يرى متابعون للنزاع السوري أن التدخل الروسي لدعم نظام الأسد هو في جانب منه حرب ثالثة بين الروس والشيشان تدور على الأراضي السورية، ويشيرون إلى أن الضربات الجوية الروسية تتركز في مناطق يتواجد فيها المقاتلون الشيشانيون بكثرة.فالطائرات الروسية تقصف مواقع في محافظات اللاذقية وحلب وإدلب وهي المناطق التي تضم العدد الأكبر من المقاتلين القادمين من القوقاز الروسي ومن جمهوريات سوفييتية سابقة في آسيا الوسطى، لاسيما أوزبكستان وطاجيكستان، بالتالي فإن استهدافهم، حسب خبراء، يشكل هدفاً مباشراً للاستراتيجية الروسية.أول حرب بين الطرفين دارت بين عامي 1994 و1996 من القرن الماضي، تلتها حرب ثانية عام 1999.المرصد السوري لحقوق الإنسان يقدر عدد المقاتلين الذين قدموا من الشيشان وداغستان ومناطق أخرى إلى سوريا بألفين على الأقل.فيما أشار مركز مكافحة الإرهاب لرابطة الدول المستقلة إلى وجود ألفي روسي فقط في صفوف تنظيم "داعش".وأضاف أن الشيشانيين يتمركزون في محافظات إدلب وحلب واللاذقية، لا سيما في صفوف جماعة "جند الشام" التي تقاتل إلى جانب "جبهة النصرة"، و"جماعة أجناد القوقاز" في محافظتي إدلب واللاذقية.أما مجموعة "جيش المهاجرين والأنصار" بقيادة عمر الشيشاني في محافظة حلب فهي من أقوى المجموعات القوقازية، حسب خبراء، وتضم شيشانيين وأوزبك وطاجيك، لكنها انقسمت تدريجياً لتلتحق غالبية أعضائها بتنظيم "داعش" بقيادة صلاح الدين الشيشاني، بينما أعلن آخرون بقيادة سيف الله الشيشاني الذي قتل عام 2014 وخلفه محمد الخرساني ولاءهم لجبهة النصرة تحت اسم مجموعة مجاهدي القوقاز والشام.وبسبب قدراتهم القتالية العالية يشكل الشيشانيون، حسب مراقبين، العمود الفقري لأي عملية هجومية للمتطرفين في سوريا.