البروفيسور عبدالحليم ضيف الله
يشهد العالم اليوم الثورة الصناعية الرابعة والتي تتميز بالتطور التكنولوجي غير المسبوق خصوصاً في مجال الرعاية الصحية. وهذا التطور التكنولوجي سينعكس بالإيجاب على المنظومة الصحية في المنطقة ويندرج في ثلاثة محاور: المحور الأول: التطور التكنولوجي في الصناعة، المحور الثاني: التطور الحاصل في المؤسسات الصحية من مستشفيات ووحدات الرعاية الصحية الأولية، المحور الثالث: التطور في قطاع الجامعات والمؤسسات التعليمية
حيث تقع المسؤولية على الجامعات والمؤسسات التعليمية لمواكبة التطور التكنولوجي حيث إنها غير متطورة بشكل كافٍ لمواكبة التقدم الحاصل في التكنولوجيا. ويلزم على الجامعات العمل على سد هذه الفجوة وأن تعمل على تطوير المناهج الطبية لإعداد وتدريب أطباء المستقبل أو أطباء الغد "Physicians of Tomorrow & Future Doctors" لمساعدتهم على مواجهة التحديات التي ستواجههم أثناء ممارستهم للمهنة في المستقبل.
هذه بعض الأمثلة على التطور التكنولوجي والذي يجب على كليات الطب بالجامعات أن تدرجه ضمن المناهج الطبية بها:
* الحساسات "Sensors" الموجودة في تطبيقات أغلب الأجهزة الذكية والتي تسجل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان وتخزن هذه المعلومات وترسلها إلى الطبيب المعالج.
* التطور الذي يشهده طب الجينوم البشري والطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية حيث يمكن للإنسان حمل خريطته الجينية على شريحة وتقديمها لطبيبه المعالج لدراسة المتغيرات في تركيبه الجيني ومدى احتمالية إصابته بالأمراض الوراثية ومناقشة فرص العلاج المتاح له من علاج جيني وخلايا جذعية وغيره من العلاجات "Crisper cas-9 & Car-T cells". يشار هنا إلى مركز الطب التجديدي الذي أنشئ مؤخراً في جامعة الخليج العربي يحتوي على أحدث الأجهزة العالمية في هذا المجال.
* الطابعات الثلاثية البيولوجية وقدرتها على بناء الأعضاء والأنسجة "3D Bioprinting" حيث يمكنها بناء الأعضاء والأنسجة واستخدامها في زراعة الأعضاء وإجراء الأبحاث العلمية.
* الروبوتات "Robots" وأنواعها صلبة ومرنة ومختلطة "Solid and Soft" لتتكيف مع المكان الموجودة فيه وتستخدم في مجالات عدة خصوصاً الجراحات الدقيقة.
* تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة واستخدام "Big data" البيانات الضخمة في مجال الصحة خصوصاً في علم الأشعة وتشخيص الأمراض السرطانية. حيث زادت قدرتها على التشخيص بصورة كبيرة وأصبحت تنافس قدرة الخبراء وأصبحت عاملاً مهماً ومساعداً للأطباء حيث منحتهم الوقت الكافي لمناظرة الحالات التي يصعب تشخيصها. وتوفر جامعة الخليج العربي برامج للماجستير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة.
* الواقع المعزز والواقع الافتراضي والمحاكاة "Simulation VR & AR & Metaverse"، يوجد لها استخدامات متعددة في تدريب الأطباء في مختلف مجالات الطب خصوصاً في مجالي التشريح والجراحة.
* الطب الشخصي "Personalized/Precision Medicine". تعالج الأمراض الآن بإعطاء نفس الأدوية لكل المرضى One Size fits all في حين يعتمد الطب الشخصي على علاج كل شخص حسب تركيبته الوراثية، حيث يُعطى كل مريض العلاج الذي يناسبه في الوقت المناسب وبالجرعة المناسبة. Right drug, right patient, right time, right dose. وتوفر جامعة الخليج العربي برامج للماجستير في كل من الطب الشخصي والطب التجديدي.
