بغداد - (وكالات): تصر إيران على فرض سياستها، ولغتها، ومذهبها في العالم أجمع، وتحديداً في الشرق الأوسط ودول الخليج، وهذا ليس غريباً على دولة الفرس، حيث إن السياسة الخارجية لإيران تقوم على السياسة التشعبية للبلدان الأخرى، في الوقت الذي تشير فيه تقارير للأمم المتحدة إلى أن طهران تحاول تنفيذ عملية «تفريس» واضحة وممنهجة في العراق، من خلال إنشاء مدارس تهدف إلى تعليم اللغة الفارسية، ومذهب ولاية الفقيه، وقد بدأت عملية التفريس من عام 2003، إثر الحملة الإيرانية التي قامت بها على العراق، مع سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، مما جعل الموالين لها يتعلمون اللغة الفارسية.ووفقاً لموقع «البوابة نيوز»، فإن إيران بدأت في ممارسة ألاعيبها في العراق ونشر مذهبها الشيعي عن طريق بناء عدة مدارس ذات مرجعية إيرانية على الأراضي العراقية لأغراض مذهبية وسياسية بحتة. وجاء التصريح الذي أدلى به على يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني والذي قال فيه إن «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي»، ليؤكد الغزو الإيراني للعراق، وذلك في إشارة إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.وقد نقلت وكالة أنباء «إيسنا» هذا التصريح ليشير إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق. وجاءت تلك التصريحات لتؤكد سياسة إيران التشعبية في الشرق الأوسط ودول الخليج، والتي لم تقتصر فقط على التدخل العسكري بل أيضاً التدخل الفكري. وتحدثت تقارير عن افتتاح مدارس إيرانية كبيرة على شكل منح مقدمة من النظام الإيراني إلى العراق. وطبقاً لما ذكره موقع «فاراو» الإيراني، فقد تم افتتاح 8 مدارس جديدة في العراق، حسبما قال علي أصغر يزداني، وهو المسؤول عن الأنشطة الإيرانية وبناء تلك المدارس، مضيفاً أنه «تم بناء 5 مدارس أيضاً في أفغانستان». وأضاف يزداني، في مقابلة مع وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن المدارس ستقام في مدن بغداد وكربلاء وأربيل والسليمانية والنجف والبصرة.وأكد يزداني أن «إيران لها مدارس في 79 بلداً، ولكن لاتزال بعض البلدان لا يوجد بها مدارس إيرانية وأبرزها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية».وفي نفس السياق، أعلن القنصل الإيراني في البصرة، حميد أبادي أن تلك المدارس تعلم اللغة الفارسية ومذهب ولاية الفقيه، ولم تكتف إيران بذلك فقط بل هناك دور للأيتام ومنظمات مجتمع مدني وأخرى ثقافية تعمل على ذات المنهاج وأنها غالباً تستهدف الأحياء الفقيرة. وأضاف التقرير أن تلك المدارس ليست الأولى في إيران، فقد بدأت إيران في افتتاح تلك المدارس منذ عام 2013، في كل من البصرة وذي قار والنجف وكربلاء والتي وصل عددها إلى 7 مدارس وتدرس في مناهجها اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية والفقه الشيعي حسب منهج ولاية الفقيه، وكل هذا كان بمباركة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي والذي يعد من رجال إيران الأوفياء.وحسب التقارير، تتميز تلك المدارس بالزي الإيراني وعادة ما تستهدف تلك المدارس الأحياء الفقيرة في العراق، في خطوة منها لاستغلال حالة الفقر والسوء التي تعيشها العراق منذ فترة. وأكدت التقارير أن إيران تحاول تنفيذ عملية «تفريس» واضحة في العراق من خلال تلك المدارس، وليست تلك المرة الأولى، فطبقاً لتقارير الأمم المتحدة، بدأت عملية التفريس من عام 2003، على إثر الحملة الإيرانية التي قامت بها على العراق، مما جعل الموالين لها يتعلمون اللغة الفارسية.وأكد أبادي في تصريحات صحافية على إثر افتتاح تلك المدارس، أن إيران لن تتوقف عن افتتاح المدارس، مشيراً أن «هناك 14 مدرسة موزعة في عدد من المحافظات العراقية». وأضاف أن «هذه المشاريع تأتي لتركيز العلاقات الثقافية بين البلدين وسيكون هناك توسيع العلاقات بالمستقبل القريب»، لافتاً إلى أن «كلفة مشروع بناء المدرسة بلغت مليار دينار عراقي».
International
إيران تحتل العراق فكرياً بعملية «تفريس» ممنهجة
04 أكتوبر 2015