«الأفضل بين الأفضل للحصول على جسم رشيق»، «أسرع طريقة للتخلص من السمنة»، «أسهل حل للحصول على شعر كذيل الحصان»، «أروع علاج للحصول على بشرة ناعمة كالحرير».. وغيرها الكثير والقائمة تطول. بتنا في وقت تجدُ كل ما تريد معرفته، في تطبيق على هاتف لا يتجاوز كف اليد، سواء كان هذا العلاج طبياً أو بالأعشاب أو موجوداً في بلاد الواق واق، فمع الإنستا لا علاج عسيراً.
البداية كانت على من يُطلق عليهم اسم «فاشينستا»، فتاة ذات معايير إنستغرامية تقوم بعرض الأزياء وترويج مجموعة من العطورات والمستحضرات التجميلية أو تشارك تجاربها مع وصفات قطع الشهية. وبالرغم من أسلوب الإقناع العالي الذي تتمتع به، إلا أن تصديقها يبقى رهينة الشك باعتبار أن جني الأرباح هدفها فهي لا تنفذ ما تقوم به بدوافع تطوّعية.
ولكن الطامة الكبرى عندما يتطور الأمر ويصل عند بعض الأطباء الذين يملكون قوة إقناع تفوق الفاشينستات، لسبب أن معلوماتهم مبنية على العلم وعلى التوصيف الصحيح للأدوية والذي يعتبر أكبر عامل جاذب للمشاهدين للإقدام على شراء تلك الأدوية والعلاجات دون حسيب أو رقيب والأغلبية يصدقونهم بامتياز، كيف «لا» ومن يصفها بنظرهم طبيب وليس عابر سبيل.
وفي جميع الحالات فإن الطبيب هو المستفيد سواء من زيادة وتفاعل المشاهدين أو ارتفاع عدد المراجعين على عيادته أو كسبه من إيرادات بيع الأدوية التي تُشترى على اسمه.. نعم فإن هذا ما يحصل بالتأكيد.
يؤسفني أن أقول ما هو الآن على بالي، بأن «مهنة الطب السامية» تصبح عبارة عن فيديوهات لعلاجات ذائعة يتم تسويقها بطريقة لامعة ويؤخذ بها بدرجة صدق عالية ليجد البعض أنه أودى بحياته إلى الهاوية. لذا ألم يحن الوقت أن نتفكّر ونستيقظ من الوهم الخبيث؟!