تجددت التظاهرات الغاضبة في غربي إيران أمس، بعد يوم عاصف عاشته المنطقة في الذكرى الأربعين لمقتل الشابة مهسا أميني؛ فقد نزل المئات إلى الشوارع في مدينة مهاباد في محافظة أذربيجيان شمال غربي البلاد، خلال تشييع متظاهر قتل الأربعاء، فيما طوق غاضبون مخفراً للشرطة بالمدينة.

وهتف بعض المحتجين: "لا يجب أن نبكي شبابنا، يجب أن ننتقم لهم"، في إشارة إلى مقتل المتظاهر الشاب إسماعيل مولودي.

في المقابل واجهت القوات الأمنية المتظاهرين بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، بحسب ما أعلنت منظمة هنكاو الحقوقية غير الحكومية التي تتخذ من النرويج مقراً لها.

وأوضحت المنظمة أن من بين القتلى الـ3 "شاب كرديّ سقط بنيران مباشرة أصابته في الجبين".

كما أشارت إلى أن عملية إطلاق النار حصلت بعدما كان المعزّون بـ"مولودي" يغادرون جنازته ويتجهون نحو مكتب المحافظ.

بدورها، أكدت منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن استخدمت الأسلحة النارية بشكل غير قانوني ضد الآلاف من المحتجين في مهاباد.

إلى ذلك، أفاد موقع "نتبلوكس" باضطراب كبير في الإنترنت في محافظة أذربيجان الغربية بإيران وسط أنباء عن سقوط قتلى في الاحتجاجات.

وكانت محافظة كردستان غربي البلاد شهدت بدورها أمس تظاهرات حاشدة، حيث توجه الآلاف سيراً على الأقدام إلى قبر الشابة أميني ببلدة سقز (مسقط رأسها) في ذكرى مرور 40 يوماً على وفاتها، على الرغم من تهديدات القوات الأمنية.

يشار إلى أن مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية تحظى برمزية بالغة الأهمية لدى جميع الأكراد في المنطقة، حيث شكلت جمهورية كردية فيها بقيادة (قاضي محمد) إبان الحرب العالمية الثانية، لكن الشاه قضى عليها بعد الحرب.

ياتي ذلك فيما أفادت تقارير بأن المسؤولين في إيران يسعون لاتخاذ الهجمات المسلحة الأخيرة في مدينة شيراز ذريعة لتشديد القمع ضد المحتجين السلميين، فيما يبدو أنه تطويع لنظرية المؤامرة لإدانة المتظاهرين وربطهم بمصالح دولة غربية.

واعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس في خطاب متلفز خلال زيارته محافظة زنجان أن "أعمال الشغب" تمهّد الأرضية لوقوع هجمات "إرهابية" كالتي استهدفت الأربعاء مرقداً دينياً في مدينة شيراز، وأتى في خضم احتجاجات تشهدها البلاد منذ أسابيع في أعقاب وفاة مهسا أميني.

ومنذ وفاة الشابة الكردية في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل ما يسمى شرطة الأخلاق في أثناء زيارة لها لطهران ، بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد، فقد أشعلت موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات، تقدمها في معظم الأحيان شبان وشابات وطالبات في رسالة سياسية وتحد للسلطات، وتأكيد أن الشريحة الشابة أو ما يعرف بالجيل زد "GENERATION Z" في واد والسلطات في واد آخر، بحسب ما أكد العديد من المحللين والمراقبين على مدى الأسابيع الستة الماضية.