أسدل الستار مساء أمس على الجولة الأولى من الانتخابات النيابية والبلدية، بعد ساعات عصيبة مرت على المترشحين الذين بذلوا كل جهدهم خلال فترة الدعاية الانتخابية للحصول على أصوات ناخبي دوائرهم، فبين فرح ومحبط، وآخر حصل على الوعود والكلام المعسول، ولكنه لم يحصل على الصوت المطلوب تتجدد المنافسة بين المترشحين الأوفر حظاً وشعبية في جولة ثانية الأسبوع المقبل.

يكون من الصعب على المترشح أن يسيطر على الأصوات ويحافظ على ثباته واستقراره في وجود عدد كبير من المترشحين، وخاصة من هم من معارفه ولكنهم سيفضلون قريبهم بطبيعة الحال خلال عملية التصويت، واختلاف الرأي والصوت من المفروض ألا يفسد للود قضية، ولكنه ليس الواقع للأسف، فكثير من الخصومات والمشاحنات والتقاذف كان قد حصل خلال فترة الدعاية الانتخابية وخلال يوم الاقتراع، ولكن هذه تصرفات متوقعة نظراً إلى سخونة هذا اليوم وانفلات الأعصاب والأصوات.

لقد هدأت الآن عاصفة الجولة الأولى وستبدأ الجولة الثانية بين اثنين من كل هؤلاء الذين تنافسوا على مقعد الدائرة، وهذا ما سيساهم في تركيز المتنافسين على جمع الأصوات وكسب تحالفات جديدة تمكنهم من الظفر بالمقعد البرلماني، فعدو الأمس لا بد من أن يصبح صديق اليوم لتظفر بأصوات مؤيديه، وربما العداء الذي يكنه الآخرون لمنافسك سيكون هو المفتاح الذي سيجلب لك الأصوات التي تحتاجها، ولذلك تعتبر الجولة الثانية جولة يدفع فيها كل مرشح بكل أدواته، ويعمل فيها على تحالفات جديدة، وهذا ما كنت أتحدث عنه مسبقاً في أهمية الحياد من بقية المنافسين وعدم كسب العداوة منهم، لأنك في حال وصولك إلى الجولة الثانية ستحتاج كل صوت حصل عليه منافسوك، وكذلك حال منافسك الذي سيعمل على كسب الأصوات لصالحه.

تحية كبيرة للجنة الإعلامية الخاصة بالانتخابات والتي حرصت على التحديث المستمر للعملية الانتخابية على مدار الساعة وأولاً بأول وعلى كل المنصات، وهذا ما يدل على وجود إدارة محترفة تحرص على إيصال التحديثات بشكل مستمر لجميع الناخبين والمراقبين، كذلك الشكر موصول للمؤسسات الإعلامية والصحف والقنوات التي حرصت على نقل العملية الانتخابية بكل شفافية ومصداقية واحترافية لتصل فعاليات العرس الديمقراطي إلى كل العالم.