أصبح مصير عدد من اللاجئين معلقاً في البحر، وسط أزمة بين إيطاليا وفرنسا، بعد رفض روما استقبال سفن إنقاذ اللاجئين التي انتشلتهم في إطار السياسة الجديدة للحكومة اليمينية المتطرفة التي تولت الحكم في البلاد.
وغادرت سفينة إنقاذ اللاجئين التي تدعى Ocean Viking ، التي تديرها منظمة SOS Mediterranee الأوروبية، جزيرة صقلية بعد رفض إيطاليا استقبال اللاجئين الذين أنقذتهم، متوجهة إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية يوم الثلاثاء، بعد أن ظلت في البحر أكثر من أسبوعين منذ أول عملية إنقاذ لها في وسط البحر الأبيض المتوسط.
وصل الوضع على متن أوشن فايكنغ إلى مرحلة حرجة، حسب صوفي بو، المديرة العامة لمنظمة SOS Méditerranée، وقالت: نحن الآن نواجه عواقب وخيمة للغاية، بما في ذلك خطر فقدان الأرواح البشرية بعد أكثر من أسبوعين من الحصار في البحر".
وكان هناك عدم وضوح، ما إذا كانت الحكومة الفرنسية ستسمح للسفينة بالرسو، خاصة أنها ركزت على انتقاد إيطاليا، واعتبار أن استقبال استقبال سفينة إنقاذ اللاجئين هذه من صميم مسؤوليتها، مع سعي باريس لإعادة السفينة لإيطاليا، ولكنها تعهّدت في الوقت ذاته بالحفاظ على سلامة العالقين بها.
لمأذا تطور الأمر إلى أزمة بين إيطاليا وفرنسا؟
ووصفت الحكومة الفرنسية رفض روما السماح لسفينة إنقاذ اللاجئين التي تقلّ 234 طالب لجوء، بالرسو في ميناء إيطالي، بأنه "غير مقبول".
والمفارقة أن رئيسة وزراء إيطاليا المتطرفة، جورجينا ميلوني، شكرت فرنسا التي وافقت، على حد قولها، على استقبال السفينة في أحد موانئها، ولكنها رفضت انتقادات باريس بأنها انتهكت المعايير الأوروبية وقوانين أعالي البحار، من خلال رفض إيطاليا استقبال سفن اللاجئين، معتبرة أن اللاجئين مسؤولية مشتركة يجب أن يتعاون الجميع في أوروبا لتحملها.
ويوم الأربعاء، قالت الحكومة الإيطالية "لن تقبل الدروس في مجال حقوق الإنسان".
واعتبرت باريس أن رفض إيطاليا لاستقبال سفينة إنقاذ اللاجئين تخلٍّ عن "التزاماتها الأوروبية"، لا سيما أنها "في الواقع المستفيد الأول من آلية التضامن المالي الأوروبية".
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران إيطاليا، أمس الأربعاء، إن "السفينة موجودة حالياً في المياه الإقليمية الإيطالية وهناك قواعد أوروبية واضحة جداً قبلها الإيطاليون، الذين هم في الواقع المستفيد الأول من آلية التضامن المالي الأوروبية".
ما قصة هذه السفينة، وهل تستقبلها فرنسا بعدما أصبحت عالقة في وسط البحر؟
وأكد فيران أنه "لا يزال أمامنا بضع ساعات من المناقشات" قبل وصول السفينة الممكن إلى المياه الفرنسية، لكنه وعد مع ذلك بأن "لا يسمح أحد بتعرض هذه السفينة لأدنى قدر من المخاطر، وبالتأكيد الأشخاص على متنها أيضاً"، دون أن يذكر بشكل مباشر أن فرنسا سوف تستقبلها.
والتزمت الحكومة اليمينية المتشددة الجديدة برئاسة جيورجيا ميلوني الأسبوع الماضي الصمت تجاه الطلبات المتكررة من قبل مجموعات إنقاذ اللاجئين لتوفير الملاذ الآمن، مما أدى منع السفينتين"Ocean Viking" و"جيو بارنتس" التي تحمل العلم النرويجي وهيومانيتي 1 التي ترفع العلم الألماني في البحر من إنزال اللاجئين العالقين إلا بشكل جزئي.
