إرم نيوز
تعول منطقة حائل الواقعة في شمال السعودية، على سيرة ومكانة الفارس العربي حاتم الطائي في التاريخ، حيث اشتهر بالكرم والجود وإغاثة المحتاجين، في مسعاها للتحول لوجهة للسياح والمستثمرين.

وافتتحت المنطقة التي تضم قبر الطائي وآثارا من منزله، مساء الثلاثاء، نسخة جديدة خامسة من ملتقى ثقافي وأدبي يحمل اسم حاتم الطائي، ويشارك فيه نخبة من الباحثين والباحثات من داخل المملكة وخارجها، ويشهد معرضاً للفنون التشكيلية وأمسيات شعرية.

وتتميز النسخة الحالية من الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام، بكونها تقام تحت عنوان "القهوة السعودية .. موروث الماضي.. رمز الحاضر .. استثمار المستقبل"، في تفاعل من المنظمين للملتقى مع إعلان وزارة الثقافة السعودية اعتبار العام الجاري 2022 عام القهوة السعودية.

ويقول المدير التنفيذي للملتقى، منصور الغسلان، إن الملتقى يشكل نواة لمشروع متكامل سيطلق في القريب ويجسد التكامل بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي والأهلي.

وأضاف الغسلان الذي كان يتحدث خلال الاستعدادات لإطلاق الملتقى، إن المشروع المرتقب يحتفي بأيقونة حاتم الطائي كرمز للمنطقة من خلال استثمار مثل هذه الفعاليات في التسويق السياحي وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية وهو ما سينعكس ايجابًا على تنمية المنطقة.

ويتجاوز ملتقى حاتم الطائي هذا العام المحلية بشكل واضح، حيث تشهد فعالياته الاحتفاء بالبن السعودي الخولاني، وهو صنف ذو جودة عالية من خلال استضافة منطقة جازان في جنوب البلاد، كضيف شرف محلي، وبمشاركة من جمهورية تنزانيا كضيف شرف دولي لما تمتلكه من تجربة في زراعة البن وتسويقه.

وقال المشرف العام على الملتقى، رئيس النادي الأدبي الثقافي بمنطقة حائل، الدكتور نايف المهيلب، إن هذه النسخة مواكبة لرؤية المملكة 2030 في تنمية صناعة الفعاليات في المنطقة وجعلها مركزًا جاذبًا للملتقيات والمؤتمرات النوعية ذات البعد الدولي.

وتستهدف الرؤية السعودية الطموحة تحويل المملكة لوجهة عالمية للسياحة والاستثمار، معتمدة في تحقيق ذلك الهدف على الاستفادة من مزايا كل منطقة من مناطقها الـ 13 المترامية بين الخليج العربي والبحر الأحمر.

وكثيراً ما تقترح النخب الثقافية السعودية، الاستفادة من رمزية حاتم الطائي في تحويل منطقة حائل لوجهة سياحية واستثمارية، بينما تشكل تصريحات المنظمين لملتقاه الأدبي المقام حاليا في المنطقة، تأييداً وتبنياً لتلك المقترحات.

ويبدي القائمون على قطاع السياحة في المملكة، حماساً لكل الاقتراحات التي تردهم بشأن تطوير القطاع الحديث العهد في البلاد التي بدأت منذ أواخر العام 2019 فقط باستقبال السياح من مختلف دول العالم بعد أن ظلت لعقود غائبة عن خيارات السياح الذين يقصدون دولاً مجاورة مثل الإمارات ومصر.

وعاش حاتم الطائي قبل الإسلام، وهو شاعر وفارس ينتمي لقبيلة طي العربية العريقة، وعرف بكرم ذاع صيته بين الناس، بينما لا يزال قبره وقصر ترابي قديم في قرية توران بالقرب من مدينة حائل، شاهدين على مآثر الرجل، الذي يتفاخر به العرب.

وتروي قصص التاريخ كثيرا من تلك المآثر، حيث ذبح حاتم فرسه يوما لإطعام ضيفه، كما أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فك أسر ابنته سفانة بعد أن علم أنها ابنة حاتم الطائي تكريما لوالدها، الذي عرف عنه إطعام الجياع.