* التعليم الشخصي "Personalized Teaching"حيث يتم ترتيب برامج تعليمية تناسب إمكانات كل طالب وقدرته على التعلم بعكس المعمول به حالياً حيث يتم تدريس جميع الطلاب بنفس الطريقة.
* التعلم من خلال تكوين فرق من المهن الطبية ودرورها في تعزيز روح الفريق "Interprofessional education".
* الاهتمام بالمهارات الرخوة "soft skills" كمهارات التواصل والأخلاقيات والمهنية والقيادة وهي تعتبر من المهارات المهمة في تكوين شخصية الطبيب وقدرته على التواصل مع المرضى مما يؤدي إلى سرعة استجابة المرضى في أخذ العلاجات الموصوفة لهم. يشار إلى أن المرضى أصبح لديهم قدر وافر من المعلومات عن الأمراض من المعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت. ومهمة الطبيب توضيح المصادر الموثوقة للمعلومات للمرضى. حيث يعتبر الطب من العلوم الإنسانية "Medical Humanities" التي تميزه على غيره من العلوم، ويشار إلى الاهتمام بتدريس العلوم الطبية الإنسانية في مناهج كليات الطب كعلم الاجتماع الطبي والنفسي والطب السردي "Narrative Medicine". وهي جزء مهم من البرنامج الطبي بجامعة الخليج العربي.
* برزت الأهمية الكبيرة للتوسع في استخدام الاستشارات عن بعد "Telemedicine" في ما بعد جائحة كورونا (كوفيد 19) مع مراعاة الجوانب الأخلاقية المرتبطة به، كما ظهرت الحاجة إلى التوسع في استخدام الوحدات الصحية المتنقلة "Mobile Clinics" لمعالجة المرضى في منازلهم خصوصاً من كبار السن وكذلك العمل على دراسة الأمراض لمنع حدوثها إن أمكن أو الحد من تأثيرها خصوصاً في مراحلها الأولى.
* يبرز عامل مهم يؤثر على صحة الإنسان ويجب أن يهتم به أكثر في المناهج الطبية وهو تأثير البيئة على الصحة كالحرارة الشديدة والفيضانات والتسونامي والحرائق وتلوث الماء والهواء وندرة الطعام والأوبئة وغيرها، مما يسمى مؤخراً بصحة الكوكب "Planetary Health".
* ينتظر حدوث تغير في التركيبة السكانية "Aging population" حيث يصبح عدد كبار السن كبيراً مقارنة بالوضع الحالي مما يترتب عليه زيادة النفقات الصحية، حيث يتوجب زيادة الاهتمام بهذه الفئة العمرية.
* علم الإدارة "Management" كيفية إدارة الوقت والضغوطات والصراعات والأزمات بالإضافة إلى كيفية إدارة المستشفيات والميزانية واقتصاد الصحة "Health economy". هناك اهتمام كبير بهذه الجوانب المهمة لثقل مهارات الطبيب.
* أهمية البحث العلمي الموجه نحو الأولويات الصحية في المجتمع، كونه الطريق للابتكار وحل المشكلات.
يشار إلى أن جائحة كورونا كان لها العديد من الدروس المستفادة عوضاً عما سببته من أضرار ومنها:
العمل على الاستعداد لجوائح مماثلة وذلك من خلال تجهيز البنية التحتية ورصد الموارد الكافية ووضع الخطط والاستراتيجيات وأقترح أن يعين ضابط أمن صحي "Security health officer" في كل مؤسسة صحية أو أكاديمية لدراسة مدى جاهزية المؤسسة للتصدي لأى أحداث مماثلة ووضع الخطط المناسبة للتصدي لها. أيضاً من الدروس المستفادة الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية والحد من التوسع في التخصصات الطبية الدقيقة والعمل على تدريس التخصصات العامة لحاملي التخصصات الدقيقة والاهتمام بالتكنولوجيا وتجهيز البنى التحتية للمؤسسات التعليمية والصحية.
