قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن البحرين أكثر دولة صبرت في علاقتها مع إيران التزاماً منها بأن تكون تلك العلاقات في وضع أفضل، مضيفاً "لكن لم نر أي تجاوب من الجانب الإيراني.. وأصبحنا نكتشف أسلحة ومخابئ أسلحة ونعتقل أشخاصاً تم تدريبهم في معسكرات في إيران ومعسكرات في دول أخرى تابعة لإيران".وتحدث الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية أجريت في نيويورك، عن تفاصيل الانتهاكات الإيرانية ضد بلاده التي ضمنها شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مشيراً إلى التدخلات الإيرانية في دول الجوار، وأنه ليس لدى البحرين وحلفائها موقف ضد إيران لكنها هي التي تتدخل وعلينا مواجهة ذلك.وأضاف "قدمت للأمين العام للأمم المتحدة شكوى رسمية بها كل تفاصيل ما لدينا ضد الجمهورية الإسلامية وطلبنا منه السعي في هذا الشأن وتوزيع الشكوى على مختلف الدول".وأشار إلى دور حلفاء البحرين في كشف تلك التدخلات برصد قوارب قادمة من إيران في مياه الخليج العربي.. مضيفاً أن المعمل الذي تم كشفه مؤخراً كان به طن ونصف الطن من المتفجرات وأسلحة مختلفة.وتساءل "كيف يكون معقولاً أن تحتفظ بعلاقة مع طرف يأتيك منه شر مستطير بهذا الشكل"، لافتاً إلى أن سحب السفير البحريني من طهران وإبلاغ القائم بالأعمال الإيراني في المنامة أنه شخص غير مرغوب فيه ليست نهاية المطاف دبلوماسياً.. مؤكداً أن البحرين لم ترد قطع العلاقات بعد حرصا منها على حسن الجوار.وأذكر أنه إذا أرادت إيران إصلاح الوضع فسيكون ذلك محل ترحيب.. أما إذا استمرت هكذا ونحو الأسوأ فليس أمامنا سوى الابتعاد عنهم.. مؤكدا أن البحرين لم تستلم أي رد رسمي من إيران حتى الآن.وعن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية، أكد وزير الخارجية موقف بلاده الذي يتمنى أن يكون الاتفاق شاملاً ويتضمن وقف التدخل الإيراني في شؤون دول الجوار، مشيراً إلى أنه حتى يكتمل الاتفاق ويحقق الهدف منه يجب أن يكون هناك جهد مماثل لإصلاح علاقة إيران بجيرانها وسياساتها تجاههم.وأشار وزير الخارجية إلى موقف البحرين من الأزمة اليمنية ومشاركتها في تحالف دعم الشرعية في اليمن الشقيق وأيضاً من التدخل العسكري الروسي في سوريا وشدد على أهمية القضية الفلسطينية والتزام البحرين بها كأولوية رغم محاولات البعض تهميشها.وعبر عن القلق من الوضع في سوريا خصوصاً في ضوء التدخل الدولي والتدخل الروسي بهذا الشكل.. مشيداً باللقاء الذي حضره وزراء خارجية دول مجلس التعاون وحضره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.. وقال "أوضحنا للسيد لافروف أن هذا الموضوع يجب أن يؤخذ بحذر شديد وذكّرنا بدخول القوات السوفيتية أفغانستان عام 1980 وكيف أن أحداً لا يذكر ذلك بقدر ما يذكر كم من الإرهابيين عادوا يعيثوا فساداً في بلادنا بعدما توجهوا للجهاد هناك".وأضاف "طلبنا أن يستهدفوا الإرهابيين فقط الذين نحاربهم نحن أيضاً وألا يتعرضوا للشعب السوري في المدن السورية".وأكد أن موقف البحرين من التسوية السياسية في سوريا واضح ومبني على اتفاق دولي تم التوصل إليه في جنيف 1 الذي يحدد كيفية الانتقال وقبلته جميع الأطراف.. ويتعين دعم المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا في الوصول لهذا الهدف ليعرف الجميع أنه ليس بمقدور طرف محو الآخر في سوريا.وبشأن الحديث عن عقبة استمرار الرئيس السوري بشار الأسد أكد على موقف البحرين الثابت بهذا الشأن وأنها مسألة سورية تماماً ونحن في البحرين لا نتدخل في شأن أحد مثلما لا نريد لأحد أن يتدخل في شؤوننا.. هذا أمر يخص الشعب السوري في المقام الأول.وعن الأزمة في اليمن قال وزير خارجية البحرين إن من تخلى عن المسار السياسي هم الحوثيون وحلفاؤهم ومتى ألقوا أسلحتهم عادوا للمسار السياسي الذي لم يغلق، مؤكداً أن أهم هدف للتحالف الآن هو أن تتمكن الحكومة الشرعية اليمنية من السيطرة على الأمور وإدارة البلاد بشكل يمكنها من مواجهة هذا التحدي.وقال إن البحرين لم تتردد في أن تكون ضمن التحالف على حدود المملكة العربية السعودية للدفاع عن الحدود ولم تتردد أن تكون في مأرب وخسرنا شهداء من أبنائنا رحمهم الله.. وأمس كانت البحرين موجودة مع الأشقاء في تحرير باب المندب.وأشار إلى أن عدم توقف الدعم الإيراني للمتمردين في اليمن يطيل أمد المواجهة لكن يجب أن يتكاتف العالم مع قوات التحالف وضع آلية حقيقية لتفتيش السفن التي تدخل موانئ اليمن ويمنع أي سلاح عن المتمردين المنقلبين على الشرعية.وأكد أولوية القضية الفلسطينية وكونها القضية المركزية في المنطقة.. قائلاً "ليست هناك أولوية تتقدم على القضية الفلسطينية ونحن نعتبرها القضية الأساسية التي تغذي التطرف طالما استمر الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بهذا الشكل".وأشار إلى أن هناك أطراف دولية وإسرائيل يريدون تهميش القضية الفلسطينية وأن يظهروا للعالم أن هناك أخطاراً أكبر في منطقتنا.. لكنه أكد على دعم البحرين لتطلعات الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى اللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعم البحرين لما تراه القيادة الفلسطينية.وأعرب وزير الخارجية عن استغرابه من تفجير إسرائيل لقضية الأقصى في هذا التوقيت قائلاً "لا أفهم ما تفعله إسرائيل ضد المسجد الأقصى واستثارتها أكثر من مليار مسلم فهذا لا يفيد الاستقرار والسلم في المنطقة".