مع الأديان وتابعيها.
لتبقى البحرين حكماً وشعباً شاهداً استثنائياً لإمكانية الرقي والتحضر والتعايش الإنساني بسلام، حقاً إنها بلد الأمان.
وتُعتبر الدعوة هي المحطة الرابعة التي دشنها حمد بن عيسى الكبير، فالأُولى كانت عام 1939 حين بُنيت أول كنيسة كاثوليكية في عهد حمد بن عيسى الكبير وأُقيم أول قدّاس كاثوليكي لرأس السنة المسيحية في الجزيرة العربية عام 1940.
ثم كانت الثانية بتبادل العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والفاتيكان بعد أن تولّى جلالة الملك المعظم الحكم من بعد وفاة أبيه المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان عام 1999، والمحطة الثالثة هي انتقال الكرسي الرسولي من الكويت إلى البحرين ليمنح جلالة الملك المعظم قطعة الأرض في العوالي ليُبنى عليها أكبر مجمّع كنسي كاثوليكي في المنطقة بمساحة 9 آلاف متر مربع باسم سيدة العرب، أما دعوة جلالة الملك المعظم للبابا فرانسيس التي سيلبيها في الثالث من نوفمبر إلى السادس منه فهي المحطة الرابعة مع الكنيسة الكاثوليكية، ولتلك الزيارة دلالاتها.
إذ تعود علاقة الحُكم الخليفي ببقية الطوائف المسيحية إلى عام 1809 حين سَمَحَ الشيخ عيسى بن علي ببناء المبشرين الأطباء بمستشفى الإرسالية الأمريكية ومنحهم قطعة أرض ثم بعد 14 عاماً منحهم أرضاً لبناء أول كنيسة بروتستانية في منطقة الجزيرة العربية عام 1906. وهناك اليوم 30 كنيسة مسجَّلة رسمياً إنما 19 منها فقط من يملك مباني رسمية، ويبلغ عدد المسيحيين في البحرين ربع مليون نسمة.
ومن المعروف أن تاريخ المسيحية في الجزيرة العربية والبحرين ممتد من القرن الرابع الميلادي أي منذ ما قبل الإسلام، وقرى مثل الدير وسماهيح تشهد على الأديرة الرهبانية، بل كانت سماهيج مركزاً رئيساً للمسيحية النسطورية.
العلاقة التاريخية بين حكام آل خليفة المتعاقبين مع أبناء الديانة المسيحية ما هي إلا امتداد للمظلة الخليفية التي شملت تحت ظلها العديد من أبناء الديانات المتعددة، ووضعت أُسس التسامح والتعايش والسلام في هذه الدولة بين البحرينيين وبين الإنسانية باختلاف تنوعاتها الدينية والعرقية، وجعلت من العيش المشترك سمةً رئيسة لهذا البلد وسكانه.
ليكن الحديث عن التعايش والتسامح والسلام الإنساني في مملكة البحرين ليس حديثاً مستحدثاً تتطلّبه الظروف الحالية بل حديثاً له عمقه التاريخي المتأصّل المُمتد إلى أكثر من مائة عام، وتشهد منطقة المنامة على ذلك حيث تجتمع الديانات الإبراهيمية الثلاث واقعياً تكون شاهداً على ذلك الإرث الذي يبلغ عمره أكثر من مائة عام، بمساحة جغرافية صغيرة بُنيت عليها كنيسة مسيحية ومسجد إسلامي وكنيس يهودي، فلا يوجد مثل هذا المثلث للديانات الثلاث في المنطقة بشكل متقارب مسافياً كما يوجد في البحرين.
لهذا، نتمنى وننتهز فرصة زيارة البابا فرانسيس للبحرين للتأكيد على أهمية هذا الموقع في وسط المنامة الذي لابد أن يُعنى به ويُسجَّل في الأمم المتحدة، لأصغر مساحة على وجه الأرض تُجمَع عليها الأديان السماوية الثلاثة بسلام وتعايش منذ مائة عام إلى يومنا هذا حيث لا صراع ولا تقاتل بل أمن وسلام واحترام متبادل يعكس حقيقة هذا الوطن ومظلة حكمه التاريخية في التعامل مع الأديان وتابعيها.
لتبقى البحرين حكماً وشعباً شاهداً استثنائياً لإمكانية الرقي والتحضر والتعايش الإنساني بسلام، حقاً إنها بلد الأمان.