* عميد كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي
يشهد العالم اليوم الثورة الصناعية الرابعة والتي تتميز بالتطور التكنولوجي غير المسبوق خصوصاً في مجال الرعاية الصحية. وهذا التطور التكنولوجي سينعكس بالإيجاب على المنظومة الصحية في المنطقة ويندرج في ثلاثة محاور: المحور الأول: التطور التكنولوجي في الصناعة، المحور الثاني: التطور الحاصل في المؤسسات الصحية من مستشفيات ووحدات الرعاية الصحية الأولية، المحور الثالث: التطور في قطاع الجامعات والمؤسسات التعليمية
حيث تقع المسؤولية على الجامعات والمؤسسات التعليمية لمواكبة التطور التكنولوجي حيث إنها غير متطورة بشكل كافٍ لمواكبة التقدم الحاصل في التكنولوجيا. ويلزم على الجامعات العمل على سد هذه الفجوة وأن تعمل على تطوير المناهج الطبية لإعداد وتدريب أطباء المستقبل أو أطباء الغد "Physicians of Tomorrow & Future Doctors" لمساعدتهم على مواجهة التحديات التي ستواجههم أثناء ممارستهم للمهنة في المستقبل.
هذه بعض الأمثلة على التطور التكنولوجي والذي يجب على كليات الطب بالجامعات أن تدرجه ضمن المناهج الطبية بها:
* الحساسات "Sensors" الموجودة في تطبيقات أغلب الأجهزة الذكية والتي تسجل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان وتخزن هذه المعلومات وترسلها إلى الطبيب المعالج.
* التطور الذي يشهده طب الجينوم البشري والطب التجديدي والعلاج بالخلايا الجذعية حيث يمكن للإنسان حمل خريطته الجينية على شريحة وتقديمها لطبيبه المعالج لدراسة المتغيرات في تركيبه الجيني ومدى احتمالية إصابته بالأمراض الوراثية ومناقشة فرص العلاج المتاح له من علاج جيني وخلايا جذعية وغيره من العلاجات "Crisper cas-9 & Car-T cells". يشار هنا إلى مركز الطب التجديدي الذي أنشئ مؤخراً في جامعة الخليج العربي يحتوي على أحدث الأجهزة العالمية في هذا المجال.
* الطابعات الثلاثية البيولوجية وقدرتها على بناء الأعضاء والأنسجة "3D Bioprinting" حيث يمكنها بناء الأعضاء والأنسجة واستخدامها في زراعة الأعضاء وإجراء الأبحاث العلمية.
* الروبوتات "Robots" وأنواعها صلبة ومرنة ومختلطة "Solid and Soft" لتتكيف مع المكان الموجودة فيه وتستخدم في مجالات عدة خصوصاً الجراحات الدقيقة.
* تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة واستخدام "Big data" البيانات الضخمة في مجال الصحة خصوصاً في علم الأشعة وتشخيص الأمراض السرطانية. حيث زادت قدرتها على التشخيص بصورة كبيرة وأصبحت تنافس قدرة الخبراء وأصبحت عاملاً مهماً ومساعداً للأطباء حيث منحتهم الوقت الكافي لمناظرة الحالات التي يصعب تشخيصها. وتوفر جامعة الخليج العربي برامج للماجستير في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة.
* الواقع المعزز والواقع الافتراضي والمحاكاة "Simulation VR & AR & Metaverse"، يوجد لها استخدامات متعددة في تدريب الأطباء في مختلف مجالات الطب خصوصاً في مجالي التشريح والجراحة.
* الطب الشخصي "Personalized/Precision Medicine". تعالج الأمراض الآن بإعطاء نفس الأدوية لكل المرضى One Size fits all في حين يعتمد الطب الشخصي على علاج كل شخص حسب تركيبته الوراثية، حيث يُعطى كل مريض العلاج الذي يناسبه في الوقت المناسب وبالجرعة المناسبة. Right drug, right patient, right time, right dose. وتوفر جامعة الخليج العربي برامج للماجستير في كل من الطب الشخصي والطب التجديدي.
