^ طريقة تفعيل وتشغيل القوة الذاتية أو الداخلية أو الكامنة؛ هو ما يسعى إليه الإنسان الذي يريد أن يقدم ما لديه من إمكانات لصالحه ولصالح المجتمع، وجمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات، التي نظمت المؤتمر العالمي الثاني للتأمل وتعزيز الذات، هدفت إلى دعم وتمكين المهنيين والأفراد لإظهار مواردهم وقواهم الداخلية، ومن ثم إحداث تحول فعال وإيجابي في حياتهم. وكان شعار المؤتمر “إيقاظ قواك الداخلية والكامنة”؛ محاولة قوية للاستفادة من هذه الطاقة التي عادة ما تهدر من خلال عدم استغلالها الاستغلال الأمثل عبر الأفكار السلبية التي تسيطر على عقل الإنسان المعاصر. وتأتي أهمية مثل هذه اللقاءات الدورية لتعويد الناس على التأمل اليومي المنتظم، والذي باستطاعته كسر كل الأفكار السلبية التي تهاجم كل واحد منا. فالتأمل كما هو معروف؛ أحد الطرق لتحييد الفكر المنشغل بالخارج، من إحباطات إلى صراعات وحسد وضغينة وغضب ورغبة بالانتقام وغيرها من القضايا التي تبعد الإنسان عن ذاته، وبالتالي تبعده عن الفطرة التي فطر عليها والمتمثلة بالمحبة والتسامح والعطاء وخدمة الآخرين. المؤتمر الثاني للتأمل الذي عقد في البحرين حاول الخروج من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق، حيث الممارسة هي التي تجعل الإنسان يعرف من هو ولماذا جاء إلى هذا العالم، وما هي المهمة الإلهية أو الكونية التي جاء لإنجازها؟. إن اجتماع مجموعة كبيرة من ممارسي التأمل الممتدين من أوائل المتأملين قبل الميلاد بآلاف السنوات إلى زمننا هذا، وأساتذة تطوير الذات من المدججين بالأساليب العلمية الحديثة في النظر إلى الذات والعالم، أو الأنا والآخر، هذا الاجتماع وحده كفيل بإشاعة الطاقة ونشرها في الأجواء البحرينية المغبرة بأفكار بعيدة عن التوق البحريني لعناق السلام في ربوع العالم. وإذا كان الدكتور إبراهيم الدوسري، الوكيل المساعد في ديوان رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات أشار في كلمته “لعل من دواعي فخرنا أن نكون أول مؤسسة تطوعية في منطقة الشرق الأوسط تستضيف مؤتمر التأمل وتعزيز الذات في عام 2011، والذي حقق نجاحاً باهراً واستقطب أكثر من خمسمائة مشارك من أكثر من عشرين دولة حول العالم خلال الأيام الثلاثة من المؤتمر. وفي مؤتمرنا هذا العام سوف نستضيف مرة أخرى من كافة أنحاء العالم متحدثين ومفكرين لا يتميزون بسعة الخبرة في التأمل فحسب، بل يجسدون المعرفة والحكمة في أسلوب حياتهم”. فإننا نشد على يد الدكتور الدوسري وعلى يد فريق التنظيم الرائع الذي ذلل الصعاب أمام المحاضرين والمنتدين والجمهور الذي شارك في الفعاليات اليومية. ونؤكد أيضاً على أن الخيار الوحيد أمام الإنسان المعاصر والمحاصر بشتى أنواع الضغوطات اليومية، سواء كان في القمة أو القاع، سواء كان مديراً أو موظفاً صغيراً، سواء كان عاملاً أو تاجراً، فهو يحتاج إلى مثل المؤتمرات التي تستطيع أن تعيد إليه التوازن النفسي، الذي غالباً ما يضيع تحت طرقات هذه الضغوطات، يحتاج إلى الجلوس من نفسه والابتعاد عن الانشغال بالأعمال، ولو حتى على مساحة ربع ساعة في اليوم الواحد.
فتح بوابة المحبة
27 مايو 2012