رفضت الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة الجديدة منح سفينة إنقاذ اللاجئين Ocean Viking ميناء آمناً لأكثر من أسبوعين، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
وقبل أن تبحر ، نحو فرنسا بعد أرسلت منظمة SOS Méditerranée التي تدير السفينة تسعة طلبات بشأن "أماكن رسو آمنة" لكنها لم تتلق أي رد، حسبما قالت المنظمة لقناة الجزيرة يوم الأربعاء.
ويقول خبراء قانونيون إن سياسة الهجرة في إيطاليا تنتهك القانون الدولي.
لماذا استقبلت إيطاليا بعض اللاجئين وأعادت آخرين للبحر؟
وتأتي هذه الأزمة بعد أن شرعت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة، جيورجيا ميلوني، زعيم حزب أخوة إيطاليا ذي الجذور الفاشية في تنفيذ السياسات المتشددة ضد الهجرة، التي وعدت بها خلال الحملة الانتخابية.
وسبق أن قالت ميلوني إنه يجب على روما "إعادة المهاجرين إلى الوطن وإغراق القوارب التي أنقذتهم".
وتعهدت ميلوني "بالدفاع عن حدود" إيطاليا من خلال منع سفن إنقاذ اللاجئين التابعة للمنظمات غير الحكومية العاملة في البحر المتوسط من دخول الموانئ الإيطالية لإنزال آلاف المهاجرين الذين ينقذونهم كل عام. وفقاً لوزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 88 ألف شخص من الشواطئ الإفريقية منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2022.
وتنص خطة الحكومة الإيطالية المناهضة للهجرة المثيرة للجدل على صد معظم طالبي اللجوء الذكور البالغين، الذين تم إنقاذهم في وسط البحر الأبيض المتوسط، والذين لا تعتبرهم السلطات الإيطالية مؤهلين للحماية الدولية.
يوم السبت، سمح وزير الداخلية الإيطالي الجديد، ماتيو بينتيدوسي ، في البداية للسفينية "Humanity 1″، وهو قارب إنقاذ تديره المنظمة غير الحكومية الألمانية SOS Humanity، بدخول ميناء كاتانيا في صقلية وعلى متنه 179 راكباً.
إنقاذ اللاجئين
السفينة Humanity 1 التي سمحت لها السلطات الإيطالية بالدخول/رويترز
ومع ذلك، بدأت السلطات الإيطالية في إنزال الأطفال والمرضى فقط: تم نقل 144 راكباً إلى مركز استقبال بينما تُرك الباقون، وجميعهم من الذكور فوق سن 18 عاماً ، على متن السفينة مع تهديد روما بدفعهم إلى المياه الدولية.
وأثار وزير الداخلية الإيطالي الغضب، يوم الإثنين، بعد أن أشار إلى أولئك الذين رفضت السلطات استقبالهم بأنهم "شحنة متبقية"، وأنهم أفراد لا يحتاجون إلى الإنقاذ.
ودخل اللاجئون العالقون بالسفينة في إضراب عن الطعام للفت الانتباه إلى مصيرهم، بعد أن تم إطلاق سراح 144 شخصاً فقط منها.
قبطان السفينة يرفض مغادرة الميناء
وطلبت السلطات الإيطالية من قبطان Humanity 1 يوم الأحد مغادرة الميناء مرة أخرى مع 35 ناجياً على متنها، وهو ما رفضه، وقال "من واجبي أن أكمل إنقاذ اللاجئين المنكوبين بإنزال جميع الناجين في ميناء كاتانيا بإيطاليا كمكان آمن، وأضاف "لا يمكنني مغادرة الميناء حتى يتم إنزال جميع الناجين الذين تم إنقاذهم من المحنة في البحر".
وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر إن السفينة ستعود إلى البحر، يوم الأربعاء، في عملية إنقاذ جديدة. وقالت: "هذا هو ردنا على سياسات الاتحاد الأوروبي المتهورة بعدم المساعدة".
يوم الأحد، جاء دور قارب إنقاذ آخر، هو جيو بارنتس (Geo Barents)، التي تديره منظمة أطباء بلا حدود ويحمل 568 طالب لجوء. مرة أخرى، بعد فحص سريع على متن السفينة، سمحت السلطات الإيطالية لـ357 شخصاً بالنزول، بمن فيهم أطفال، بينما تم ترك 217 شخصاً على متن السفينة، حيث أبلغ متطوعون عن نومهم على الأسطح، مع انتشار العدوى المسببة للحمى والجرب.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الإثنين، إن أحد المهاجرين تم إجلاؤه في وقت لاحق بواسطة سيارة إسعاف بعد أن اشتكى من آلام شديدة في البطن، مؤكدة أن الآخرين معرضون للخطر بشكل متزايد. يقول ريكاردو غاتي، رئيس قسم البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود: "وضعهم ومستوى الضغط النفسي لديهم مرتفع للغاية". وقال "للسفينة حدودها من حيث المساعدة الطبية".
بعد مواجهة استمرت يومين، سُمح لجميع طالبي اللجوء المتبقين على متن السفينتين الخيريتين بالنزول بسبب الحالة الجسدية والنفسية.
لاجئون يلقون أنفسهم في البحر
المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل على متن السفينة Geo Barents المصرح لها بالرسو في صقلية من قبل حكومة جيورجيا ميلوني اليمينية، ألقوا بأنفسهم في الماء، يوم الإثنين، 7 نوفمبر/تشرين الأول.
فخلال المواجهة بين المنظمات غير الحكومية والسلطات الإيطالية، قفز 3 مهاجرين من السفينة Geo Barents، التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود. وقالت المنظمة إن الرجال الثلاثة تم شفاؤهم بسرعة.
أما مصير السفينة Ocean Viking فكان أسوأ، حيث لم تقبل روما باستقبالها، وقالت ميلويني: "الأشخاص على متن سفن المنظمات غير الحكومية مهاجرون وليسوا غرقى. لم نقبل إنزال جميع الأشخاص الموجودين على متن السفن.
و بعد انتظار دون جدوى للحصول على إذن للرسو في إيطاليا منذ أواخر أكتوبر، ناشدت Ocean Viking يوم الثلاثاء فرنسا أن تستقبلها، وطلبت الإذن بإنزال ركابها.
جزيرة كورسيكا الفرنسية تبدى استعدادها لاستقبال السفينة مؤقتاً
تبحر سفينة إنقاذ اللاجئين Ocean Viking الآن باتجاه فرنسا، ومن المفترض أن تصل إلى المياه الدولية قبالة جزيرة كورسيكا الفرنسية على البحر المتوسط بحلول يوم الخميس.
وقال جيل سيميوني، رئيس المجلس التنفيذي في كورسيكا، إنه "مستعد إذا لزم الأمر" للسماح لـOcean Viking بالدخول إلى أحد موانئ الجزيرة مؤقتاً. وقال إن الخلاف بين الحكومتين الفرنسية والإيطالية مؤسف ويحدث "على حساب صحة، وربما حياة، مئات الأشخاص الذين هم في محنة".
وأضاف "موقفنا يمليه واجب الإنسانية، لا يمكن، عندما يكون هناك أشخاص يعانون وعالقين بعد بضع عشرات من الكيلومترات من ساحل كورسيكا، أن ننظر في الاتجاه الآخر".
وتقول ميلوني "إن حالة الطوارئ المتعلقة بالهجرة هي قضية أوروبية، ويجب معالجتها على هذا النحو".
وقالت منظمة SOS Humanity الألمانية إنه تم رفع دعاوى استئناف في محاكم روما وكاتانيا، يوم الإثنين. من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن إيطاليا "أساءت إلى التزاماتها الدولية بعدم توفير مكان آمن وسريع للعالقين".
