إضافة للمعرفة والمهارات القيادية فإن «الكاريزما» والقدرة على التعبير باستخدام لغة الجسد والكلام بثقة أمران ضروريان لمن يريد أن يكون في منصب رفيع. أقول ذلك بحكم تقديمي لدورات تدريبية في فن التواصل مع الجمهور والإلقاء لبعض الموظفين والذين يسعون إلى إكتساب مهارات الإقناع والتأثير لمساعدتهم على التقدم الوظيفي.

وكنت خلال الدورات أطرح أمثلة مصورة لبعض الشخصيات الناجحة في مجال التواصل مع الجمهور من خارج البحرين وأعترف أنني نسيت ما عندنا هنا في البحرين من أمثلة أكثر نجاحاً وقدرة على جذب الأسماع والأنظار. لذلك بدأت في تجهيز مقتطفات مصورة لوزيرين شابين من وزراء البحرين يعتبران نموذجاً للشخصية القيادية الملهمة بحديثها وقدرتها على التأثير الإيجابي على الناس.

المقتطفات الأولى ستكون لمعالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وهو يتحدث في «مبادرة مستقبل الاستثمار» التي أقيمت في الرياض. فحديث معاليه جاء مفيداً ومليئاً بالمعلومات ومشوقاً وبلغة إنجليزية متقنة وباستخدام مصطلحات مفهومة يصاحبها لغة جسد تظهر الارتياح والثقة. يضاف إلى كل ذلك قدرة مميزة على الاستحواذ على دفة النقاش وترتيب الأفكار واستخدام المنطق في الحوار. وأعتقد أنه كان من أبرز المشاركين ومثل البحرين خير تمثيل. أما المقتطفات الثانية ستكون لسعادة وزير الصناعة والتجارة زايد بن راشد الزياني وهو يتحدث في الجلسة الحوارية التي أقامتها جائزة يوسف بن أحمد كانو والتي أظهر فيها كاريزما عالية وقدرة متطورة على التعبير. وقد مزج الوزير اللهجة المحلية الوسطية والعربية الكلاسيكية في مخاطبة الحضور وتنقل في حديثه تنقلاً سلساً بين القصص المشوقة والذكريات والأمثلة الواقعية والأرقام مما جذب الجمهور وجعلهم ينصتون إليه لأكثر من ساعة ونصف دون ملل. والأبرز أنه كان متفاعلاً مع الحضور، يستمع بتركيز لأسئلتهم ويجيبهم بإسهاب.

وأكاد أجزم أن البحرين اليوم أكثر من أي وقت مضى لديها متحدثون بارعون باللغتين العربية والإنجليزية قادرين على الإقناع والتأثير والترويج لها وتوضيح مواقفها والدفاع عن مصالحها في وسائل الإعلام والمؤتمرات والحلقات النقاشية المحلية والدولية وكل ما ننتظره منهم هو تكثيف تواجدهم في العلن وأمام الكاميرات والناس.