مع طي التظاهرات التي تفجرت في إيران بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، شهرها الثاني، انتشرت مجدداً، اليوم الثلاثاء، دعوات واسعة للاحتجاجات والإضرابات على مستوى البلاد، وأجزاء أخرى من العالم مع حلول الذكرى السنوية الثالثة لمقتل المتظاهرين في نوفمبر 2019.
فقد دعت الكثير من المؤسسات والنقابات والجمعيات، وكذلك أسر ضحايا الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في 2019 إلى التظاهر والإضراب في 15و16و17 من الشهر الجاري (نوفمبر.)
عصيان مدني
ففي بيان طالبت مجموعة "شباب أحياء طهران"، المواطنين بعدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز بما يشبه العصيان المدني.
كما حثتهم على الامتناع في تلك الأيام الثلاثة عن القيام بأعمال البنوك والتسوق، وإغلاق المتاجر.
كذلك طلبت من المواطنين مقاطعة الشركات التي تقدم دعايتها في التلفزيون الإيراني.
"جحيم للنظام"
بدورها، أعلنت لجنة "مبادرة زاغروس" في بيان، أن "شباب كردستان جنبا إلى جنب المدن الأخرى في البلاد، سيجعلون أيام 15و16و17 من شهر نوفمبر جحيمًا على النظام الإيراني.
من جهتها، دعت مجموعة "شباب أحياء تبريز" إلى تجمع عام، وأعلنت أنه لن يتم افتتاح مدرسة أو جامعة أو شركة تجارية اعتبارًا من اليوم.
إلى ذلك، انضمت أيضًا مجموعة "شباب أحياء كرج" إلى تلك المجموعات، حاثة الجميع على المشاركة في التظاهرات.
يذكر أن تظاهرات 2019 التي اندلعت احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود حينها، لتتوسع لاحقا وتطال كافة المحافظات في البلاد مطالبة بإسقاط النظام، تتزامن هذا العام مع الحراك الواسع الذي فجره موت مهسا.
فمنذ مقتل الشابة البالغة من العمر 22 عاما في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد.
فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات، تقدمتها في معظم الأحيان الشريحة الشابة في البلاد.
فيما تصدت القوات الأمنية بشكل عنيف للمحتجين، ما أدى إلى مقتل المئات منهم. وأعلنت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا" أن 314 متظاهراً قتلوا في الاضطرابات، بينهم 47 قاصراً. كما اعتقل ما لا يقل عن 14170 شخصاً، بينهم 392 طالباً، في تلك الاحتجاجات التي خرجت في 136 مدينة وبلدة و134 جامعة.