في اعتقادي نعم، فقد أزفت نهاية الحرب الروسية الأوكرانية وما تشاهدونه الآن من تصعيد ما هو إلا تحسين للمواقع الميدانية من أجل تحسين شروط التفاوض، كل طرف يريد أن يقضم جزءاً زائداً عن حاجته ليفاوض عليه ويحتفظ بالباقي، وكل طرف يصعد من أجل أن يرضخ الطرف الثاني ويقبل بسرعة لأنه لا يريد أن يخسر شيئاً مما حققه، فما نراه في الإعلام من تصريحات وحتى هجمات ما هو إلا أوراق تفاوضية.
القصف على كييف، وتفجير السد في خيرسون وسقوط قطع من الدفاعات الجوية الأوكرانية على الأراضي البولندية، وتصعيد روسي من أجل الضغط على أوكرانيا للجلوس مرغمة للتفاوض.
زيلينسكي يبدي عدم اهتمام بالتفاوض وتصريحاته تنم عن استعداده للاستمرار وضغطه على أوروبا وأمريكا من أجل مزيد من الدعم، كل ذلك كي لا تشعر روسيا أنه مجبر على التفاوض فتفرض عليه شروطاً صعب تحقيقها، هي حرب نفسية بين الطرفين.
الحقيقة أن أوروبا قد استنزفت أكثر من روسيا، وهي من يطلب وقف الحرب والدخول في مفاوضات بين الأوكران والروس.
فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية بأغلبية الكونجرس يفتح باب الاستجوابات والتحقيقات حول المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
الشتاء القادم والخوف من ارتفاع أسعار الطاقة وحجم التضخم في أوروبا، كلها أمور تجبر أوكرانيا على التفاوض.
مبادرة الحبوب أو مبادرة الغذاء التي نظمت تصدير القمح من أوكرانيا إلى العالم بالاتفاق مع روسيا ستنتهي هذا الشهر فإما تجديدها وإنهاء حالة القتال وإلا سيواجه العالم أزمة إمداد غذائية جديدة.
أزفت النهاية إذاً لأن الأسباب الرئيسية بعضها تحقق وبعضها مازال عالقاً، إنما الطرفان «روسيا والناتو» أدركا أن الاستمرار سيكون خسائر للطرفين.
روسيا أسقطت مع أوكرانيا نسبة 15% من أراضيها ونجحت في مد الطريق من الداخل الروسي لجزيرة القرم باستيلائها على الأقاليم التي كانت بينهما، صحيح أنها لم تكمل استيلاءها على كامل خيرسون وتنازلت عن جزء، ولكنها استبقت الجزء الشرقي منها وتنازلت عما بعد النهر لأوكرانيا.
المفاوضات بدأت بين أمريكا وروسيا فعلاً وقيل إن الاجتماع بخصوص التحذير من استخدام السلاح النووي، فوكالة «فرانس 24» قالت: «اجتمع مديرا الاستخبارات الأمريكية والروسية الإثنين في تركيا وناقشا خطر استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا وقضية المواطنين الأمريكيين المعتقلين في روسيا. ويأتي الاجتماع في أنقرة في لحظة فارقة في حرب روسيا على أوكرانيا بعد انسحاب القوات الروسية الأسبوع الماضي من مدينة خيرسون».
وسيعقد اجتماع آخر في نهاية نوفمبر بين الروس والأمريكان في القاهرة بخصوص استئناف التفتيش على المنشآت النووية بعد أن توقفت بسبب الحرب.
هذه المؤشرات تقود إلى أن الاجتماع هو لتحديد الخطوط الفاصلة الجديدة بين أوكرانيا وروسيا وبقية التفاصيل.
وبهذا تكون روسيا قد فتحت الطريق للقرم واستولت على أهم الموانئ في المياه الدافئة وضمت الأقاليم الانفصالية.
وبالنسبة للناتو تم استنزاف روسيا وإرهاقها واكتشاف قدراتها وتجربة إمكاناتها وأسلحتها.
تم إضعاف أوروبا ودفعها لمزيد من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز دور الناتو بقيادة أمريكية.
أما بالنسبة للأوكران فلا عزاء لهم بعد أن قبل زيلينسكي التضحية بهم من أجل تلك التجارب والأهداف الأمريكية، فهل كان بوتين سيجد عذراً للتدخل العسكري لو لم يصر زيلينسكي على طلب الانضمام للناتو؟ لا أعتقد.
الخلاصة أن زيلينسكي الذي كان يقول لن أفاوض، لن أجلس مع بوتين قال لمجموعة قمة العشرين قبل يومين: «إن الحرب يجب أن تنتهي الآن»!!
كيف ستنتهي؟ زيلينسكي يعرف جيداً أنه من المستحيل تنازل روسيا عن الأقاليم التي ضمتها، ويعرف أن الاستمرار في القتال هو الآخر مستحيل، فماذا بقي إذاً غير قبول التفاوض؟!
القصف على كييف، وتفجير السد في خيرسون وسقوط قطع من الدفاعات الجوية الأوكرانية على الأراضي البولندية، وتصعيد روسي من أجل الضغط على أوكرانيا للجلوس مرغمة للتفاوض.
زيلينسكي يبدي عدم اهتمام بالتفاوض وتصريحاته تنم عن استعداده للاستمرار وضغطه على أوروبا وأمريكا من أجل مزيد من الدعم، كل ذلك كي لا تشعر روسيا أنه مجبر على التفاوض فتفرض عليه شروطاً صعب تحقيقها، هي حرب نفسية بين الطرفين.
الحقيقة أن أوروبا قد استنزفت أكثر من روسيا، وهي من يطلب وقف الحرب والدخول في مفاوضات بين الأوكران والروس.
فوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية بأغلبية الكونجرس يفتح باب الاستجوابات والتحقيقات حول المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
الشتاء القادم والخوف من ارتفاع أسعار الطاقة وحجم التضخم في أوروبا، كلها أمور تجبر أوكرانيا على التفاوض.
مبادرة الحبوب أو مبادرة الغذاء التي نظمت تصدير القمح من أوكرانيا إلى العالم بالاتفاق مع روسيا ستنتهي هذا الشهر فإما تجديدها وإنهاء حالة القتال وإلا سيواجه العالم أزمة إمداد غذائية جديدة.
أزفت النهاية إذاً لأن الأسباب الرئيسية بعضها تحقق وبعضها مازال عالقاً، إنما الطرفان «روسيا والناتو» أدركا أن الاستمرار سيكون خسائر للطرفين.
روسيا أسقطت مع أوكرانيا نسبة 15% من أراضيها ونجحت في مد الطريق من الداخل الروسي لجزيرة القرم باستيلائها على الأقاليم التي كانت بينهما، صحيح أنها لم تكمل استيلاءها على كامل خيرسون وتنازلت عن جزء، ولكنها استبقت الجزء الشرقي منها وتنازلت عما بعد النهر لأوكرانيا.
المفاوضات بدأت بين أمريكا وروسيا فعلاً وقيل إن الاجتماع بخصوص التحذير من استخدام السلاح النووي، فوكالة «فرانس 24» قالت: «اجتمع مديرا الاستخبارات الأمريكية والروسية الإثنين في تركيا وناقشا خطر استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا وقضية المواطنين الأمريكيين المعتقلين في روسيا. ويأتي الاجتماع في أنقرة في لحظة فارقة في حرب روسيا على أوكرانيا بعد انسحاب القوات الروسية الأسبوع الماضي من مدينة خيرسون».
وسيعقد اجتماع آخر في نهاية نوفمبر بين الروس والأمريكان في القاهرة بخصوص استئناف التفتيش على المنشآت النووية بعد أن توقفت بسبب الحرب.
هذه المؤشرات تقود إلى أن الاجتماع هو لتحديد الخطوط الفاصلة الجديدة بين أوكرانيا وروسيا وبقية التفاصيل.
وبهذا تكون روسيا قد فتحت الطريق للقرم واستولت على أهم الموانئ في المياه الدافئة وضمت الأقاليم الانفصالية.
وبالنسبة للناتو تم استنزاف روسيا وإرهاقها واكتشاف قدراتها وتجربة إمكاناتها وأسلحتها.
تم إضعاف أوروبا ودفعها لمزيد من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز دور الناتو بقيادة أمريكية.
أما بالنسبة للأوكران فلا عزاء لهم بعد أن قبل زيلينسكي التضحية بهم من أجل تلك التجارب والأهداف الأمريكية، فهل كان بوتين سيجد عذراً للتدخل العسكري لو لم يصر زيلينسكي على طلب الانضمام للناتو؟ لا أعتقد.
الخلاصة أن زيلينسكي الذي كان يقول لن أفاوض، لن أجلس مع بوتين قال لمجموعة قمة العشرين قبل يومين: «إن الحرب يجب أن تنتهي الآن»!!
كيف ستنتهي؟ زيلينسكي يعرف جيداً أنه من المستحيل تنازل روسيا عن الأقاليم التي ضمتها، ويعرف أن الاستمرار في القتال هو الآخر مستحيل، فماذا بقي إذاً غير قبول التفاوض؟!