وغادرت سفينة إنقاذ اللاجئين التي تدعى Ocean Viking ، التي تديرها منظمة SOS Mediterranee الأوروبية، جزيرة صقلية بعد رفض إيطاليا استقبال اللاجئين الذين أنقذتهم، متوجهة إلى جزيرة كورسيكا الفرنسية يوم الثلاثاء، بعد أن ظلت في البحر أكثر من أسبوعين منذ أول عملية إنقاذ لها في وسط البحر الأبيض المتوسط.
وصل الوضع على متن أوشن فايكنغ إلى مرحلة حرجة، حسب صوفي بو، المديرة العامة لمنظمة SOS Méditerranée، وقالت: نحن الآن نواجه عواقب وخيمة للغاية، بما في ذلك خطر فقدان الأرواح البشرية بعد أكثر من أسبوعين من الحصار في البحر".
وكان هناك عدم وضوح، ما إذا كانت الحكومة الفرنسية ستسمح للسفينة بالرسو، خاصة أنها ركزت على انتقاد إيطاليا، واعتبار أن استقبال استقبال سفينة إنقاذ اللاجئين هذه من صميم مسؤوليتها، مع سعي باريس لإعادة السفينة لإيطاليا، ولكنها تعهّدت في الوقت ذاته بالحفاظ على سلامة العالقين بها.
لمأذا تطور الأمر إلى أزمة بين إيطاليا وفرنسا؟
ووصفت الحكومة الفرنسية رفض روما السماح لسفينة إنقاذ اللاجئين التي تقلّ 234 طالب لجوء، بالرسو في ميناء إيطالي، بأنه "غير مقبول".
والمفارقة أن رئيسة وزراء إيطاليا المتطرفة، جورجينا ميلوني، شكرت فرنسا التي وافقت، على حد قولها، على استقبال السفينة في أحد موانئها، ولكنها رفضت انتقادات باريس بأنها انتهكت المعايير الأوروبية وقوانين أعالي البحار، من خلال رفض إيطاليا استقبال سفن اللاجئين، معتبرة أن اللاجئين مسؤولية مشتركة يجب أن يتعاون الجميع في أوروبا لتحملها.
ويوم الأربعاء، قالت الحكومة الإيطالية "لن تقبل الدروس في مجال حقوق الإنسان".
واعتبرت باريس أن رفض إيطاليا لاستقبال سفينة إنقاذ اللاجئين تخلٍّ عن "التزاماتها الأوروبية"، لا سيما أنها "في الواقع المستفيد الأول من آلية التضامن المالي الأوروبية".
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران إيطاليا، أمس الأربعاء، إن "السفينة موجودة حالياً في المياه الإقليمية الإيطالية وهناك قواعد أوروبية واضحة جداً قبلها الإيطاليون، الذين هم في الواقع المستفيد الأول من آلية التضامن المالي الأوروبية".
ما قصة هذه السفينة، وهل تستقبلها فرنسا بعدما أصبحت عالقة في وسط البحر؟
وأكد فيران أنه "لا يزال أمامنا بضع ساعات من المناقشات" قبل وصول السفينة الممكن إلى المياه الفرنسية، لكنه وعد مع ذلك بأن "لا يسمح أحد بتعرض هذه السفينة لأدنى قدر من المخاطر، وبالتأكيد الأشخاص على متنها أيضاً"، دون أن يذكر بشكل مباشر أن فرنسا سوف تستقبلها.
والتزمت الحكومة اليمينية المتشددة الجديدة برئاسة جيورجيا ميلوني الأسبوع الماضي الصمت تجاه الطلبات المتكررة من قبل مجموعات إنقاذ اللاجئين لتوفير الملاذ الآمن، مما أدى منع السفينتين"Ocean Viking" و"جيو بارنتس" التي تحمل العلم النرويجي وهيومانيتي 1 التي ترفع العلم الألماني في البحر من إنزال اللاجئين العالقين إلا بشكل جزئي.