* التعليم الشخصي "Personalized Teaching"حيث يتم ترتيب برامج تعليمية تناسب إمكانات كل طالب وقدرته على التعلم بعكس المعمول به حالياً حيث يتم تدريس جميع الطلاب بنفس الطريقة.
* التعلم من خلال تكوين فرق من المهن الطبية ودرورها في تعزيز روح الفريق "Interprofessional education".
* الاهتمام بالمهارات الرخوة "soft skills" كمهارات التواصل والأخلاقيات والمهنية والقيادة وهي تعتبر من المهارات المهمة في تكوين شخصية الطبيب وقدرته على التواصل مع المرضى مما يؤدي إلى سرعة استجابة المرضى في أخذ العلاجات الموصوفة لهم. يشار إلى أن المرضى أصبح لديهم قدر وافر من المعلومات عن الأمراض من المعلومات المتوفرة على شبكة الإنترنت. ومهمة الطبيب توضيح المصادر الموثوقة للمعلومات للمرضى. حيث يعتبر الطب من العلوم الإنسانية "Medical Humanities" التي تميزه على غيره من العلوم، ويشار إلى الاهتمام بتدريس العلوم الطبية الإنسانية في مناهج كليات الطب كعلم الاجتماع الطبي والنفسي والطب السردي "Narrative Medicine". وهي جزء مهم من البرنامج الطبي بجامعة الخليج العربي.
* برزت الأهمية الكبيرة للتوسع في استخدام الاستشارات عن بعد "Telemedicine" في ما بعد جائحة كورونا (كوفيد 19) مع مراعاة الجوانب الأخلاقية المرتبطة به، كما ظهرت الحاجة إلى التوسع في استخدام الوحدات الصحية المتنقلة "Mobile Clinics" لمعالجة المرضى في منازلهم خصوصاً من كبار السن وكذلك العمل على دراسة الأمراض لمنع حدوثها إن أمكن أو الحد من تأثيرها خصوصاً في مراحلها الأولى.
* يبرز عامل مهم يؤثر على صحة الإنسان ويجب أن يهتم به أكثر في المناهج الطبية وهو تأثير البيئة على الصحة كالحرارة الشديدة والفيضانات والتسونامي والحرائق وتلوث الماء والهواء وندرة الطعام والأوبئة وغيرها، مما يسمى مؤخراً بصحة الكوكب "Planetary Health".
* ينتظر حدوث تغير في التركيبة السكانية "Aging population" حيث يصبح عدد كبار السن كبيراً مقارنة بالوضع الحالي مما يترتب عليه زيادة النفقات الصحية، حيث يتوجب زيادة الاهتمام بهذه الفئة العمرية.
* علم الإدارة "Management" كيفية إدارة الوقت والضغوطات والصراعات والأزمات بالإضافة إلى كيفية إدارة المستشفيات والميزانية واقتصاد الصحة "Health economy". هناك اهتمام كبير بهذه الجوانب المهمة لثقل مهارات الطبيب.
* أهمية البحث العلمي الموجه نحو الأولويات الصحية في المجتمع، كونه الطريق للابتكار وحل المشكلات.
يشار إلى أن جائحة كورونا كان لها العديد من الدروس المستفادة عوضاً عما سببته من أضرار ومنها:
العمل على الاستعداد لجوائح مماثلة وذلك من خلال تجهيز البنية التحتية ورصد الموارد الكافية ووضع الخطط والاستراتيجيات وأقترح أن يعين ضابط أمن صحي "Security health officer" في كل مؤسسة صحية أو أكاديمية لدراسة مدى جاهزية المؤسسة للتصدي لأى أحداث مماثلة ووضع الخطط المناسبة للتصدي لها. أيضاً من الدروس المستفادة الاهتمام بالرعاية الصحية الأولية والحد من التوسع في التخصصات الطبية الدقيقة والعمل على تدريس التخصصات العامة لحاملي التخصصات الدقيقة والاهتمام بالتكنولوجيا وتجهيز البنى التحتية للمؤسسات التعليمية والصحية.
* عميد كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي