قامت الدكتورة نجاح العطار، نائبة رئيس النظام السوري، بزيارة إلى مقر السفارة الإيرانية في دمشق لتقديم "واجب العزاء" للحكومة الإيرانية والشعب الإيراني، بالحجاج الإيرانيين الذين قضوا نتيجة تدافع أثناء تأدية مناسك الحج.ولفت كلام للدكتورة العطار عن "مدى حزنها وألمها" لما أسفرت عنه نتيجة التدافع ما بين الحجاج، معربة عن ضرورة "محاسبة المسؤولين عن ذلك" بينما لم تخرج العطار عن صمتها، طيلة "حرب النظام على الشعب السوري" لما يقارب الخمسة أعوام، وأدت إلى مقتل أكثر من ربع مليون سوري وتهجير ونزوح أكثر من 10 ملايين.كما أن الدكتورة العطار والتي سبق وشغلت مناصب متعددة من أيام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، وجلست على كرسي وزارة الثقافة لفترة طويلة، لم تطالب "ولو بالإيماء أو الإشارة" إلى ضرورة محاسبة المسؤولين السوريين عن قتل الأطفال والأمهات وكبار السن.وأكثر ما لفت انتباه المراقبين هو التعبير الذي استخدمته نائبة الرئيس السوري، حول ما حصل من تدافع أدى لأن يقضي العشرات من إيرانيين وغير إيرانيين، في تأدية مناسك الحج.فقد قالت العطار عن الحادثة بأنها "كارثة" ووصفتها بأنها "لم تكن بالحسبان" فيما شعبها يقضي نزوحاً أو "غرقاً على شواطئ التهجير والغربة". ولم يعرف حتى اللحظة أن السيدة العطار قد "همست أو أومأت" ولو "برفع الحاجبين" اعتراضاً "وحزناً وألماً على الكارثة الحقيقية التي ضربت شعبها".وتساءل مصدر إعلامي سوري عن "الجرأة" التي اتسمت بها "العطار وهي تتألم على ضحايا أجانب وماتوا في الواقع في أرض مقدسة ومناسك مقدسة" بينما تغض طرفها "عن آلاف الأطفال من أبناء شعبها الذي ماتوا حرقاً بقنابل النظام وآلته الحربية".هذا فضلاً عن "قتل عشرات الآلاف من الرجال والأمهات والتلاميذ" السوريين الذين فشلوا في دفع العطار إلى "ذرف دمعة واحدة عليهم". وأضاف المصدر: "هل تجرؤ العطار على القيام بواجب التعزية للسوريين ولو من قبيل المجاملة؟".ينهي المصدر، مؤكداً أن العطار "وسواها من رجال النظام" يعرفون أن لا كرسي "لهم في أي مجلس عزاء سوري" إذ هم في هذه الحالة "سينطبق عليهم المثل المصري القائل: "يقتلون القتيل ويمشون بجنازته!".لهذا يمكن لهم "التعزية بشركائهم في قتل السوريين" أما تعزية أهل البلد "فهي لذوي الضحايا أو من تبقى منهم".وقد رافق نائبة الرئيس السوري وفد كبير من حكومة النظام، على رأسه وزير الدفاع الذي أسرع لكتابة كلمة في سجل الزوار المعزين، كما رافقها عدد من "مسؤولي حزب البعث" وعلى رأسهم هلال الهلال صاحب أرفع منصب في تراتبيات حزب البعث السوري، بعد منصب الأمين العام، وهو الأمين القطري المساعد.وقال عدد من النشطاء والمتابعين إن مرافق ومقار الحكومة السورية قد أفرِغت من وزرائها وموظفيها الكبار، بسبب تقاطرهم "إلى السفارة الإيرانية لتقديم واجب العزاء".خصوصاً أن وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" كانت قد ذكرت في خبرها أنه بالإضافة إلى المذكورين السابقين الذين تقاطروا لتقديم واجب العزاء فقد حضر أيضاً كلُّ من وزراء "الداخلية والكهرباء والأشغال العامة والنفط والثروة المعدنية"، بالإضافة إلى السفير السوري السابق في مصر يوسف الأحمد، والذي يشغل الآن منصب "عضو القيادة القطرية لحزب البعث".وعبّر كثير من السوريين عن أسفهم "إلى الحال التي وصل إليها النظام وأعوانه" بل إلى الدرجة "التي يتعاملون فيها مع قتلى بلدهم كأعداء" بينما قتلى "الحليف الاستراتيجي لهم الصدارة بذرف الدموع".إلا أن تعليقاً حسم الأمر برمّته وفسّره بأنه "طبيعي" خصوصاً أن هؤلاء المسؤولين "السوريين" هم شركاء "بقتل أبناء شعبهم" فلماذا تستغربون حزنهم على ضحايا إيران" ثم تطلبون منهم "القيام بواجب التعزية لأبناء شعبهم؟".أم أنكم، يضيف المصدر المعلّق، تريدون منهم "أن يقتلوا القتيل ثم يمشون بجنازته؟".
International
لنائبة الرئيس السوري دموعٌ تنهمر على الإيرانيين فقط
03 أكتوبر 2015