رفضت الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة الجديدة منح سفينة إنقاذ اللاجئين Ocean Viking ميناء آمناً لأكثر من أسبوعين، حسبما ورد في تقرير لصحيفة the Guardian البريطانية.
وقبل أن تبحر ، نحو فرنسا بعد أرسلت منظمة SOS Méditerranée التي تدير السفينة تسعة طلبات بشأن "أماكن رسو آمنة" لكنها لم تتلق أي رد، حسبما قالت المنظمة لقناة الجزيرة يوم الأربعاء.
ويقول خبراء قانونيون إن سياسة الهجرة في إيطاليا تنتهك القانون الدولي.
لماذا استقبلت إيطاليا بعض اللاجئين وأعادت آخرين للبحر؟
وتأتي هذه الأزمة بعد أن شرعت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة، جيورجيا ميلوني، زعيم حزب أخوة إيطاليا ذي الجذور الفاشية في تنفيذ السياسات المتشددة ضد الهجرة، التي وعدت بها خلال الحملة الانتخابية.
وسبق أن قالت ميلوني إنه يجب على روما "إعادة المهاجرين إلى الوطن وإغراق القوارب التي أنقذتهم".
وتعهدت ميلوني "بالدفاع عن حدود" إيطاليا من خلال منع سفن إنقاذ اللاجئين التابعة للمنظمات غير الحكومية العاملة في البحر المتوسط من دخول الموانئ الإيطالية لإنزال آلاف المهاجرين الذين ينقذونهم كل عام. وفقاً لوزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 88 ألف شخص من الشواطئ الإفريقية منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2022.
وتنص خطة الحكومة الإيطالية المناهضة للهجرة المثيرة للجدل على صد معظم طالبي اللجوء الذكور البالغين، الذين تم إنقاذهم في وسط البحر الأبيض المتوسط، والذين لا تعتبرهم السلطات الإيطالية مؤهلين للحماية الدولية.
يوم السبت، سمح وزير الداخلية الإيطالي الجديد، ماتيو بينتيدوسي ، في البداية للسفينية "Humanity 1″، وهو قارب إنقاذ تديره المنظمة غير الحكومية الألمانية SOS Humanity، بدخول ميناء كاتانيا في صقلية وعلى متنه 179 راكباً.
إنقاذ اللاجئين
السفينة Humanity 1 التي سمحت لها السلطات الإيطالية بالدخول/رويترز
ومع ذلك، بدأت السلطات الإيطالية في إنزال الأطفال والمرضى فقط: تم نقل 144 راكباً إلى مركز استقبال بينما تُرك الباقون، وجميعهم من الذكور فوق سن 18 عاماً ، على متن السفينة مع تهديد روما بدفعهم إلى المياه الدولية.
وأثار وزير الداخلية الإيطالي الغضب، يوم الإثنين، بعد أن أشار إلى أولئك الذين رفضت السلطات استقبالهم بأنهم "شحنة متبقية"، وأنهم أفراد لا يحتاجون إلى الإنقاذ.
ودخل اللاجئون العالقون بالسفينة في إضراب عن الطعام للفت الانتباه إلى مصيرهم، بعد أن تم إطلاق سراح 144 شخصاً فقط منها.
قبطان السفينة يرفض مغادرة الميناء
وطلبت السلطات الإيطالية من قبطان Humanity 1 يوم الأحد مغادرة الميناء مرة أخرى مع 35 ناجياً على متنها، وهو ما رفضه، وقال "من واجبي أن أكمل إنقاذ اللاجئين المنكوبين بإنزال جميع الناجين في ميناء كاتانيا بإيطاليا كمكان آمن، وأضاف "لا يمكنني مغادرة الميناء حتى يتم إنزال جميع الناجين الذين تم إنقاذهم من المحنة في البحر".
وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر إن السفينة ستعود إلى البحر، يوم الأربعاء، في عملية إنقاذ جديدة. وقالت: "هذا هو ردنا على سياسات الاتحاد الأوروبي المتهورة بعدم المساعدة".
يوم الأحد، جاء دور قارب إنقاذ آخر، هو جيو بارنتس (Geo Barents)، التي تديره منظمة أطباء بلا حدود ويحمل 568 طالب لجوء. مرة أخرى، بعد فحص سريع على متن السفينة، سمحت السلطات الإيطالية لـ357 شخصاً بالنزول، بمن فيهم أطفال، بينما تم ترك 217 شخصاً على متن السفينة، حيث أبلغ متطوعون عن نومهم على الأسطح، مع انتشار العدوى المسببة للحمى والجرب.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الإثنين، إن أحد المهاجرين تم إجلاؤه في وقت لاحق بواسطة سيارة إسعاف بعد أن اشتكى من آلام شديدة في البطن، مؤكدة أن الآخرين معرضون للخطر بشكل متزايد. يقول ريكاردو غاتي، رئيس قسم البحث والإنقاذ في منظمة أطباء بلا حدود: "وضعهم ومستوى الضغط النفسي لديهم مرتفع للغاية". وقال "للسفينة حدودها من حيث المساعدة الطبية".
بعد مواجهة استمرت يومين، سُمح لجميع طالبي اللجوء المتبقين على متن السفينتين الخيريتين بالنزول بسبب الحالة الجسدية والنفسية.
لاجئون يلقون أنفسهم في البحر
المهاجرون الذين تقطعت بهم السبل على متن السفينة Geo Barents المصرح لها بالرسو في صقلية من قبل حكومة جيورجيا ميلوني اليمينية، ألقوا بأنفسهم في الماء، يوم الإثنين، 7 نوفمبر/تشرين الأول.
فخلال المواجهة بين المنظمات غير الحكومية والسلطات الإيطالية، قفز 3 مهاجرين من السفينة Geo Barents، التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود. وقالت المنظمة إن الرجال الثلاثة تم شفاؤهم بسرعة.
أما مصير السفينة Ocean Viking فكان أسوأ، حيث لم تقبل روما باستقبالها، وقالت ميلويني: "الأشخاص على متن سفن المنظمات غير الحكومية مهاجرون وليسوا غرقى. لم نقبل إنزال جميع الأشخاص الموجودين على متن السفن.
و بعد انتظار دون جدوى للحصول على إذن للرسو في إيطاليا منذ أواخر أكتوبر، ناشدت Ocean Viking يوم الثلاثاء فرنسا أن تستقبلها، وطلبت الإذن بإنزال ركابها.
جزيرة كورسيكا الفرنسية تبدى استعدادها لاستقبال السفينة مؤقتاً
تبحر سفينة إنقاذ اللاجئين Ocean Viking الآن باتجاه فرنسا، ومن المفترض أن تصل إلى المياه الدولية قبالة جزيرة كورسيكا الفرنسية على البحر المتوسط بحلول يوم الخميس.
وقال جيل سيميوني، رئيس المجلس التنفيذي في كورسيكا، إنه "مستعد إذا لزم الأمر" للسماح لـOcean Viking بالدخول إلى أحد موانئ الجزيرة مؤقتاً. وقال إن الخلاف بين الحكومتين الفرنسية والإيطالية مؤسف ويحدث "على حساب صحة، وربما حياة، مئات الأشخاص الذين هم في محنة".
وأضاف "موقفنا يمليه واجب الإنسانية، لا يمكن، عندما يكون هناك أشخاص يعانون وعالقين بعد بضع عشرات من الكيلومترات من ساحل كورسيكا، أن ننظر في الاتجاه الآخر".
وتقول ميلوني "إن حالة الطوارئ المتعلقة بالهجرة هي قضية أوروبية، ويجب معالجتها على هذا النحو".
وقالت منظمة SOS Humanity الألمانية إنه تم رفع دعاوى استئناف في محاكم روما وكاتانيا، يوم الإثنين. من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن إيطاليا "أساءت إلى التزاماتها الدولية بعدم توفير مكان آمن وسريع للعالقين".