الرأي

النواب السابقون في المقار الانتخابية.. غضب ورفض

مع الحراك الديمقراطي وبدء افتتاح المقار الانتخابية للمرشحين لعضوية المجلس النيابي والبلدي تفنن المرشحون باستقطاب المتحدثين في تلك المقار ما بين رجال الدين والشعراء والسياسيين والاقتصادين وكذلك الإعلاميين، وكل تلك الشريحة المستقطبة لم تلاقِ ردود فعل سلبية، بل مرت مرور الكرام خاصة وأن الكتل الانتخابية كانت تسعى للاستماع للمرشح بعينه ومعرفة مدى ثقافته وحنكته، ورؤيته للملفات التي تمس حياتهم الاجتماعية والاقتصادية.

الملفت في الأمر بأنني تلمست شعور الاستياء والتململ وعدم الرضا من قبل الناخبين في بعض المقار عند افتتاحها بسبب دعوة بعض النواب السابقين وإعطائهم فرص الحديث كمتحدثين رئيسين أثناء حفل الافتتاح، الأمر الذي بلاشك سيؤثر على قناعة الناخب وفكره ورؤيته لمرشحه القادم وأنه بوجود النائب السابق لدائرته لربما ينتهج هذا المرشح سياسة سابقه في حال نجاحه، وهذه نقطة لم يلتفت لها المرشحون ولا فرقهم العاملة، ولربما تؤدي إلى تغيير في ميزان القوى وبالتالي تجيير الأصوات لمرشحين بعيدين كل البعد عن النواب السابقين.

أداء المجلس النيابي السابق لم يكن بالمستوى المطلوب حسب رأي الناخبين، وهي وجهات نظر بعيداً عن الأسباب والمرتكزات مهما حاول أولئك النواب تبيانها وتبريرها للرأي العام، فالناخبون تهمهم ملفات بعينها ولا يهمهم ما دون ذلك، لذا فإنهم يرون أداء المجلس الماضي ويقيمونه بناء على المعطيات الحقيقية ولا شيئ غير ذلك، وبالتالي تواجد أي نائب سابق في افتتاح مقر المرشحين سيكون سلبياً ويؤدي إلى نتائج عكسية، وصناديق الاقتراع ستبين وجهة نظري في هذا الشأن.

أحد المقار شهد خروج المدعويين وأهالي المنطقة بعد صعود أحد النواب السابقين إلى المنصة، ومقر آخر شهد لمزاً وغمزاً بعد مداخلة أحد النواب، ومقر ثالث ورابع وخامس، ليتكرر المشهد واضعاً المرشحين الجدد في حيرة من أمرهم ليبدأوا بوضع خطط جديدة تغير النظرة السلبية التي خلفتها حفلات الافتتاح.

باختصار وبعيداً عن تقييم لأي مجلس سابق، فإن المقار الانتخابية وجدت لتكون تعريفاً بالمرشح، وفرصة لكي يتحدث وجهاً لوجه مع كتلته الانتخابية، بعيداً عن أي شخصية تدعى أو تمنح الفرصة للكلام، فالناخبون يأملون في الاستماع لمن يمثلهم والتعرف على رؤيته وفكره بعيداً عن المطبوعات والإعلانات.

تحدثوا وتناقشوا مع ناخبيكم، وهذا هو المطلوب.