باريس - أ ف ب: يجلس جورج البالغ من العمر 22 شهراً على كرسي أزرق صغير أمام طاولة صغيرة للأطفال ويلعب بجهاز مخصص للراشدين هو جهاز "آي باد” الذي بات رائجاً في صفوف الأطفال، ما دفع الخبراء في نمو الأطفال إلى دق ناقوس الخطر. وبينما يميل جورج إلى الأمام نحو الجهاز، ينقر بإصبعه الصغير أيقونة "مو بوكس” ليشغل تطبيقاً فيه صور للحيوانات تطلق أصواتاً مختلفة. وبفضل جورج وأمثاله، تشهد التطبيقات الإلكترونية الموجهة للأطفال ازدهاراً ملحوظاً، بحسب الخبيرة هيذر ليستر. لكن آراء المتخصصين في علم النفس والأهل تختلف في ما يتعلق بتسليم الأطفال هواتف ذكية وأجهزة لوحية، ولا سيما أن السنوات الأولى من حياة الطفل تؤثر بشكل أساسي في نموه. يمضي جورج نصف ساعة أسبوعيا وهو يلعب بجهاز "آي باد” وقد طالب به للمرة الأولى عندما كان عمره عشرة أشهر، بالإشارة إليه. وقد قام والداه وهما مصصمان للرسوم البيانية، بتصميم أول تطبيق لهما يصدر صوراً شبيهة بالمفرقعات. ومع أن التطبيق مخصص للراشدين، إلا أن والدة جورج تسمح له بتجربته. ويعتبر طبيب الأمراض النفسية سيرج تيسيرون أن التطبيقات الإلكترونية لا تسمح للأطفال بفهم المساحات ثلاثية الأبعاد التي تعتبر أساسية في مرحلة النمو لأنه من الضروري أن يستعمل الأطفال كل حواسهم. لكن أجهزة "آي فون” و«آي باد” تبقى محدودة في ما يتعلق بالتجربة الحسية لأنها تشغل البصر والسمع واللمس إلى حد ما، لكنها تهمل حاستي الشم والذوق.