العالم

منظمات دولية: قطر اتبعت نظام «السخرة» مع العمالة الوافدة لتشييد مرافق كأس العالم

بي بي سي

لاعبو الدنمارك سيرتدون زياً أسود احتجاجاً على سجل الدوحة المشين بحقوق الإنسان


تعالت في الأونة الأخيرة الأصوات المنددة بظروف العمل في بناء المنشآت الرياضية في قطر، قبل وصول مشجعي كرة القدم إلى هذا البلد لمشاهدة نهائيات كأس العالم لكرة القدم حيث سيقيمون في فنادق بناها عشرات الآلاف من العمال المهاجرين، كما سيشاهدون المباريات في ملاعب بناها هؤلاء العمال.

وأكدت منظمات دولية أن قطر اتبعت نظام العمالة القسرية «السخرة» مع العمالة الوافدة التي استقدمتها من أجل تشييد ملاعب ومرافق كأس العالم، فقد قامت قطر ببناء سبعة ملاعب لاستضافة نهائيات كأس العالم بالإضافة إلى مطار جديد وشبكة مترو وسلسلة من الطرق وحوالي 100 فندق. وجرى بناء مدينة كاملة بجوار الملعب الذي ستجري على أرضه المباراة النهائية.

وتقول الحكومة القطرية إنه تم التعاقد مع 30 ألف عامل أجنبي فقط لبناء الملاعب ومعظمهم من بنغلاديش والهند ونيبال والفليبين.

وفي فبراير 2021 قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن 6500 عامل من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم. وتم التوصل إلى هذا الرقم بناء على البيانات التي قدمتها سفارات هذه الدول في قطر.

وانتقدت جميع نقابات العمال في العالم معاملة قطر للعمالة الوافدة.

وتقول الحكومة إن سجلات الحوادث الخاصة بها للعمالة الوافدة تبين أنه بين عامي 2014 و 2020، كانت هناك 37 حالة وفاة بين العمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم، ثلاثة منها فقط لها علاقة بالعمل.

لا تعتبر الحكومة القطرية الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والتوقف عن التنفس أنها مرتبطة بالعمل رغم أن هذه أعراض شائعة لضربات الشمس الناتجة عن العمل الشاق في درجات حرارة عالية جداً.

وتقول منظمة العمل الدولية إن هذا الرقم المعلن من جانب قطر لا يمثل الحقيقة. وقد جمعت المنظمة أرقامها الخاصة بالحوادث المتعلقة بمنشآت كأس العالم بناء على بيانات المستشفيات الحكومية وخدمات الإسعاف في قطر. وتقول منظمة العمل الدولية أن 50 عاملاً أجنبياً لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 500 آخرين بجروح خطيرة في عام 2021 وحده بينما أصيب 37600 آخرون بجروح خفيفة إلى متوسطة.

كما حصلت «بي بي سي» على أدلة تشير إلى أن الحكومة القطرية قللت من عدد الوفيات بين العمال الأجانب في تقاريرها.

ومنذ أن فازت قطر باستضافة كأس العالم في 2010 انتقدت جماعات حقوق الإنسان معاملتها للعمال الأجانب.

وفي عام 2016 اتهمت منظمة العفو الدولية الشركات القطرية باتباع نظام العمالة القسرية (السخرة).

وقالت إن العديد من العمال يعيشون في مساكن مزرية ويجبرون على دفع رسوم توظيف ضخمة وجرى حجب أجورهم ومصادرة جوازات سفرهم.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها في عام 2021 إن العمال الأجانب في قطر يعانون من «اقتطاعات عقابية وغير قانونية من أجورهم» ويواجهون «شهوراً من الأتعاب غير المدفوعة عن ساعات طويلة من العمل الشاق».

من المرجح أن تظل هذه القضية في دائرة الضوء خلال النهائيات. حيث كتبت الفيفا إلى 32 فريقا متنافساً في البطولة وطلبت منهم «التركيز الآن على كرة القدم». وقالت إنه لا ينبغي «جر» الرياضة إلى «معارك» عقائدية أو سياسية أو «إعطاء دروس في الأخلاق».

ورداً على ذلك قالت عشرة اتحادات أوروبية لكرة القدم بما في ذلك اتحادات إنجلترا وويلز إن «مبادئ حقوق الإنسان عالمية وتنطبق على كل مكان».

كما أصدر فريق كرة القدم الأسترالي مقطع فيديو ينتقد قطر لإساءتها معاملة العمال المهاجرين.

وسيرتدي اللاعبون الدنماركيون زياً أسود بالكامل للتعبير عن احتجاجهم على سجل قطر في مجال حقوق الإنسان.