كتب – مازن أنور:القسوة على مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم الحالي لم تأت من فراغ أو من كراهية شخصية أو لأسباب خاصة، إنما هي مبنية على مبررات ومسببات حقيقية وواقعية، فهذا الاتحاد لم يعرف معنى النجاح محلياً أو خارجياً منذ أن تولى زمام الأمور في منتصف عام 2013، عامان وأكثر بقليل والجميع ينتظر بارقة أمل، وأصبحت هذه البارقة صعبة المنال في ظل الأوضاع الهزيلة التي تمر بالكرة البحرينية، حتى جاء الوصف من الجميع بأن ما نعيشه حالياً هو أحد أسوأ الأوضاع التي عاشتها الكرة البحرينية منذ سنين، على رغم المبالغ المهولة التي صرفها الاتحاد الحالي من خزينته تجاه من صالوا وجالوا في ملاعبنا ولم يمنحونا جزءاً من التقدم.بعد جميع هذه الإخفاقات والفشل الذريع على مستوى جميع المنتخبات، سيكون الحمل ثقيلاً للغاية على مجلس إدارة اتحاد الكرة، وستبقى الفترة القادمة والتي تصل مدتها إلى أكثر من عام واحد لبدء دورة انتخابية جديدة من دون أهداف للمجلس الحالي لا سيما بعد أن ذهبت جميع مخططاتهم هباءً منثوراً، ليأتي وقت استعراض العضلات بالحديث عن إنجاز استقطاب نهائيات كأس آسيا للشباب تحت 19 عاماً في أكتوبر 2016.حالة الشتات التي يعيشها اتحاد الكرة الحالي أثرت وبشكل كبير على هوية الكرة البحرينية، خمسة مدربين جربوا حظهم مع المنتخب الأول، فالأرجنتيني كالديرون لم يتوصلوا معه لاتفاق التجديد، ليكون البديل بالنسبة لهم مدرباً مغموراً يساعدهم في تخفيف الفاتورة ويمنحوا الإنجليزي هدسون مهمة أكبر منه وسرعان ما تحين الفرصة ليهرب، ليتغنى بعدها مسؤولو اتحاد الكرة بخيار التعاقد مع العراقي عدنان حمد مستذكرين محطاته المضيئة مع منتخب النشامى «المنتخب الأردني»، ولكنهم وفي اجتماع ليلي افتقد للنصاب اتخذوا خيارهم المتسرع بإعفائه، وذهبوا لكأس آسيا بمدرب الطوارئ الوطني مرجان عيد فكان مغادرتهم مبكرة، وانتهى بهم الأمر عند مدرب جديد على الساحة حاولوا من خلاله استرجاع ذكرى كالديرون ليتعاقدوا مع مواطنه باتيستا والذي أضاء إشارة الاستسلام مبكراً.أما آن الأوان للحديث عن استقالة جماعية يتقدم بها مجلس إدارة اتحاد الكرة، فالاستقالة أفضل خيار بعد سلسلة الإخفاقات التي جلبها هذا الاتحاد معه، ففقد محبة الشارع والإعلام الرياضي والجماهير، فردود الفعل التي حملتها مواقع التواصل الاجتماعي عقب خسارة أوزبكستان «المذلة» تؤكد بأن الاتحاد غير مرغوب فيه، وأن تمسك المجلس بطاولته لن يكن محاطاً بثقة من أحد بعد أن قدمت السنتان الماضيتان إشارات سلبية لا توحي بأي تقدم للكرة البحرينية مستقبلاً.اتحاد الكرة الذي لم يمنح الفرص لغيره، بل أقال المدرب العراقي عدنان حمد بعد خسارته في أول مباراة، وأعفى مديراً فنياً ألمانياً بعد بضعة أشهر، لم يطبق هذه السياسة على ذاته وأن يعفي نفسه من المسؤولية بالبقاء في اتحاد الكرة بعد موجات الإخفاقات التي تعرضت لها الكرة البحرينية في عهدكم.