لأول مرة منذ 24 عاما، ستكون إسبانيا ممثلة بفريق وحيد في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، هو ريال مدريد، بعد الخروج السريع لكل من برشلونة وإشبيلية وأتلتيكو مدريد.
ويطرح هذا الأمر علامة استفهام حول القوة التنافسية الحالية للدوري الإسباني، الذي يبدو متأخرا رياضيا واقتصاديا عن منافسه الإنجليزي.
وتعود المرة الأخيرة، التي تجاوز فيها فريق إسباني واحد فقط دور المجموعات، إلى موسم 1998-1999، حين خرج برشلونة وأتلتيك بلباو من المسابقة التي كانت تتكون وقتها من 24 فريقا.
وتأهل ريال مدريد وحده من دور مجموعات تلك النسخة، قبل أن ينتهي مشواره في ربع النهائي على يد دينامو كييف الأوكراني.
«كارثة القرن؟»
ولم تمر خيبة الأندية الإسبانية هذا الموسم دون دق جرس الإنذار، حيث تحدثت صحيفة «إل موندو» عن «كارثة القرن لكرة القدم الإسبانية؟»، متسائلة هل هي «صدفة أم مشكلة خطيرة؟».
وتابعت «في الأعوام الأخيرة، كانت كرة القدم الإسبانية تسبح في الشك.. شك رياضي واقتصادي.. هل هذه الأندية في مستوى أدنى مقارنة بما كانت عليه قبل 10 أعوام؟».
وتساءلت «هل الهيمنة المالية للدوري الإنجليزي شيء موقت، أم أنها ستستمر لفترة طويلة؟».
وسيكون لهذا التراجع عواقب اقتصادية، مع اتساع الهوة بين الأندية الإسبانية، نتيجة حصول ريال مدريد على ما يصل الى 11 مليون يورو، بمجرد بلوغه ثمن النهائي، ورياضية أيضا مع تقليص الفارق بين الدوريين الإسباني (الثاني) والألماني (الثالث)، في تصنيف الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا).
وفي تصريح له الأسبوع الماضي، خفف رئيس رابطة الدوري الإسباني، خافيير تيباس، من وطأة ما يحصل، قائلا: «إذا حدث هذا لنا لخمسة أعوام متتالية...» دون أن يتمكن من إنهاء جملته، مضيفا: «لا ينبغي أن نشعر بالقلق.. إنها خيبة أمل، وليست كارثة».
وبالنسبة لمدرب برشلونة، تشافي هرنانديز، فإن «كل مجموعة مختلفة، عليك تحليل كل خروج على حدة.. يوفنتوس (الإيطالي) خرج أيضا... بالتالي، كلا.. لا أعتقد أن هناك مشكلة في كرة القدم الإسبانية».
وأضاف «لا يمكنك القول إن مستوى الدوري الإسباني قد انخفض.. ما زلت أعتقد أنه على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز».
«فقدنا شيئا ما»
أما زميله السابق في المنتخب الوطني، تشابي ألونسو، الذي استلم مؤخرا مهمة الإشراف على باير ليفركوزن الألماني، فبدا أكثر حذرا.
ويرى ألونسو أن «هيبة كرة القدم الإسبانية في أوروبا هائلة، لكن التطور سريع جدا في البلدان الأخرى».
وواصل «لا نتحدث هنا فقط عن الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن أيضا عن فرنسا وإيطاليا وألمانيا... حقيقة أن ناديا فقط من أصل أربعة تأهل إلى ثمن النهائي، تدل على أن المنافسة قوية جدا، وأننا فقدنا شيئا ما».
ومن جانبه، حذر تيباس في أيلول/سبتمبر الماضي، قائلا «علينا تصحيح ما يحدث في البريميرليج، لأن السوق أصبح فقاعة وبات غير مستدام.. لم تعد هناك سيطرة اقتصادية.. هذا موضوع سنطرحه على طاولة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم».
لكن على الدوري الإسباني أن ينظر إلى تهديد يتجاوز إنجلترا، إذ يمكن للدوري الألماني أن يحظى بـ4 ممثلين، في ثمن النهائي هذا الموسم، فيما ضمن الدوري الإيطالي وجود ممثلين له، وقد يرتفع العدد إلى 3 في حال صعود ميلان.
كما سيكون الدوري البرتغالي أمام فرصة كبيرة، لتأهل ثالث ممثل له إلى هذا الدور، أي أكثر بممثلين من الليغا.